الرئيسة \  واحة اللقاء  \  يا ثوار ونشطاء سورية .. الاتحاد أقوى عماد!

يا ثوار ونشطاء سورية .. الاتحاد أقوى عماد!

04.03.2014
د. خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
الاثنين 3/3/2014
مع انقضاء مؤتمر جنيف2 الخاص بالمسألة السورية، والإخفاق الذريع الذي حدث فيه دون التوصل إلى أي نتيجة بين وفدي اللانظام والثورة وتحمل المدنيين مصائب عدادات الموت بالبراميل المتفجرة قبل وأثناء وبعد المؤتمر، والتغيرات الدراماتيكية يوميا في الدماء والدمار خصوصا في حلب وحجب الأسلحة النوعية عن الثوار حتى الآن لنزداد يقينا أن المجتمع الدولي لا إرادة له في جعلهم قوة وازنة أمام عصابات الإجرام الحكومية لأن المنظومة اليهودية لا تريد ذلك حفاظا على إسرائيل حاضرا ومستقبلا، ويثار هنا السؤال المهم؟ ماذا يفعل الثوار والمعارضة في وجه ترسانة الأسد الهائلة والمزودة على الدوام من روسيا وإيران خصوصا وقد حلت بالناس كوارث الحرب قتلا وحرقا وتشريدا حتى إنه نزح من حلب وريفها أكثر من نصف مليون خلال شهر ونيف وما يزال العالم على صمته الرهيب المريب؟ والجواب الذي لابد منه إنما يكمن في أمر يستطيعه الثوار والنشطاء والائتلاف المعارض ألا وهو العمل على توحيد وتنسيق الجهود والمواقف والتجمع الأكبر الأجود النوعي حول الأهداف الوطنية التي لا مناص منها فمن المعروف أن الفرد ضعيف بنفسه قوي بأخيه ولذلك كان السيد عمر فاخوري يقول: ليست قوة الشخصية في الفردية وإنما قوتها في نبذ الفردية وألا يكون المرء معجبا برأيه وحده متعصبا له دون الآخرين ومن هنا كان الشاعر حافظ إبراهيم يقول:
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
فالجماعة رحمة والفرقة عذاب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن ما نراه من تشبث بعض كتائب الثوار بفكرها دون التعاون مع الآخرين لمثل هذا السبب أو خضوعا لرأي الداعمين مما يسمى بالمال السياسي يعد ضررا ودخولا من باب الشر والخلاف الذميم وهذا ما أشار إليه أبو حاتم السجستاني: لا يتم عمل والتعاضد مفقود ولا يكون فشل والاتحاد موجود، وطبعا فإن هذا الشأن يتناول الدول والأمم كما يتناول الأفراد في الحياة، وما مثال تفرق حكام الأندلس إلى دويلات وطوائف وإمارات ثم ذهاب دولتهم التي حكمت مئات السنيين إلا دليل واضح على ذلك، حيث تم التنازل عن البلاد وسلمت مفاتيحها للفرنجة وحل البكاء والعزاء 
ابكِ مثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال
وإنه ليكفينا نهي الله تعالى لنا عن التشرذم قطعا غير مجموعة في نسيج واحد " ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون " آل عمران 103، وقوله " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا.... " الأنفال 46
" والمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا " و " عليكم بالجماعة فإن الذئب إنما يأكل من الغنم القاصية " أي الشاردة كما قال عليه الصلاة والسلام، ولذلك فلابد من التوحد والتعاون في صفوف المجاهدين باجتماع رأي قياداتهم أو التنسيق فيما بينهم في الثورة والدفاع عن الأرض والعرض، فما يجري من هجمات شرسة منذ تسعة عشر يوما على القلمون والتقدم نحو يبرود بهدف السيطرة على الممر المتصل بالحدود اللبنانية ومحاولة عزل القلمون لإيقاف الإمدادات إلى الثوار في دمشق وريفها ولهدف آخر إن تم سيناريو التقسيم أن تلحق تلك البقعة بالمواضع المتصلة بالساحل وتكون مستقلة لتعزيز التقسيم الطائفي... فالبدار البدار أيها الثوار فإن اتحادكم بحد ذاته أقوى سلاح لكم في الصمود، وإذا كان سعدي الشيرازي يحرض على ذلك فيقول: إن النمل إذا اجتمع انتصر على السبع لأن المعجزات إنما هي وليدة الرجال المتحدين فما بالنا لا نتناسى خلافاتنا الفردية ونسرع صفا واحدا لمناجزة أعداء الإنسانية فالمحن تذهب بالإحن والمصيبات يجمعن المصابين ولننظر إلى وفد بني الحارث حين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: كنا نغلب من قاتلنا يارسول الله أنا كنا نجتمع ولا نفترق ولا نبدأ أحدا بظلم. وهكذا تتوزع الأعباء على كل فرد وتشكل النقط سيلا عظيما بعد ذلك كما قال السري الرفاء 
إذا الحمل الثقيل توزعته أكف القوم خف على الرقاب
فإن هذه المعادلة غير مقبولة وهو ما نراه من اتحاد الأسد المجرم وقواته وهم أهل باطل على قواتكم وأنتم أهل حق مبين وذلك مثل ما عجب علي رضي الله عنه من أنصاره فقال لهم: ولقد خشيت أن يدال عليكم باجتماع أولئك على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فبالله عليكم وبدماء الشهداء ومرارات الثكالى والمعتقلين توحدوا يا أمة التوحيد فإن " يد الله مع الجماعة " واعرفوا أننا كلنا نجذف في القارب نفسه " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " المائدة 2، فإن الإجماع أقوى القلاع وقد قال شوقي
إن الرجال إذا ما ألجئوا لجأوا إلى التعاون فيما حل أو حزبا