الرئيسة \  واحة اللقاء  \  في اسرائيل يستعدون لحرب لبنان الثالثة

في اسرائيل يستعدون لحرب لبنان الثالثة

05.08.2013
أحيكام موشيه دافيد

القدس العربي
السبت 5/8/2013
بعد سبع سنوات من حرب لبنان الثانية، في اسرائيل راضون من الهدوء على الحدود ومن ازدهار البلدات في المنطقة، ولكنهم يستعدون ايضا للشرارة التي ستشعل المنطقة في مواجهة اخرى. نصرالله، الذي يعلق رجاله في الوحل السوري، لا يزال يختبئ في خندقه، ولكن واضح أنه في لحظة قد تكون فوهات اسلحته موجهة الى اسرائيل لتطلق الصواريخ التي توجد لدى حزب الله بوفرة.
في رسالة الكترونية بعث بها مؤخرا قائد كتيبة احتياط الى كتيبته التي وصلت الى التدريب المضني يقول فيها: ‘سنتدرب على الوصف اللبناني، ولا احتاج لان اذكركم كم يمكن أن يكون مهما هذا التدريب قبيل الصيف لنستخدم ما تعلمناه’. والمعنى واضح: صحيح أنه يوجد هدوء الان، ولكن واضح للطرفين ان حرب لبنان الثالثة تقترب.
في الذكرى السابعة للحرب، يوم الاربعاء الماضي في هار أدير نظر الاهالي الثكلى الى القرى والبلدات خلف الحدود، ولم يجدوا صعوبة في ملاحظة بعض المنازل التي سقط فيها اعزاؤهم. وفي عين اكثر تجربة كان يمكن ايضا ملاحظة ما حصل من تغيير في المشهد. في الطرف الاسرائيلي كل شيء اخضر كالمعتاد، وفي الطرف اللبناني اللون مختلف. بعد الحرب نفذ الجيش الاسرائيلي في الجانب اللبناني كشفا للارض واقتلعت محميات طبيعية عديدة استخدمها مقاتلو حزب الله. والان يمكن رؤية المزيد من الخضرة في الطرف اللبناني ايضا، حيث يغرس حزب الله الاشجار التي ستصبح مكان اختفاء مع حلول الوقت.
الحرب القادمة ستبدو مختلفة تماما، في الطرفين. في الجيش الاسرائيلي يقدرون انها ستكون وحشية وفتاكة، ولا سيما في الطرف اللبناني. كمية اهداف الجيش الاسرائيلي في لبنان ارتفع بمئات في المئة، ولكن حزب الله ايضا تعاظم، وفي ضوء الازمات في دول المنطقة اصبحت المنظمة العدو الاكبر لاسرائيل في الشرق الاوسط، ذراع من تهدد بابادتها ـ ايران.
واضح ان عدد الصواريخ التي ستطلق من لبنان ستصل الى الالاف. منظومات ‘القبة الحديدية’، وان كانت ستعترض بعضها الا انها لا يمكنها ان تحمي اسرائيل على مدى الزمن. يدور الحديث عن كمية لم يسبق للجبهة الداخلية ان واجهتها من قبل، وستهدد الصواريخ مركز البلاد ايضا. وهذا هو السبب في أنه فضلا عن الضغط السياسي الذي يمارس على اسرائيل، فان الخطط الاحتياط لدى الجيش الاسرائيلي فتاكة على نحو خاص، وستؤلم حزب الله ولبنان اكثر مما في حرب لبنان الثانية. في الجيش الاسرائيلي يقدرون ان الحرب ستكون قصيرة ومكثفة اكثر بكثير، وستتضمن ضربات فتاكة من الجو ومناورة برية حادة، سريعة ووحشية على نحو خاص. في الحرب القادمة، يقولون في الجيش الاسرائيلي، لن يكون شيء محصنا من الاصابة. قبل نحو سنة اطلق تحذير الى سكان جنوب لبنان حول ما ينتظرهم اذا ما واصل حزب الله استخدامهم لاستفزاز اسرائيل.
الهدف: ‘سلاح يوم الدين’
حزب الله معني في هذه اللحظة في الحفاظ على الاستقرار ولهذا فانه لن يسارع الى العمل ضد اسرائيل. وهو سيواصل اطلاق الطائرات غير المأهولة، مثلما فعل في السنة الماضية، ويحاول انتاج عمليات في الخارج، مثلما فعل في بورغاس قبل سنة، وجمع معلومات استخبارية لعمليات داخل اسرائيل ايضا. والمنظمة ملزمة بان تحافظ على مكانتها كمتصدرة للمقاومة، ولهذا فانها ستواصل انتاج الارهاب ضد اسرائيل، من دون أن تأخذ مسؤولية مباشرة عن ذلك.
