الرئيسة \  واحة اللقاء  \  يبرود: ‘حزب الله’ ينتصر مجدداً على السوريين!

يبرود: ‘حزب الله’ ينتصر مجدداً على السوريين!

18.03.2014
رأي القدس
رأي القدس


القدس العربي
الاثنين 17/3/2014
بعد شهور من الحصار والتدمير والقصف وبعيد ليلة انهمرت فيها البراميل المتفجرة للطيران السوري على يبرود خرج آلاف المدنيين السوريين من المدينة بحماية مئــات من مقاتلي المعارضة المسلحة السورية فيما دخل آلاف المسلحين من ‘حــزب الله’ اللـــبناني المدعوم بتغطية جوّية وبرّية من قوات النظام السوري الى المدينة معلنين الانتصار ‘الإلهي’ الثاني للحزب على الثورة السورية بعد معركة ‘القصير’.
هذا ‘الانتصار’ هو جماع عدد من العوامل المحلية والعربية والعالمية.
أول هذه العوامل هو ثبات حلفاء النظام السوري، وخصوصاً روسيا وإيران، على دعمهم العسكريّ والمالي له، وإمدادهم إياه بقرابة 40 ألف مقاتل من فصائل شيعية مثل ‘حزب الله’ و’عصائب الحق’ و’كتائب ابو الفضل العباس و’الحرس الثوري’ و’الحوثيين’.
أما العامل الثاني فهو استقواء الثورة المضادة في العالم العربي مع انكشاف أولويات الاستراتيجية السياسية الخارجـية السعوديـة المناصـرة المعهودة لأنظمة الاستبداد، والتي كانت قد اضطرت، تحت تأثير الضغط الشعبـي داخل وخارج المملكة، لدعم الثورة السورية إعلامياً وسياسياً وعسكرياً، ولكنّها اليوم منهمكة بقيادة الثورة المضادة، وذريعتها حاليا هي أن  قوى الإسلام السياسي “إرهابية” فاخذت تؤلب الرأي العام العربي عليها بتجريم جماعة ‘الإخوان المسلمين’ ودعمها لعودة النظام العسكري في مصر، ضاغطة على قطر ودول الخليج لاعتماد هذه السياسة قصيرة النظر.
تعليق المعارضة السياسية والعسكرية السورية آمالها على المملكة العربية السعودية كان نتاج براغماتيّة سياسية تحاول التعامل مع ميزان القوى الإقليمي والعالمي، لكن هذه المعارضة لم تتحسب لارتباط تعاون المملكة معها بعامل مؤقت هو الخوف من انقلاب الشارع السعودي عليها، والذي تزايد، مع وصول النظام السوريّ الى ذروة توحّشه بعد البطش باعتصام مدينة حمص واقتحام حماه خلال رمضان 2011.
وجاءت التطورات العسكرية والسياسية المتواترة على الأرض لتفضح للمعارضة السورية، بما فيها المحسوبة على السعودية، التواطؤ غير المباشر للرياض مع النظام السوري بحيث سمعنا رئيس الائتلاف احمد عاصي الجربا يتهم، بحرقة، امريكا و’العرب’ بالمماطلة في تسليح عناصر الجيش السوري الحر.
أما العامل الثالث فهو التراجع الأمريكي المنتظم تحت قيادة باراك اوباما أمام روسيا من أفغانستان حتى المغرب العربي، فيما تحوّل خصمه فلاديمير بوتين إلى قيصر جــديد يتابع فتوحات أسلافه الإمبراطوريين، بطرس الأكبر وايفان الرهيب وستالين.
عدم تسليم أسلحة نوعيّة أمريكيــة او عربية للمعارضة السورية ينبع أيضاً من خوف الأمريكيين من إمكان توجيه هذه الأسلحة، لاحقاً، ضد إسرائيل.
مقابل التدخل العسكري الروسي الواسع في القرم والاستعداد للانقضـاض على شرق أوكرانيا، والسيطرة على الخط البحريّ من سيفاستيبول الى طرطوس، والحفاظ على خط إمدادات الغــاز والنفط الروسيين الى اوروبا، نرى السعودية تقود قتالاً داخل البيت الخليجي، وتنشــغل، عبثاً، بحروب لا معنى لها، ضد الإسلاميين، في مصر وليبيا وتونس وسوريا، مشاركة، قصدت ذلك أم لم تقصد، في الجهد الحربيّ لخصومها الإيرانييــــن في سوريا، والروس في مصر، بدل العمل على استرجاع سوريـــا وفك الحصار عن خط النفط والغاز العربيين عبر سوريا وتركيا.
هنيئاً لحزب الله وايران وروسيا واسرائيل وأمريكا والسعودية… ولا عزاء للسوريين.