الرئيسة \  مشاركات  \  يا أهل مصر .. على نفسها جنت براقش

يا أهل مصر .. على نفسها جنت براقش

06.07.2013
هيثم عياش


كنت أريد أن أكتب ردا على مقالة الاستاذ محمد عبد الكريم النعيمي حول المسيح الدجال ونزول المسيح عليه الصلاة والسلام والمهدي التي أوردتها رابطة ادباء الشام الغراء بتاريخ 20 شعبنان 1434 هجرية الذي وافق ليوم 29 حزيران// يونيو وخلط بها الحابل بالنابل والصالح بالطالح وأثار شكوكنا بصحة الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه بنزول عيسى وقتله الدجال وصلاته وراء المهدي ، وأكثرها أحاديث قوية أوردها البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة الحديث ولا علاقة لنا بالشيعة وأضاليلهم فهم ضالون مضلون . الا أن الاحداث التي ألمت بمصر الكنانة صرفتني عن كتابة الرد ورجوت استاذنا الطيب أبو الطيب زهير سالم بالرد على مقولة النعيمي فالرجل أكثر مني دراية وأكثر فقها وما أنا الا طالب علم واحد عنده وأحد جهلة القرن الواحد والعشرين .
لم يترك اعلان عزل الجيش المصري لرئيس بلادهم المنتخب نزاهة محمد مرسي يوم الاربعاء من 3 تموز/يوليو  صدى واسعا مصحوبا بالغضب للقضاء على الحريات العامة  لدى بعض السياسيين وناشطي حقوق الانسان في المانيا واوروبا وشماتة بعض الصحف المؤيدة للكيان الصهيوني والتي تحمل كراهية وحقد على الاسلام  فحسب بل ساهمت بحزن ووجوم كبير لمحبي مصر من المسلمين ومحبي الحرية في جميع أصقاع العالم .
فقد عزا خبير منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي اودود شتاينباخ الانقلاب العسكري الى تشجيع الغرب المباشر للجيش على وضع حد لنفوذ الاسلاميين مثل  ما وقع في الجزائر بداية التسعينات فعندما فازت الجبهة الاسلامية للانقاذ بانتخابات نزيهة  بتلك الدولة انقلب الجيش فورا الامر الذينجم عنه مقتل اكثر من 100 الف شخص وما جرى بمصر لن يذهب سدى اذ أدى الى انقسام المصريين على انفسهم والمناوئين  كانوا مناوئين للحريات العامة ظانين بأنفسهم القوة على تغيير الواقع السياسي ببلادهم وان الجيش المصري لن يستطيع القضاء على الاخوان المسلمين  فالجماعة الاسلامية لها جذور راسخة في المجتمع المصري والجموع التي خرجت الى ساحة التحرير ستعود من جديد ان استطاعت العودة الى الساحة المذكورة للمطالبة باعادة مرسي او غيره من الاسلاميين الى رئاسة مصر من جديد .
وأعربت عضوة شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي / السياسية الالمانية / فرانسيسكا برانتْنَر عن أسفها لاستلام الجيش مقاليد السلطة من جديد وقلقها على مستقبل الحرية في مصر مشيرة انه بالرغم من الانتقادات التي وجهها اعضاء بالبرلمان الاوروبي ومنظمات سياسية مستقلة للرئيس المعزول الا انه ساهم الى حد كبير باستقرار الحريات العامة وعدم انجازاته للاصلاحات على القضاء والاقتصاد يعود الى عدم وجود آذان صاغية لجهوده وعدم استجابة المعارضة لاي حوار وطني لاخراج مصر من ازمتها المالية والاقتصادية والامر يتطلب الترقب والتريث  لما ستنجلي عنه آذار عزل موسي وعودة الجيش الى السلطة وبالتالي السعي لتنفيذ الجيش وعودهم باجراء انتخابات وغير ذلك على حسب قولهما .
ما حدث في مصر كان متوقعا ، فالغرب لم يرضى عن نجاح الاسلاميين في انتخابات مصر وتونس وليبيا  والمغرب وهو يضع يده على قلبه توجسا من خوفه انتصار الشعب السوري على الطاغية بشار اسد فوزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه بالرغم من ان المانيا ساهمت بتقديم مساعدات كثيرة الى ضحايا الطاغية من الشعب السوري الا انه أكد مرات عديدة بأن القدس ستكون هدف الاسلاميين بعد دمشق كما ويؤكد الكثيرون ان اسقاط الجيش لمرسي اعلانه وقوفه الى جانب الشعب السوري وسحب سفيره من دمشق ودعوته للنفير العام ضد الطاغية اسد وقبل اعلان وزير الدفاع المصري السيسي  عزله لمرسي تم اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الامريكي .
