الرئيسة \  تقارير  \  يديعوت أحرونوت : جولة في حي الشيخ جراح

يديعوت أحرونوت : جولة في حي الشيخ جراح

19.02.2022
عيناف حلبي


الغد الاردنية
الخميس 17/2/2022
في الشيخ جراح، الحي الذي لا يعرف الهدوء أو الراحة، يتصاعد التوتر في الأونة الأخيرة بعد أن اقام النائب ايتمار بن غبير فيه مكتبه البرلماني احتجاجا على احراق بيت ساكن الحي، طل يوشبييب. يحل المساء، وبعد الصلاة في المسجد يبدأ سكان الحي بالمجيء الى المجال. قوات الشرطة المعززة جيدا تغلق الطرق المؤدية الى المكتب، وسكان المكان وحدهم يسمح لهم بالدخول.
اعضاء كنيست ويمينيون لا يتوقفون عن الوصول لتعزيز النائب بن غبير يشعلون الميدان”، قال محمود السعو من سكان الحي منذ يوم مولده. “نحن نعيش هنا دوما في خوف مع او بدون بن غبير. المستوطنون لا يتوقفون عن المجيء الى الحي وازعاجنا وتوجد دوما اضرار للسيارات او للناس”. زوجته، ام رمضان، اصيبت اول من امس في الاضطرابات بين السكان والشرطة. “اذا بقي بن غبير هنا سيرتفع التوتر اضعاف”، تقول. “هذا سيصل الى كل الاحياء في شرقي المدينة، الى القرى العربية بل وحتى الى الدول العربية. آمل ان يخرج من هنا باسرع وقت ممكن كي يكون بعض الهدوء”.
يروي الزوجان بانهما ينامان بضع ساعات قليلة في الليل، بسبب الخوف من أن يمس بهما احد ما. ورغم ذلك، فعلى فكرة ترك الحي ليسا مستعدين لان يسمعا. “اهلي كانوا لاجئين وانا لا اريد أن اكون لاجئا”، يقول محمود ويضيف: “سنقاتل حتى النهاية”.
على مسافة غير بعيدة من هناك، في بيت طل يوشبييب، يتواجد الاصدقاء الذين جاءوا للمساعدة في اعادة ترميم البيت بعد أن احرق في ليل السبت الماضي. يوشبييب الذي انتقل الى السكن هنا قبل نحو سنتين ونصف لاعتبارات ايديولوجية، يشعر معززا من النواب والشخصيات العامة الذين يأتون لدعمه ودعم عائلته. في المجال الذي يسكن فيه، والذي اقام به بن غبير مكتبه، هم العائلة اليهودية الوحيدة. سيارته احرقت حتى الان تسع مرات، ولكن هو ايضا يرفض التفكير بامكانية المغادرة. “هذا عرض معيب ان يقال لي ان اخرج من هنا واسكن في مكان آخر”، يقول. “مثلما ما كان لاحد ان يفكر بان يقول لسكان سديروت ان يغادروا. هذا لن يحصل”.
على مسافة بضعة امتار من هناك تسكن عائلة سالم، التي اصبحت مؤخرا العائلة الفلسطينية الاكثر فضولا في وسائل الاعلام العربية بعد أن قضت المحكمة بوجوب اخلائها بيتها الذي تسكن فيه منذ ستين سنة، حتى نهاية الشهر. يد فاطمة سالم ابنة الـ 73 مضمدة إثر مواجهة مع نشيط يميني في اليوم الذي فتح فيه المكتب البرلماني قرب بيتها. “لم نتوقف عن القتال في سبيل حقنا”، تقول. “نحن ابناء المكان واهل الحي الحقيقيون”. في البيت يسكن 18 شخصا. ابراهيم، ابن فاطمة، يروي بانه “لا ينام جيدا ويرينا قنابل الصوت التي القيت نحو ساحة بيتهم. الاطفال صرخوا من الخوف”، يروي، “نحن نعيش في الجحيم في هذه اللحظة، ولكننا لن نتنازل”.
الى جانب عائلة سالم تسكن عائلة قنيبي التي في نهاية السنة سيتقرر اذا كانت ستخلي بيتها. “حياتنا صعبة جدا هنا”، تروي نظيرة قنيبي التي عملت في الماضي لدى عائلات يهودية في خدمة البيوت، “وبخاصة في هذه الفترة، حين يأتي الغرباء الى هنا، يشتموننا ويسيئون لنا. نحن نريد أن نعيش بكرامة وسلام ولكن يبدو أنهم في الطرف الاخر لا يريدون”.
في المجال الثاني للحي تسكن ثماني عائلات يهودية وامامها أربع عائلات فلسطينية مع اوامر اخلاء. وهذا اكثر هدوء ولكن التوتر ملحوظ في الجو. هنا زرعت في ايار الماضي البذور لحملة الاسوار. السكان يسارعون الى بيوتهم وسيارات الشرطة تمر في المكان في احيان متواترة. على مسافة غير بعيدة من هناك يوجد قبر شمعون الصديق الذي يؤمه عشرات الزوار كل يوم. ابناء عائلة كوهن، التي تسكن في المجال شهدت في كانون الاول الماضي النزاع على جلدتها، حين حاولت الجارة التي تسكن قبالتهم طعن الام موريا وخمسة اطفالها. “نحن نواصل السكن في الحي رغم كل شيء”، يقول رب الأسرة دابير كوهن. “الحدث غير لنا قليلا نمط الحياة. نحن لا نتجول في الحي حين لا تكون حاجة والاطفال يسافرون الى الروضة ولا يذهبون سيرا على الاقدام، ولكننا نأمل في أن يعود الهدوء الى الحي. من هنا بالتأكيد لن نتحرك، لكني آمل في أن تجتهد الشرطة أكثر قليلا”.