الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ويحدثونك عن.. "الائتلاف"

ويحدثونك عن.. "الائتلاف"

09.07.2014
محمد خروب



الرأي الاردنية
الثلاثاء 8/7/2014
سرق "داعش" الاوراق والاضواء، ولم يعد لدى فخامة الرئيس المنتهية ولايته احمد الجربا مَنْ يهاتفه او يستقبله او حتى يهتم بمصيره، اللهم إلاّ إذا قاد "انقلاباً" داخل الائتلاف وضَمِنَ لنفسه مكانة "ما" تسمح له بان يبقى داخل الصورة، التي باتت باهتة وبالية سياسياً وعسكرياً على نحو يذكّر بالمصير الذي آل اليه ما يسمى بالجيش الحر، ومن قبله وبعده، المصير الذي انتهت اليه كل الصناعة الغربية وخصوصاً التركية والعربية لشخصيات سوريّة مهاجرة ومغمورة جرى استدعاؤها من الاستيداع او تم تلميعها من أجل خلق معارضة على مقاس العواصم التي انخرطت في الحرب على سوريا بهدف تقويضها، كأولئك الذين جيء بهم لترؤس حكومة المعارضة المؤقتة فإذا بهم ينطفئون قبل اوانهم و"يعادون" من حيث أتوا، حتى اولئك الذين تم تشجيعهم على الانشقاق، ساسة وعسكريين ها هم يعانون البطالة السياسية والعطالة "الثورية" ويتنقلون بين سفارة واخرى طمعاً في أعطية او توسلاً لتأشيرة دخول، فيُقابلون بالصدود او يوضعون على قوائم الانتظار، علّ حاجة اليهم تستوجب استدعاءهم لتنفيذ "مأمورية" ما.
مناسبة الحديث ان إئتلاف اسطنبول الذي فقد ظله ووظيفته وبات عبئاً على مشغليه ومموليه، يُنهي اليوم أعمال "دورته" ال14، منذ تم اشهاره على لسان هيلاري كلينتون بعد ان نعت مجلس اسطنبول (الوطني حتى لا ينسى احد)، وهو (الإئتلاف) سيُقرر، إذا ما سارت الأمور كما يُفترض ولم ينفجر من داخله او تسوده الفوضى او تعلن احدى الكتل انسحابها او انشقاقها، اسم رئيسه الجديد، بعد ان لم يعد من "حق" الجربا الاستمرار في موقعه، الذي واصل البقاء فيه منذ تموز الماضي بعد ان جيء به في صفقة اقليمية عكست موازين قوى جديداً، ظنت رهانات اصحابها انهم يُمسكون بزمام الأمور وأنها مسألة وقت كي يضطر النظام السوري صاغراً ان يأتي الى جنيف2 ليُسلّم "الأمانة" ويستعد لدفع ثمن ارتكاباته، فإذا بالإئتلاف نفسه يُجْبَر على الحضور في شباط الماضي، في موقف ضعف وانعدام تأثير حقيقي، "مخترعاً" شعاراً متهافتاً يقول انه لن يفاوض النظام الا بعد تغيير موازين القوى، مُطالباً بمزيد من السلاح "الفتّاك"، لكن المُشغلّين اصابهم السأم من مناضلي الفنادق، الى ان جاءت بدعة المعارضة المعتدلة، فاذا بالجيش الحر يواصل انهياره واذا بالنُصرة تتآكل ويبرز داعش على نحو مفاجئ وصادم، ولكن الاهم هو تيقن الجميع بأن مسألة اسقاط النظام السوري "سقطت" عن جدول الاعمال بعد كل ما حققه من انجازات ميدانية ملحقاً هزائم موصوفة بمن ظنوا (او هكذا اوهموهم) انهم باتوا قاب قوسين او ادنى من احكام قبضتهم على عاصمة الامويين.
ما علينا..
يرشح ان كبير مفاوضي الائتلاف في جنيف 2، هادي البحرة، هو الاوفر حظاً لخلافة (ما دمنا في عصر الخلفاء ودولة الخلافة) الجربا، الذي بدوره لا ينوي النزول عن المسرح ولهذا فهو يقترح لنفسه منصب وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة "الجديدة" التي ستخلف (..) حكومة احمد الطعمة، بعد ان اسقطوا عنها "الحجاب"، ولم تعد ذات صلة وخصوصاً عندما الغى فخامة الجربا قرار الطعمة باقالة رئيس الاركان والمجلس العسكري، بل وقالت اوساط صحفية ان الجربا اخترع لنفسه لقباً جديداً يمكن ان يجعل منه "مرشداً سياسياً" للثورة عبر موقع اسماه "قائد قوى الثورة والمعارضة".
كل هذه الصراعات على المواقع والالقاب، تأتي في وقت يخسر فيه المسلحون المزيد من المواقع وخصوصاً في حلب التي باتت اقرب من اي يوم مضى لتحريرها واعادتها الى كنف الدولة، بينما تتآكل قدرتهم في ريفي دمشق وخصوصاً الشرقي، وتزداد ثقة النظام بنفسه امنياً وسياسياً وميدانياً، حيث ازال الكثير من الحواجز وفتح المزيد من الطرق المغلقة داخل دمشق نفسها.
اين من هنا؟
ضاقت السبل بائتلاف اسطنبول ولم يعد الاهتمام به يُغري وسائل الاعلام او السفارات، بعد ان غسلت واشنطن ولندن وباريس اياديها منه، رغم استمرارها–وبعض العرب–في التلويح به كعصا (لا تخيف أحداً في واقع الحال) في وجه النظام السوري، الذي لم يعد هو الآخر معنياً لا بالتفاوض معه او دعوته لأي نوع من "المصالحة"، على النحو الذي يجري في بعض ضواحي ريفي دمشق وحلب، ومع بعض المعارضين من امثال احمد معاذ الخطيب الذي رَشَحَ منذ فترة انه "عائد" الى دمشق، بعد ان اكتشف ارتباطات المعارضة التي التحق بها وثمة شائعات تتحدث عن امكانية ان يُرشح لرئاسة اول حكومة في الولاية الثالثة للرئيس السوري.
.. الائتلاف في تيه آخذ في التعمق، وربما تكون دورته الراهنة التي تحمل الرقم 14، هي آخر دوراته، قبل ان يُحال الى الاستيداع او يتم "دفنه" على غرار ما آل اليه مجلس اسطنبول، واكبر الخاسرين في النهاية هم الاخوان المسلمون وراعيهم اردوغان.