الرئيسة \  واحة اللقاء  \  يا إبراهيمي .. هل تفضي اللعبة الجديدة إلى شرح الأسد؟!!

يا إبراهيمي .. هل تفضي اللعبة الجديدة إلى شرح الأسد؟!!

29.10.2013
خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
الاثنين 28/10/2013
ثمة ثوابت في مختلف مستويات التعامل مع الأفراد والجماعات والأمم والدول تواضع البشر على الإفادة منها توفيراً للوقت والجهد وتطميناً للضمير وإن كان الخبير يحاول ويحاول إلا أن مثل هذه الثوابت التي من أهمها حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذهب مذهب المثل: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)، وكذلك قول العرب في الحِكَم: من جرب المُجَربْ كان عقله مخرباً، يلزم المفكر العاقل الذي يتحكم بقراره ولا ينطق باسم غيره وإن كان ظالماً أن يعود لوعيه ونور قلبه قبل عقله، فما صرح به الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والدولي لحلحلة الأزمة السورية وعلاجها بعد لقائه الأسد الجزار من أنه المسؤول الأول عن استمرار تعقيد الوضع وخصوصاً من الناحية الإنسانية بتشريد الشعب وتجويعه ثم رد رأس اللانظام أن الإبراهيمي ليس حيادياً في وساطته ثم الطعن فيه، يدل دلالة واضحة أن الأسد ومن يدعمه ما زالوا يجرون في التعامل مع القضية السورية بسياسة النعامة لا بالبحث عن جذورها العميقة لحلها، وأن كلمة الإبراهيمي صيحة في وادٍ ونفخة في رماد، ولعلنا لا نبالغ إذا أكدنا أنه لا يقول ذلك إلا من باب الفرقعة الإعلامية التي يتولى كبرها المجتمع الدولي المتآمر في معظمه على الضحية المرتب للقاتل دوراً جديداً بألف وسيلة ووسيلة وخصوصاً بعد أن حانت الفرصة لاستعمال سيناريو الكيماوي المعد سلفاً كما أكدت التسريبات من مواقع إعلامية خبيرة بالاتفاق بين الطغاة الكبار أمريكا وروسيا وأذنابهم الصغار كإيران وسورية الأسد بهدف إنتاج هذا الطاغية من جديد على أساس أنه أصبح مستعداً فعلياً وداخلاً ضمن منظمة حظر الكيماوي وقد يسمح لذوي الشأن بتدمير هذه الأسلحة ليرفع أسهمه مع الغرب حتى الثمالة، فشكره وزير الخارجية الأمريكية كيري وهو وبلاده من نصبه في الحكم وراثياً في نظام جمهوري تداولي للسلطة ومن مثله وأبوه يحمي إسرائيل ويحقق مصالح أمريكا الإستراتيجية وهي اليوم تعتمد على المشاركة مع روسيا على حساب دماء شعبنا المصابر الذي هب بروح أبنائه يبني الحياة الجديدة ليكشف المتآمرين الطائفيين الذين يحرصون على حضور المؤتمرات كمؤتمر جنيف الثاني لحل القضية والحقيقة أنهم يتسترون بها لنصر وتمكين طائفيتهم المقنعة وعلى رأسهم إيران وذيولها وأداتهم لخدمة مشروعهم الخبيث الطاغية الجزار الذي عمل وما زال على إذلال الأمة وإعزاز أعدائها وعلى رأسهم الصهاينة كما أنه يدعي الأخلاقية والإنسانية وأنه أكد في خطابه منذ 10/ 1/ 2012 م عدم صدور أي أمر بإطلاق النار على أي مواطن، وفي خطاب آخر قال: إن الذي يفعل ذلك ما هو إلا مجنون! بل قد ذهب به الجنون الهستيري أن أهلك الحرث والنسل بالكيماوي وسواه في معظم المواقع، فيا حضرة السيد الإبراهيمي كيف العجب وقد عرف السبب عند اللئيم وأسياده الذين يمدونه بأسباب البقاء كيلا تنتقل الثورة إلى بلادهم، أما صرح بوتين قبل أيام بقوله: إننا إذ ندافع عن النظام السوري والأسد فإننا إنما نحمي روسيا لا سورية وإن قتال الإرهابيين في بلادهم أولى كي لا يصلوا إلى بلادنا وأما الصين فهي تبع لروسيا ولها مشكلاتها الداخلية المعروفة وأما إيران فللحفاظ على مشروعها الشيعي إيران، العراق، سورية، لبنان.
يا ليت الإبراهيمي أفاد من موقف سلفه كوفي عنان، حيث استقال لعدم موافقة اللانظام السوري على أي بند من بنوده الستة لحل الأزمة فكيف يمكن عقد جنيف 2 وجنيف 1 خرج صفر اليدين، طبعا سيعمل معظم المجتمع لدولي لتسهيل ترشيح الجزار الذي جاء بالتغلب بعد أبيه دون ديمقراطية، وإن الفقهاء المسلمين يقولون: إن جرت سلطة التغلب على غير العدل فإنها لا تقر ولا شرعية للمتغلب بل يعمل على إزالته، لأنه لص وإرهابي باسم الدولة، وعلي رضي الله عنه يقول: والله لو أعطيت الأقاليم السبعة على أن أسلب نملة لب شعيرة ما فعلت، ولذا فالحل الأنفع للمعارضة المسلحة والسياسية وعموم الشعب الصبر والثبات حين البأس والتعاون بكل التحدي لرفع المعاناة الإنسانية والصمود الشامخ وتوحيد الرؤية وتحمل المسؤولية بكل جدارة دون الخضوع لإملاءات خارجية حتى يعود ربيع العدل بعد شتاء الظلم، فصبراً على سنن الله دون يأس: ﴿ فلن تجد لسنة الله تبديلا ﴾ فاطر 43 .