الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فيينا.. وخيارات الحل

فيينا.. وخيارات الحل

31.10.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الخميس 29/10/2015
يأتي اجتماع فيينا، وسط أجواء من الترقب والانتظار لما ستبديه روسيا من مرونة ومدى جديتها وجدية طهران في الموقف من رحيل طاغية سوريا بشار الأسد.
لا أحد يبحث عن المواجهة في سوريا لأن الخاسر في النهاية هو الشعب السوري الذي دفع جراء المطالبة بحريته من جلاديه مئات الآلاف من الشهداء وملايين المهجرين واللاجئين، لكن الموقف لا بد وأن يكون واضحا، وهو أن العالم العربي والإسلامي لن يقبل بأي حال أن تستمر الجراح النازفة في سوريا إلى ما لا نهاية، وأن يستمر الطاغية الأسد حاكما.
لقاء الجمعة في فيينا لا بد أن يتمخض عن خطوات عملية لإزاحة الأسد عن السلطة في مدى زمني محدد، كما أنه يأتي كما قال وزير الخارجية السعودي كاختبار لمدى جدية طهران لإنجاح الحل السياسي في سوريا، بعد احتلالها للأرض السورية ونشرها آلافا من مقاتليها لاستهداف المعارضة السورية، وهو في الوقت ذاته اختبار لنوايا روسيا الحقيقية إزاء سوريا واستراتيجيتها العسكرية بعد استهدافها للمعارضة والمدنيين والمستشفيات السورية وخرقها قوانين الحرب.
إن موقف القيادة الخليجية بزعامة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ثابتة، وهو قائم على أساس "جنيف1" ودعم المعارضة لتمكينها من تغيير الوضع على الأرض، كما أن الحل في سوريا واضح وهو رحيل بشار إما عسكريا أو سياسيا.
إن قطر تساند بكل قوة أي جهد سياسي لحل الأزمة في سوريا ومحاكمة الطاغية الأسد على جرائمه التي فاقت جرائم محاكم التفتيش والنازيين حديثا، والذي تسانده آلة حربية روسية باطشة لا هَمّ لها سوى تحقيق مصالحها، وميلشيات طائفية تتلذذ بدماء الأبرياء في الشقيقة سوريا.
فشل اجتماع فيينا في الوصول إلى اتفاق ينهي معاناة السوريين ويحاكم الطاغية الأسد على ما اقترف من جرائم ضد الإنسانية، ويمنحهم الحرية في اختيار رئيسهم الجديد والحياة الكريمة في دولتهم المستقلة، فشل هذا الاجتماع في الوصول إلى خطة عملية محددة زمانيا لتحرير سوريا من العابثين بمصائر الأحرار، سوف يعجّل باللجوء إلى خيارات أخرى.