الرئيسة \  تقارير  \  وول ستريت جورنال: كيف تموّل الولايات المتحدة الثورات؟

وول ستريت جورنال: كيف تموّل الولايات المتحدة الثورات؟

03.11.2021
الجزيرة


الجزيرة
الثلاثاء 2/11/2021
يعتقد بعض الأميركيين أن المساعدات الخارجية ليست سوى أموال تذهب هدرا، وليتها حقا كذلك، فالمساعدات التي تذهب لدول أميركا اللاتينية تستخدم من قبل بيروقراطيات ناشطة للترويج لأجندتها اليسارية.
وإذا كتب لها النجاح، فإن دافعي الضرائب بالولايات المتحدة سيكونون في نهاية المطاف قد دعموا عدم الاستقرار والبؤس الاقتصادي في تلك البلدان.
هذا ما تراه الكاتبة الصحفية ماري أناستاسيا أوغرادي في مقال لها بصحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) الأميركية بعنوان "كيف تموّل الولايات المتحدة الثورات؟"، استهلته بالقول إن دافعي الضرائب بأميركا يدفعون فاتورة الترويج لأجندة سياسية يسارية.
وأشارت أوغرادي إلى أن أحدث مثال على ذلك هو منتدى "مكافحة الفساد" الذي نظمته الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (U.S. Agency for International Development) الأسبوع الماضي، والذي من بين ضيوفه البارزين المدعية العامة السابقة في غواتيمالا ثيلما ألدانا، والمدعي الغواتيمالي السابق خوان فرانسيسكو ساندوفال، اللذان يعيشان في الولايات المتحدة، وقد صدرت بحقيهما مذكرات توقيف في بلديهما على خلفية تهم بالفساد.
ومن بين المشاركين البارزين في المنتدى أيضا إيفان فيلاسكيز، المفوض السابق للجنة الأمم المتحدة الدولية لمناهضة الإفلات من العقاب في غواتيمالا (U.N. International Commission Against Impunity in Guatemala) التي تنفق عليها الولايات المتحدة أموالا طائلة.
وقد رفض رئيس غواتيمالا السابق جيمي موراليس في عام 2019 تجديد تفويض اللجنة آنفة الذكر للعمل في بلاده، لأن المفوض فيلاسكيز قد حوّلها إلى سلاح سياسي بيد اليسار، بسحب المقال.
وأشار المقال إلى أن "المشاركين الثلاثة في المنتدى الذين عملوا مدعين عامين في غواتيمالا، مثال على كيفية إفساد السلطة للمسؤولين، حيث تحتوي سجلاتهم على أمور تقشعر لها الأبدان مرتبطة بممارسات الحكومات العسكرية الاستبدادية".
وقالت الكاتبة إن النائبة الديمقراطية الأميركية نورما توريس، التي تعد بطلة بالنسبة لليسار الغواتيمالي، كانت أيضًا ضمن المتحدثين الرئيسيين في المنتدى، الأمر الذي يوضح لنا ما يجمع المشاركين في المنتدى، وهو خدمة أجندة سياسية تهدف إلى عودة سلطة شبيهة بـ"لجنة الأمم المتحدة الدولية لمناهضة الإفلات من العقاب في غواتيمالا"، تكون فوق القانون، لتمهيد الطريق أمام اليساريين المستبدين في غواتيمالا.
وسرد المقال العديد من الممارسات الاستبدادية الفظيعة التي لا تحترم القانون في غواتيمالا والتي كان المسؤول الأول عنها المدعون العامون الثلاثة المشاركين في المؤتمر الأميركي.
وفي معرض مقارنتها بين دعم الولايات المتحدة للمدّعين الذين تطاردهم تهم الفساد في بلادهم، وغيرهم من المسؤولين الغواتيماليين الذين لا يخدمون أجندتها، ختمت الكاتبة بالقول إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أقدم على تجريد المدعية العامة الجديدة في غواتيمالا، التي تعمل وفق القانون، من تأشيرة دخولها إلى الولايات المتحدة، كما شوّه سمعتها في حسابه على تويتر.