الرئيسة \  واحة اللقاء  \  يوم الشعب السوري

يوم الشعب السوري

27.03.2014
حسن العقلة


البيان
الاربعاء 26/3/2014 
أعتقد جازما أن القرن الحالي لم يسجل اضطهادا ومعاناة أكبر من الذي يكابده السوريون اليوم، فعلى سبيل الأرقام وإن كان الواقع أكثر من ذلك - فإن عدد ضحايا المدنيين هناك تجاوز 100 ألف شهيد، وأكثر من 5 ملايين مهجر، بالإضافة إلى أكثر من 1.5 مليون مشرد داخل الحدود السورية..
إن العالم أجمع، والعرب خاصة، أمام معضلة كبيرة، فهم لم يستطيعوا خلال 3 سنوات منذ بدء صرخة الشعب السوري، ولن أسميها "ثورة" حتى لا تسبب حرجا أو أي نوع من الحساسية، تزامنا مع القمة العربية في الكويت التي تختتم اليوم. فصرخة السوريين لم تكن صنيعة الخارج، ولا من أيد خارجية عبثت بمكونات الشعب الحضاري، إنما هي أنين عقود من الاضطهاد والديكتاتورية، خرجت أو دعونا نسميها كما يقال عنها باللهجة العامية المحكية في سوريا "بق البحصة"، فكانت هذه البحصة مليئة بالآهات والآلام والمواجع، وأكثرها ألما تسلط الأقلية الحاكمة على مفاصل البلاد، وتحكم التسلط الحكومي الفاسد في معيشة العباد، "حتى أصبح السوري يبحث عن لقمة عيشه في القمامة"، عبارة لطالما رددها عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية السابق، حين اختلف مع رفاقه في قسمة الكعكة السياسية فكان خياره الخروج إلى العلن والتحدث بهذا الواقع المرير، الذي شارك هو فيه...
خيارات الشعب كانت واسعة فعلا، وكلنا كسوريين نعرفها؛ إما العيش في ظل تسلط حكومي لا يقدم لك شيئا سوى الإهانة والذل، أو الهجرة إلى أجل غير مسمى، أو الموت البطيء.
قبل "الصرخة السورية" بثلاث سنوات، كنت في مكتب أحد الخبراء المشاركين ضمن بعثة لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو"، لتقصي حقائق الجفاف في الجزيرة السورية، وكان النظام السوري وقتها في عزه وكامل قواه، عندها اقترب مني الرجل وهمس في أذني قائلا: "اضطررنا لإعطاء الأطفال في الجزيرة "تيوب" صغير يحتوي على 40 فيتامينا، حتى لا تصل حالهم كحال أطفال الصومال"، - مع محبتي للشعب الصومالي - فما رأيكم؟..
ما أود قوله، وأتمنى أن يجد طريقة إلى القادة العرب، هو أن يعلنوا موعد خروج السوريين للشارع للمطالبة بحقوقهم في 18 آذار/ مارس من كل عام، يوما نطلق عليه اسم "يوم الشعب"، كرسالة تضامن ومحبة وتقدير للشعب السوري بعد مرور 3 سنوات على معاناته، عل ذلك يكون أدنى ما يقدم لهذا الشعب من نصرة وتأكيد وقفة العرب إلى جانبه، فيصبح هذا اليوم من كل عام "يوما للشعب" في سوريا المنكوبة..