الرئيسة \  واحة اللقاء  \  يا أمة الإسلام... أين أنتم من سورية؟!

يا أمة الإسلام... أين أنتم من سورية؟!

22.04.2013
علي محمد الفيروز

الرأي العام
الاثنين 22/4/2013
لم تخطئ منظمة «هيومن رايتس ووتش» الخاصة بحقوق الانسان حينما أكدت في تقريرها بأن النظام السوري قد قصف أهدافا مدنية عدة بواسطة طيرانه مثل مراكز المخابز والمستشفيات والمدارس والجامعات السورية حتى وصل الحال الى المساجد ما أدى الى وقوع آلاف القتلى المدنيين العزل، داعية الى وقف هذه الغارات الصاروخية التي وصفتها بأنها جرائم ضد الانسانية، ففي تقرير المنظمة الذي يحمل عنوان «الموت القادم من السماء» أكد بأن الغارات الأسدية قتلت مدنيين بشكل عشوائي ومن دون أي تمييز وهو ما يمثل انتهاكا صارخا لحقوق الانسان السوري تندرج على ما يبدو تحت استراتيجية هجمات متعددة ومنهجية ضد المدنيين، فأي حكومة او نظام حاكم يسعى الى إبادة شعبه بالكامل ويتمنى هدم مدنها وقراها ويسعى الى خرابها من اجل البقاء؟!
واستنادا الى تحقيق ميداني في ثلاث محافظات سورية اتضح لدى المنظمة ان المستشفيات والمراكز الطبية قد تعرضت الى هجمات صاروخية متعمدة ما أدى الى استئناف الحالات الطارئة بشكل دوري من قرية الى أخرى ووجود شعب مرعوب وغير طبيعي خائف من سلاحه الجوي الذي لا يرحم البشر، فهذه الغارات غير الشرعية تقتل وتجرح العشرات من المدنيين وبالتالي تهدف الى التدمير وليس التعمير وزرع الرعب وتهجير السكان الذين لا شأن لهم في هذه الحرب.
وهناك ناشطون مقربون من الاحداث الدامية في سورية يؤكدون بأن الغارات الجوية قتلت اكثر من 4300 مدني منذ يوليو 2012 وهي بداية الهجمات الجوية وهم في الغالب يكونون من أسرة او قبيلة واحدة، ثم اختتمت تقريرها الاخير عن سورية عن ان احد الاسلحة المستخدمة من قبل النظام الحاكم التي استخدمت في الهجوم على اعزاز كانت قنبلة انشطارية خطيرة يصل شعاعها الى 100 متر وبالتالي يكون انتهاكا آخر للمعاهدات والمواثيق الدولية فضلا عن استخدام القنابل العنقودية والصواريخ الباليستية والقنابل الحارقة التي تدمر شعبا بأكمله، فبالله عليكم كيف لنا ان نحاكم نظاما حاكما مستبدا يسعى الى مسح شعبه من الخارطة بكل الطرق المتاحة من اجل الانفراد في السلطة في حين نرى ان معظم الشعوب العربية والاسلامية تغلق أفواهها وتتعمد السكوت ولا تتكلم من أجل كلمة الحق ونصرة المظلومين القابعين على الاراضي السورية المحترقة... فبأي دين وأي قانون وأي عادات وتقاليد تتطلب منا جميعا السكوت عما يدور في سورية من دمار شامل وقتل وسفك دماء واغتصاب وسرقات ونهب في الممتلكات على الاراضي السورية؟
انها فعلا مأساة انسانية وكارثة على شعب أعزل لا يملك إلا الدعاء والرجاء.
عيب علينا جميعا ان نشاهد الدمار ولا نتكلم وننتظر غيرنا من الشعوب الاجانب لكي يقرروا مصير شعوبنا العربية والاسلامية رغم انها تخص مصالحنا جميعا ولكن بكل أسف كل شيء تغيّر الى الأسوأ في هذا الزمن!
لقد دارت مواجهة حامية بين اعضاء الكونغرس الاميركي ومسؤولي ادارة الرئيس باراك أوباما عند الحديث عن الحرب السورية حتى وصلت حد التجريح الشخصي بين البعض مطالبين بتدمير القوة الجوية والصاروخية لرئيس النظام السوري الحاكم بشار الأسد والمطالبة بشن ضربات سريعة وموضعية لمراكز المؤسسات العسكرية دون التفكير بشن حملة عسكرية جوية كاملة، فالهجوم الذي أثاره الحزبان الديموقراطي والجمهوري ضد الرئيس أوباما كفيل بمدى اهتمامهم لهذه القضية فيما لم تفعله مجالسنا البرلمانية العربية على امتداد الوطن العربي ودول الخليج أجمع ولكن فرض علينا ان نرضى بواقعنا السياسي الأليم مهما كانت قسوته.
فلننظر قليلا الى حجم المساعدات الانسانية والوسائل غير القتالية الاخرى مثل الغذاء والدواء والاتصالات وغيرها التي قدمتها الولايات المتحدة للمعارضة السورية والتي بلغت اكثر من 350 مليون دولار وهو اكبر مبلغ قدمته دولة مانحة، واليوم بلسان الرئيس أوباما تساعد بلاده المعارضة السورية بـ 10 ملايين دولار كمساعدات انسانية اخرى فضلا عن دراسة الادارة الاميركية على ضرورة تسليح الثوار لوجود مخاوف من امكانية استخدام النظام السوري الاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا لحسم المعارك الاخيرة في الحرب وهذا ليس غريبا عليه، وبالتالي ما تقوم به الولايات المتحدة هي خطوات ايجابية تستحق الاشادة.
فضلا عن وجود دعم وتزويد المعارضة من قبل المجتمع الدولي بالاسلحة المطلوبة حتى تتمكن من تكملة نضالها من دون اي تحفظات ويبقى السؤال هنا: الى متى ستظل المعارضة السورية تنتظر الفرج وهي ترى شعبها يذبح يوما بعد يوم أمام أمة عربية مهمتها مشاهدة المزيد من الجرائم الأسدية... سورية اليوم تمر بمراحل حرجة للغاية... أين أنتم يا أمة الإسلام؟! كفى... كفى.
 
علي محمد الفيروز