الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ويبقى "الأسد" خارج الواقع

ويبقى "الأسد" خارج الواقع

07.10.2013
الوطن السعودية


الاحد 6/10/2013
يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد ما زال يعيش خارج الواقع، فهو لغاية أول من أمس في حوار مع قناة تلفزيونية تركية، يعد ثورة شعبه ضده إرهابا وكل من في تركيا من مواطني دولته إرهابيين ستدفع تركيا ثمنا غاليا لاستضافتها لهم، متجاهلا أن الغالبية من السوريين الموجودين في تركيا حاليا هم من اللاجئين الذين هربوا من قذائف وصواريخ قواته، ومتجاهلا أيضا أنه لغاية اليوم لم يقدم أي دعم للاجئين السوريين في دول الجوار جميعها، وكأنهم ليسوا من المواطنين السوريين.
الرئيس السوري يؤكد بإنكاره الحقائق التي يعرفها العالم بأسره، أنه لا يدافع عن الشعب السوري ضد الإرهاب، كما يدعي، وإنما يقاتل كي يستمر في الحكم مهما كان الثمن، وها هو الشعب السوري يدفع الثمن بمئات الألوف من القتلى والمفقودين والملايين من المشردين، وكلهم لم يأت الأسد على ذكرهم في خطاباته باستثناء دعوة اللاجئين للعودة من غير أن يضمن عدم قصف بيوتهم من جديد.
إلى ذلك، فإن حديث الأسد عن عدم قراره في ما إذا كان سيشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة في يوليو من العام المقبل لأن الوضع يتغير على الأرض بسرعة كبيرة بحسب تعبيره، وأنه سيرشح نفسه إذا أراد السوريون ذلك، يحمل أكثر من معنى، فهو من جهة يتجاهل رغبة الملايين الذين ثاروا لإسقاط نظامه، معتبراً أن القلة من مؤيديه هم الشعب السوري. وهو من جهة أخرى يلمح بإشارته إلى سرعة تغير الوضع، إلى ما تسرب من أخبار عن احتمال تأجيل الانتخابات الرئاسية، طبقا لاتفاق غير معلن بين الولايات المتحدة وروسيا، وهذا يمنح الأسد فرصة الاستمرار في السلطة لمدة عامين بعد انتهاء ولايته بناء على الفقرة الثانية من المادة 87 في الدستور السوري لوجود أسباب تعطل إجراء انتخابات مكتملة.
لو حدث ذلك، فمعناه أن الثورة لن تهدأ وآلة النظام العسكرية ستكمل تدمير ما تبقى من سورية، فالمؤشرات كلها تقول إن الأسد لا يهمه خلاص شعبه بقدر ما يسعى لأن يبقى حاكماً ولو فوق ملايين الجثث، مما يستدعي أهمية تحرك دولي مختلف لتبديد حلمه وإنقاذ السوريين كي يعود من تهجروا ويبنوا مع الباقين ما دمره النظام.