الرئيسة \  مشاركات  \  في الذكرى الثالثة للثورة السورية...الشعب السوري ذاق طعم الحرية وهيهات أن يعود القهقرى

في الذكرى الثالثة للثورة السورية...الشعب السوري ذاق طعم الحرية وهيهات أن يعود القهقرى

19.03.2014
إبراهيم درويش


والثورة السورية تكمل عامها الثالث وتلج عامها الرابع بثقة أكبر وتفاؤل أعظم وإصرار أشد وإيمان أقوى بحتمية انتصار الحق وأهله واندحار الباطل وأهله، تؤكد للعالم أجمع أن السوريين مستعدون لدفع مهر حريتهم مهما غلا، وأن الله تعالى قد شرّفهم ليكونوا طلائع الأمة الإسلامية وأحرار الدنيا نحو النور والانعتاق وامتلاك ناصية القرار ومفاتيح العز والسؤدد.
الثورة السورية ـ وهي تكمل العام الثالث من عمرها المبارك ـ تعلن لمن لم يعلم بعد أنها ماضية نحو تحقيق أهدافها، لا يثنيها تعدد الجبهات التي تفتح في وجهها، ولا كيد الأقارب والأباعد بمختلف الأشكال والذرائع، ولا النتوءات التي تظهر في الطريق هنا أو هناك،  وأن داعش وحالش وجاحش وما على شاكلتها إلا دمامل سرعان ما يتعافى الجسم السوري منها ويكتسب مناعة وقوة.
تقول الثورة السورية، وهي تودّع عامها الثالث: إن ما يسمى القطب الأوحد الذي نسجت حوله الأوهام والأساطير ليس إلا خرافة تضاف إلى أخواتها من العنقاء والغول والخل الوفيّ، فها هي سمعته صارت في الوحل على يد راعيه الأسود من جهة والدب القطبي من جهة أخرى.
تقول الثورة السورية، في ختام عامها الثالث: إن الدب الروسي لم يتعلم من الدرس الأفغاني الذي أتى على نهاية حقبته السوفيتية، ولا بد أن تدخّله الوقح في الشأن السوري ووقوفه إلى جانب الطاغية المجرم السفاح بشار، ودعمه عسكرياً ودبلوماسياً وسياسياً في مواجهة الشعب السوري مقبل على تفتت الاتحاد الروسي، وما أحداث أوكرانيا إلا البداية.
وتقول الثورة السورية، وهي تدخل عامها الرابع: إن الرياح الصفراء وموجات الحقد الأسود القادمة من الشرق تتكسّر وتتلاشى قبل أن تصل إلى الساحل الشرقي للمتوسط، وإن أحلام "الامبراطورية الفارسية" المريضة التي تعشعش في مخيلة أصحاب العمائم السود أوشكت الثورة السورية العملاقة أن تطيح بها إلى الأبد.
وتؤكد الثورة السورية، وهي تطوي عامها الثالث بانتصارات متلاحقة، أن الشعب السوري لم يعد يرضى عن الانتصار الساحق لثورته بديلاً، لاسيما بعدما تأكد لديه أن بشاراً لا يملك أدنى ذرة من إنسانية ووطنية، وأنه لم يعد يتصور سورية بوجود هذا المخلوق الغريب حاكماً.
الثورة السورية، التي أمضت ألفاً ومئة يوم من عمرها المبارك، قدّم خلالها السوريون مئات الألوف من أبنائها البررة شهداء، وأضعافهم من الجرحى والمعوقين، ومثلهم من المفقودين، ونحو أربعة ملايين لاجىء في دول الجوار، ونحو سبعة ملايين نازح في داخل سورية، وهدّمت آلة التدمير الأسدية ما يزيد على ثلاثة ملايين منزل، لتصبح أعلى الثورات في العالم تكلفة، وأغلى الثورات في التاريخ مهراً. هذه الثورة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها وصلت إلى نقطة اللاعودة  في مسيرتها نحو بناء سورية حرة كريمة مستقلة لكل أبنائها على قدم المساواة في الحقوق والواجبات، لا فضل لأحد على آخر فيها إلا بمقدار حبه للوطن وتفانيه في خدمته وإعلاء صرحه، ولا امتيازات لأي طائفة أو حزب على حساب الوطن والشعب حاضراً ومستقبلاً، وأن صناديق الاقتراع في أجواء من الحرية والنزاهة وتكافؤ الفرص هي الحكم الفصل في التقديم والتأخير، والرفع والخفض أو النصب والجر.
ولا بد في هذه المناسبة العزيزة، الذكرى الثالثة للثورة السورية، والذكرى الثالثة عشرة لانتفاضة أبناء شعبنا الكردي في سورية، من الترحم على شهداء الثورة والانتفاضة، مع التمنيات للجرحى بالشفاء العاجل، وللمعتقلين بالحرية والانعتاق، وللثوار المجاهدين بالنصر المؤزر المبين في القريب العاجل، وللعصابة الأسدية وشبيحتها وحلفائها بالهزيمة المنكرة الماحقة.
*قيادي في جبهة العمل الوطني لكرد سورية.