الرئيسة \  واحة اللقاء  \  في الحالة السورية

في الحالة السورية

27.08.2015
علي الصمادي



البيان
الاربعاء 26/8/2015
الحالة السورية على تنوع وكثرة تعقيداتها تصلح كتاباً أو سجلاً، ليس فقط بسبب تعدد أطراف الصراع وخباياه، بل أيضاً لجهة تنوع المصالح التي تتلاقى في جهة وتتباعد في جهة أخرى.
ربما يكون الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية بقيادة الولايات المتحدة عنواناً في الفترة الأخيرة لتسويات قادمة ومصالح مرسلة تتطلع إليها الدول المشتركة بما فيها الحالة السورية المعقدة التي تتأرجح بين خيار بقاء الرئيس أو النظام السوري، وبين التخلص منه، وهي النقطة التي قد تبقى معلقة ريثما تتلاقى مصالح الأطراف على المكاسب والخسائر في كلتا الحالتين.
في حسبة الأرقام قتل النظام السوري من شعبه أكثر من 300 ألف شخص، وتم تهجير أكثر من مليوني إنسان وفق توقعات متواضعة، وما زالت لغة المصالح تتأرجح بين بقاء النظام أو التخلص منه، وهي أرقام إذا قورنت بما فعله صدام حسين مثلاً تجعل من الرئيس العراقي السابق قديساً، ومع ذلك فإن لغة المصالح وتشعبات السياسة التي لا تمتلك أي مبدأ أو معيار للأخلاق لا تزال تمثل ورقة يراهن عليها النظام السوري للبقاء.
ربما يكون الدرس الكارثي الذي صنعته الولايات المتحدة في العراق بعد احتلاله بأكبر كذبة في التاريخ الحديث، هو ما يزيد من تردد المجتمع الدولي تجاه النظام السوري، حيث لا ترغب دول العالم في وصول سوريا إلى حالة العراق رغم اقترابها منه ووجود آراء تؤكد أن النظام السوري الحالي أفضل من تبعات انهياره التي ستعني فوضى لا طاقة للعالم بها، وخاصة الجارة الغربية.
ونعني بها إسرائيل، لكن لغة المصالح لا تزال سيدة الموقف، خصوصا أن حاملات الطائرات الأميركية وصواريخها العابرة للقارات شحنت يوما ما بالوقود تمهيداً لضرب النظام السوري قبل أن تتراجع أكبر دولة في العالم وسط حيرة العالم في ذلك الوقت.
الخيار النووي الذي كان يوما عراقيا وتم تدميره، يعود إيرانيا، باتفاق ورعاية أميركية، وهو الاتفاق الذي يرى البعض أنه قد يسرع في انفراج الوضع في سوريا مع تقارب مصالح الأطراف ذات العلاقة والمصالح المتقاطعة، والتي قد تصل إلى تسويات معينة، لكنها بالطبع لن تداوي جراح تلك الملايين المشردة وآلاف الضحايا التي ستبقى تراقب مسرح الأحداث من بعيد.