الرئيسة \  واحة اللقاء  \  يوم الحساب

يوم الحساب

25.05.2013
رأي الشرق

رأي الشرق
السبت 25/5/2013
للمرة السادسة يجتمع مجلس حقوق الانسان التابع الامم المتحدة الاسبوع المقبل لمناقشة التدهور المريع وتزايد الانتهاكات الواسعة والخطيرة لحقوق الانسان في سوريا. ويأتي هذا الاجتماع الطارىء والعاجل بطلب من قطر والولايات المتحدة وتركيا، وجرى تسليم رسالة بشأنه الى رئيس مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة البولندي ريميغيوز هينسيل، وذلك على خلفية تدهور وضع حقوق الانسان في سوريا وعمليات القتل والمجازر الاخيرة التي تم ارتكابها في القصير.
ويتزامن هذا الطلب مع التحركات والجهود الدبلوماسية الجارية حاليا من اجل الترتيب لعقد مؤتمر "جنيف 2" للبحث عن حل سياسي للأزمة المأساوية في سوريا التي اسفرت عن مقتل اكثر من مائة الف شخص، وتشريد الملايين من السوريين من ديارهم نازحين او لاجئين في دول الجوار، فضلا عن التدمير الذي طال المدن والبلدات والبنية التحتية على امتداد البلاد.
لقد بلغت الاوضاع في سوريا حدا مأساويا لا مثيل له في التاريخ القريب، وذلك في ظل الغطاء الذي وفره انقسام المجتمع الدولي لنظام بشار الاسد، مما شجعه على ارتكاب المجازر تلو المجازر، حت صار لكل بلدة او مدينة قصتها مع مذابح المليشيات التابعة للاسد ونظامه، بل إن الخذلان الدولي للشعب السوري شجع كذلك مليشيات حزب الله اللبناني للتدخل والولوغ في ارتكاب المذابح ومساندة الاسد وقواته الملطخة ايديهم بدماء الاطفال والنساء والمدنيين.
ان المجتمع الدولي مطالب من خلال آلياته المختلفة بما فيها مجلس حقوق الانسان ومجلس الامن والمحكمة الجنائية الدولية، بتوجيه رسالة قوية وواضحة الى مسؤولي النظام السوري وحزب الله ومن يقف وراءهم، بأن وقت الافلات من العدالة قد ولى، وان المتورطين في سفك الدم السوري سيقدمون الى المحاكمات مهما طال الزمن، مثل كل مجرمي الحروب الذين اقتيدوا الى العدالة بعد ما ظنوا انهم بمنأى عن الحساب، وليس ما حدث لمجرمي الحرب في يوغسلافيا السابقة والطغاة في امريكا الجنوبية وإفريقيا ببعيد عن الأذهان.