الرئيسة \  مشاركات  \  يا أهل الشام ماذا بعد الهجرتين ؟؟

يا أهل الشام ماذا بعد الهجرتين ؟؟

28.10.2013
رقية القضاة



يا أهل الشام ، وأحرار الأمة ، أيها الصابرون المرابطون ، تكبّرون وأنتم تذبحون وتحرقون ، وتخجل بطولاتكم جبين الجبناء والمتخاذلين، كسهام من نار وشواظ تنطلق تكبيراتكم لتحط في نحور الجبابرة ، وترتد إليكم عبقا من نصر وفخر وشهادة ، والنصر يا أهل البطولة صبر ساعة ، ولكنّ ساعتكم طالت وامتدت أياما وليالي ، وأمتكم تنتظر الأمم المتفرجة لكي تتخذ قرارا بنصرتكم ، كما انتظرت ذلك قبل عقودا ، وأنتم تقتلون بيد الحاكم الأب الهالك، وكما انتظرت قرنا كاملا وهي ترى الأقصى يحرق ويهدم حجرا حجرا، وأبناؤه يشرّدون في أصقاع الأرض ، ويقتلون ويؤسرون ، ثمّ في غزّة يحرقون ، فماذا تنتظرون ؟ أيها الأحرار الطيّبون ، اثبتوا، واذكروا ما كان عليه نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم يوم بدر وأحد والخندق ، ولقد كان للأمة في نبيّها والذين اتّبعوه أسوة حسنة، وهو يحمل كتاب ربّه في صدره الشريف ، ويذود عن شرعه وعقيدته بسيفه المنصور ، ويده الطاهرة تمتد لتمسح عن وجه الارض شقاء الجاهلية ، ليغير بصبره وجهاده وتضحياته وجه الارض ، ويحيي أمّة كانت ميتة بين الأمم ، مهزومة في أبسط مقوماتها ، فكانت استجابة المؤمنين لنبيّهم وصبرهم على الشدّة والعذاب والفقد والخوف والجوع سببا لحياة أمة باكملها وخيريتها حتى يرث الله الارض ومن عليها.
ياأهلنا في الشام ، يا أسود الامة الأصلاء، لا يغرنّكم استئساد كلاب الباطنيّة ، وحقد ثعالبها ، فقد أوذي نبيّكم وحوصر وهجّر من بلده هجرتين، فماذا بعد الهجرتين ؟؟ وقد هجّرتم مرّتين ان تقولوا ربّنا الله ، وقد كان عليكم{ في دين طاغوت الشام }أن تدينوا بالعبودية لأسد مغرور مسعور،  لكي تأمنوا على أرواحكم وأعراضكم ، وما كان ليؤمنكم عليها ولو فعلتم ، وحاشاكم أن تفعلوا ولو عظمت التضحيات وجلّت المصيبة ،  فالشام مأرز الإيمان ومعقل التوحيد وبوابة الفتح ، طريق الخلافة الراشدة إن شاء الله يا أهلنا في الشام ، خجلة منكم كل الحرائر وهن لا يملكن لكم سوى الدعاء ، وفي القلوب مرارة الحزن المقيم ، وفي العيون أسى الدموع المشفقات مما أحاق بكم ، وعزاؤنا ان الله لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ، يسمع صرخات المظلومين ، ويرى قهر المغلوبين ، وترتفع اليه ضراعة القلوب الكليمة ، وحزنها يسحقها ، ولا تملك إلا بابه المشرع للمتضرّعين المضطرين ، ياشام للمضطر والقهور والمغلوب رب لاينام ، قاهر فوق عباده ، {سبحانه إذا قضى أمرا فإنّما يقول له كن فيكون}
يأيها الأحباب الصابرون، النصر آت بإذن الله الذي ينفذ أمره متى أراد، وتذكروا عبرا مضت وقد تجبرت الطغاة ، وغرّتهم قوّتهم ، وظلموا وعدوا على أهل الحق وآذوهم، فما كانت نهاية الأقوام من إرم وعاد ، وهم الذين بنوا أشادوا أبدعوا ، مالم يشد كل العباد ؟ أو ما قرأتم سورة الفيل التي، جعلت هلاك الأشرم ا لمشؤوم ذكرى للعباد، ؟ لما أراد الله إهلاك الطغاة المارقين،  كن ، قال ربّ العرش فارتدت حضارتهم رماد يا اهل الشام الصابرين المصابرين المرابطين ، وانتم تهجّرون للمرة الثانية ، وتنتشرون عبقا جميلا وأريجا شذيّا ، حيثما حللتم أفاض علماؤكم بعلمهم وفقههم على الأمّة ، وصدع دعاتكم بدعوة الله بين الناس،  ولم تثنكم الغربة والرّحيل عن حمل الخير لإخوانكم من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ،  تذكّرنا هجرتيكم في نصف قرن مضى بتلك الهجرة الأولى إلى الحبشة وقد فر المستضعفون بدينهم وأرواحهم ، وبالهجرة الثانية وقد يمّم الضعفاء فيها نحو يثرب ، أملا في غد أفضل للدين والحياة والأمة الناشئة،  فكان بعد ذلك نصر من الله وفتح قريب ،  وها أنتم تحملون جراحاتكم ، وتتوزعون في ديار اهلكم وجيرانكم المشفقين ، وهم يحتضنون آلامكم ، ويرتقبون فجر النصر بإذن الله، وقد وقف العالم كلّه يدّعي العجز عن مناصرتكم، ويرسل المندوب تلو الآخر، والبعثة تلو أختها ، وهم يعلمون سلفا أنّها مجرّد ذرّ للرّماد في العيون ، ويوقنون حقّا بان مصلحة كل قوى الشرّ والتآمر والصهينة العالمية ، في بقاء أسدهم المأفون الأشر جاثما على صدر البلاد والعباد، وأنّ انتصاركم يعني ارتقاء أحلام الأمة ، وانبعاثها من جديد ، فيحاولون تأخير وعد الله لأمة الإسلام بالتمكين والأستاذية والاستخلاف في الأرض قدر استطاعتهم {والله متم نوره ولو كره الكافرون } يا جند الشام ماذا بعد الهجرتين ؟
ويا أهل الشام ومهجّريها وشهداءها ماذا بعد الهجرتين ؟ألا إن ما بعدهما نصر من الله وفتح قريب إ ن شاء الله ويشر الصابرين
[أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ، مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتّى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إنّ نصر الله قريب ]