الرئيسة \  تقارير  \  يديعوت أحرونوت: بعد المسيرات.. هل يلتفت بايدن إلى لبنان ويسحب البساط من تحت “حزب الله”؟

يديعوت أحرونوت: بعد المسيرات.. هل يلتفت بايدن إلى لبنان ويسحب البساط من تحت “حزب الله”؟

05.07.2022
غيورا آيلند


بقلم: غيورا آيلند
يديعوت أحرونوت 3/7/2022
القدس العربي

الاثنين 4/7/2022
ما كان ينبغي لمحاولة “حزب الله” إرسال ثلاث مسيرات نحو طوافة الغاز كاريش أن تكون مفاجئة. فالخلفية العامة هي الخلاف بين إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية بينهما. في صيف 2000 انسحبت إسرائيل من طرف واحد من لبنان، واتفق على خط الانسحاب البري بعد مفاوضات مضنية مع الأمم المتحدة. وسمح الخط المتفق عليه لمجلس الأمن أن يقر بأن إسرائيل تنفذ قرار الأمم المتحدة 425 وأن ذاك الخط هو بحكم الأمر الواقع الحدود المعترف بها من الأسرة الدولية (وإن لم يكن من جانب لبنان).
حاولت إسرائيل منذئذ، دون نجاح، الاتفاق مع الأمم المتحدة على الحدود البحرية. ينبغي أن تكون الحدود البحرية متفقاً عليها بين الدولتين ولا سبيل واحداً ملزم لترسيم هذه الحدود. ولما كانت الفجوة بين الطريقة التي اختارتها إسرائيل وطريقة الأمم المتحدة (بضغط من لبنان) واسعة جداً، فقد اتفق على ألا يكون هناك اتفاق، لكن إسرائيل أوضحت للجميع بأنها ستعمل وفقاً لطريقتها في الترسيم، وبموجبها ترسم الحدود البحرية من رأس الناقورة باتجاه الشمال الغربي.
بعد سنوات من ذلك، تبين أن هناك الكثير من الغاز الطبيعي في البحر أمام شواطئ إسرائيل. هكذا اكتشف بئر “تمار” وبعده “لافيتان”، وبعد ذلك أيضاً كاريش و”تنين”. اكتشاف الغاز وتوقع وجود آبار غاز أخرى كبيرة أمام شواطئ لبنان، منح “حزب الله” أداة دعائية جديدة. يجدر بالذكر أن “حزب الله” تنظيم مدعوم تماماً، مالياً وعسكرياً، من إيران، ولهذا هو ملتزم بالعمل وفق المصالح الإيرانية. من جهة أخرى، يعرض “حزب الله” نفسه كوطني لبناني “يحمي لبنان من العدوان الإسرائيلي”. يفهم التنظيم بأنه إذا ما شن حرباً ضد إسرائيل فقط لأن إيران تطلب منه ذلك، فالأمر سيمس بمكانته بشدة في لبنان. بالمقابل، إذا ما عمل عسكرياً ضد ما يسميه “السطو الذي تنفذه إسرائيل على مقدرات الغاز اللبناني” فسيكون له إسناد واسع في الدولة. هذا هو السبب الذي جعل نصر الله حتى قبل سنين يدعي بأن قيمة الغاز الذي “تسطو” عليه إسرائيل هي 9 مليار دولار.
الفجوة الحقيقية بين إسرائيل ولبنان بالنسبة لموقع الحدود البحرية ضيقة جداً، وذلك عقب النشاط الأمريكي الذي أقنع الطرفين بتقديم تنازلات ذات مغزى. ظاهراً، من المجدي للبنان أيضاً أن يوافق على الخط المقترح الآن من الولايات المتحدة. فالأمر سيسمح له بأن يطور حقل الغاز الموجود في مياهه الاقتصادية، وأن يخفف من الوضع الاقتصادي الصعب في الدولة بشكل كبير. اتفاق كهذا بين إسرائيل ولبنان لا يحصل لأن “حزب الله” يفرض الفيتو ويهدد كل سياسي لبناني مستعد لحل وسط.
لحزب الله سببان لعمل ذلك: ثمة أهمية أن يكون للتنظيم توتر بين إسرائيل ولبنان، حتى يبقي على صورته الوطنية اللبنانية. أما السبب الثاني، فسيشكل هذا -مع وجود اتفاق رسمي- نوعاً من الاعتراف بإسرائيل، قد يؤدي إلى مزيد من الاتفاقات، بما في ذلك إزاء الحدود البرية، وربما التعاون الاقتصادي. وعليه، فإن “حزب الله” يدعي بأن الطوافة التي وصلت لتوها إلى كاريش تؤدي إلى السطو على مقدرات لبنانية، ولهذا لن يسمح لذلك بالحصول. من هنا يمكن أن نفهم لسبب إرسال المسيرات باتجاه الطوافة، وينبغي الافتراض بأنها لن تكون العملية الأخيرة في هذا الاتجاه. خير أن يكون الجيش الإسرائيلي مستعداً، لكن لا يقل أهمية عن ذلك إقناع الرئيس بايدن الذي يصل قريباً إلى إسرائيل، بمزيد من الضغط على حكومة لبنان لإجمال الحدود البحرية بين الدولتين وهكذا سحب البساط من تحت أقدام “حزب الله”. الوضع الاقتصادي اليائس في لبنان يسمح للأمريكيين بالتأكيد بعمل ذلك.