القوة التي لدى المنظمة هائلة، الاف الصواريخ ضد الدبابات، الراجمات، المدافع وعشرات الاف الصواريخ الى مسافات مختلفة. ولكن الهدف الاساس يبقى الحصول على ‘سلاح يوم الدين’: ذخيرة محطمة للتعادل، استراتيجية، في شكل صواريخ شاطئ بحر من طراز ‘ياخونت’ صواريخ الدفاع الجوي المتطورة والصواريخ للمدى الابعد وبالطبع السلاح الكيميائي. كل هذه موجودة في سورية، وحزب الله يواصل محاولة نقلها الى تصرفه. واعلنت اسرائيل بانها لن تسمح بذلك، وحسب منشورات اجنبية نفذت عدة هجمات في الاراضي السورية ضد السلاح المخصص لحزب الله.
في الجيش الاسرائيلي يسمون الحرب الجارية تحت السطح بانها ‘المعركة بين الحربين’. في اسرائيل يحرصون على تنفيذ السيادة حتى ‘الخط الازرق’ وتنفيذ أعمال تبعد حزب الله عن الحدود الى داخل لبنان. ويعمل الجيش الاسرائيلي في الجيوب على الحدود بكثافة ويستخدم الاستخبارات المتطورة لتنظيم الاعمال في الميدان.
السنة ضد الشيعة
الى كل هذا تدخل الحرب في سورية، حزب الله وايران لا يعتزمان السماح للاسد بالسقوط، ولهذا الغرض ارسل مقاتلو المنظمة لمساعدة الاسد، الامر الذي أضعف قواتها، لان الكثير من رجالها قتلوا في سورية. وتوجد المنظمة الشيعية اليوم في الدرك الاسفل. صورة ‘جيش الدفاع اللبناني’ التي حرص نصرالله على تطويرها، تفجرت. فصور الاف المقاتلين العاملين في سورية صنفتهم كمرتزقة يعملون في خدمة السوريين والايرانيين. محافل سنية في لبنان تضرب منذ الان الاماكن الحساسة للمنظمة. قواعدها وقراها اصبحت اهدافا للثوار. مواجهات في لبنان بين الشيعة مؤيدي الاسد والسنة معارضيه، اصبحت امرا عاديا في طرابلس، في بعلبك وفي صيدا، وحتى في الضاحية في بيروت، معقل حزب الله، حيث سقطت الصواريخ ووقعت العمليات. واذا كان كل هذا غير كاف، فان 28 دولة في الاتحاد الاوروبي اعلنت عن الذراع العسكرية لحزب الله كمنظمة ارهابية ودول مجلس الخليج الست نشرت بيانا يقول انه من ناحيتها لا فرق بين القيادة السياسية والعسكرية، وان ‘حزب الله هو منظمة ارهابية’ وفرضت عليه عقوبات اقتصادية.
لقد اجاد في وصف الوضع في الشمال قائد المنطقة يئير غولان إذ قال، ان ‘كل شيء مشابه ولكنه مختلف. حزب الله اكثر تسلحا، اكثر تدربا واكثر حذرا. فهو يلقى التحدي الداخلي، يقاتل داخل سورية، يواصل كونه مدماكا مركزيا في محور الشر، ويواصل رؤيته لاسرائيل كشيطان يجب القضاء عليه. سورية التي كانت سنده، مشغولة بدمار ذاتي، فتاك ووحشي استخدمت فيه كل انواع السلاح التي كانت في الماضي موجهة ضدها، والان تستخدم لقتل السوريين. ايران هي الاخرى هنا، حاضرة ومتآمرة اكثر من اي وقت مضى، وتماما على حدودنا. في لبنان تبني قوة بمستوى تدخل غير مسبوق. في سورية توجد في كل شيء توصي، تسلح، توجه وتؤثر’.
وماذا سيحصل في الحرب التالية؟ الانتقاد الذي تعرض له الجيش الاسرائيلي والقيادة السياسية بعد الحرب السابقة، والذي أدى الى استقالة وزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس الاركان دان حلوتس، كان قاسيا جدا. في ضوء الهدوء السائد حتى اليوم، يحتمل أن يكون هذا الانتقاد مبالغا فيه. فمخازن الطوارئ والتدريبات، وان كانت تحسنت منذئذ بلا قياس، الا انه يمكن أن نرى شقوقا في الاستعدادات للمعركة التالية، ولا سيما في استعداد الاحتياط، الذي يعاني من التقليصات في التدريب بسبب اضطرارات الميزانية.
ورغم ذلك، فقد وعد غولان الاهالي الثكلى بان الدروس قد استخلصت. وقال ان ‘قيادة المنطقة الشمالية قوية، مدربة وخبيرة. وقد تم تكييف التدريبات، وملء المخازن وتحديث الخطط. آمل أن نتمكن من مواصلة مهمة التحسن والتطور، وان نواصل التعاظم والردع ونضمن ان تشكل الدروس التي تحققت بالدم خطا توجيهيا ومقياسا لبناء القوة واستخدامها.
معاريف 4/8/2013