هذا كله قد حصل وهو واقعي تأمر الغرب على مصر الكنانة ، الا أن ما يحزن القلب وتدمع العين هو تصديق الشعب المصري للشائعات التي اساءت للاخوان المسلمين تلك الشائعات التي أصدرها محمد البرادعي وحمدين صباحي ، فمحمد البرادي رجل الغرب في مصر فهو كان رئيس المنظمة الدولية لانتاج الطاقة الذرية ومراقبتها فقد كان وراء اصدار الغرب ومنظمة الامم المتحدة ومجلس امنها الدولي قرارات حظر اقتصادي ضد ايران فهو كان ينقل الى الغرب تقارير غير صحيحة عن ملف ايران النووي وان طهران تتمانع من استقبال لجنة من الوكالة المذكورة لتقصي حقائق تخصيب اليورانيوم علما أن سلفه / السويدي /  هاينتس بيليكس أكد مرات عديدة مرونة طهران تجاه الوكالة ولذلك تم عزله من منصبه وقام الغرب بتقديم جائزة نوبل للبرادعي ، وحمدين صباحي ناصري والناصرية معروفة بعدائها للاسلاميين . اثار زعماء تمرد وفي مقدمتهم  زعيم جبهة الانقاذ البرادعي الشعب المصري ضد  مرسي الرجل الذي وصل الى سدة الرئاسة بانتخابات نزيهة لم تعرفها مصر من قبل . لقد باع المصريون حريتهم جراء تصديقهم شائعات البرادعي وصباحي ولن ينالوا حريتهم التي تمتعوا بها منذ ا استلام محمد مرسي رئاسة الدولة من حسني مبارك الذي صادر الحريات العامة وجعل المصريين عبيدا على مدى السنوات القليلة وربما الكثيرة المقبلة الا اذا تدارك الله تعالى شعب مصر اذا تاب وعاد الى صوابه من جديد .
ان مثل البرادعي / الذي أعرفه عن كثب / وصباحي لاهل مصر بوعودهما له بالحرية وغيرها كمثل ذلك الشاعر الذي قال :
القاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك ان تبتل بالماء
فالرجلين وغيرهما من زعماء الفتنة بمصر سيجدون سبلا لهم بالخروج من مصر وسيبقى الشعب ببرائن الجيش الذي لا يؤمن بالحوار رغم وعوده  فالبرادعي وصباحي وغيرهما مثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني أخاف الله .
لا أريد أن أشتم المصريين ومعاذ الله أن أظهر الشماتة بهم ، فقد وصفهم سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه بأن نساءهم لُعَب ورجالهم خشب وهم عبيد لمن غلب ، ولان المصريين كفروا بالنعمة التي أنعمها الله عليهم برجل حليم مسالم كف يداه عن إيذائهم سلط الله عليهم الجيش مرة أخرى .
ذكر العتبي  أن عتبة بن أبي سفيان كان واليا على مصر بعد وفاة سيدنا عمرو بن العاص خطب الناس بمصر عن موجدة، فقال: يا حاملي ألأم آنف ركبت بين أعين، إني إنما قلمت أظفاري عنكم ليلين مسيأكم. وسألتكم صلاحكم إذ كان فسادكم باقياً عليكم. فأما إذ أبيتم إلا الطعن على السلطان، والتنقص للسلف، فوالله لأقطعن بطون السياط على ظهوركم، فإن حسمت أدواءكم، وإلا فإن السيف من ورائكم. فكم من حكمة منا لم تعها قلوبكم، ومن موعظة منا صمت عنها آذانكم، ولست أبخل عليكم بالعقوبة إذ جدتم بالمعصية، ولا أويسكم من مراجعة الحسنى أن صرتم إلى التي هي أبر وأتقى.
وقد صدق بهم فهم كانوا عبيدا لعبد الناصر والسادات ولمبارك ، فلما تاب الله عليهم ولى عليهم محمد مرسي ولما قالوا مثل ما طلب أهل سبأ من الله تعالى أن يباعد بين اسفارهم بدل جنانهم المعروفة  بجنتين  ذواتى أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل لأن ا الله تعالى لا يعاقب الا  الكفور بنعمه .
تصديق اهل مصر لزعماء التمرد على النعم وزعماء جبهة المعادين للحرية مثل وصف امير الشعراء للببغاء بأن عقلها بأذنيها  وعلى نفسها جنت براقش يا أهل مصر .