الرئيسة \  مشاركات  \  في الشأن السوري.. السيئ الأمريكي والأسوأ منه!

في الشأن السوري.. السيئ الأمريكي والأسوأ منه!

12.07.2015
الطاهر إبراهيم





نقلت الأخبار أن طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن هاجمت قرية رأس الحصن قرب بلدة سرمدا شمالي إدلب وأوقعت ستة شهداء من جبهة النصرة. عندما نقول من جبهة النصرة وفي إدلب فإننا نؤكد أنهم سوريون. فمعظم جيش النصرة في إدلب هم سوريون.قبل ذلك بيوم خرج علينا الرئيس أوباما ليزعم أن بشار أسد قد انتهى في سورية. 
نستعجل فنقول: كيف نطلب من السوريين أن يصدقوا تصريحات أوباما وهم يرون يوميا ما تفعله براميل بشار أسد فيهم، تقتل وتهدم ولا يطرف له جفن؟ وعندما يقوم تنظيم الدولة داعش  بقتل صحفي أمريكي أو بذبحه –لا فرق- تقوم قيامة أوباما ولا تقعد،فيشكل التحالف الأربعيني لحرب داعش. على كل حال هذا ليس موضوعنا.
ففي مؤتمره الصحفي مساء يوم6 تموز قال أوباما أن بشار لا يمكنه أن يكون جزءا من الحل، وأن عليه أن يرحل،ويسند كلامه بموقف الرئيس الروسي بوتين وبعض قادة دول الخليج. (في نفس اليوم صرح بوتين أن لا أحد يجبر بشار على الرحيل). أما نحن فنقول: الشعب السوري لا يجد في كلام أوباما ما يستحق التعليق، ومرة أخرى هذا ليس موضوعنا.
ما يستحق التعليق في كلام أوباما قوله أن المعتدلين هم من سيقوم بتحرير سورية من داعش. لكنه لم يقل لنا من هم هؤلاء المعتدلون في سورية؟
للإجابة عن هكذا سؤال علينا أن نعرف ما يريده أوباما في سورية؟لقد ورث عن جورج بوش الابن عراقا مفككا، يقتل فيه الشيعي السني ويقتل فيه الشيعي الكردي ويقتل فيه السني الكردي والشيعي، وهو يعتبر بوش نجح أمريكيا أيما نجاح، ويريد أن ينهي بقية ولايته الثانية وقد رأى سورية تتفكك كما تفكك العراق.
صحيح أن ثلث سورية تدمر وأن عدد القتلى زاد عن ربع مليون والمفقودون مثل ذلك، وتشرد أكثر من ثلاثة ملايين ونزح داخل سورية أكثر من عشرة ملايين، لكن مازال المقاتلون ينادون بسورية الموحدة داخل حدودها الطبيعية وينشد أطفالها في الشتات:"بيرقنا بثلاثة نجوم ودولتنا عربية". وحتى هؤلاء المعتدلون الذين يدربهم أوباما، الذين انشقوا عن جيش بشار وجذبتهم الدولارات الأمريكية فإن نصفهم ترك التدريب حين قال لهم مدربوهم أنتم ستحاربون داعش وليس بشار أسد. أما من بقي في سلك التدريب فلا يعلم ما ذا ينوون بعد انتهاء التدريب.
ونعود مع أوباما إلى المعتدلين، فإن الشعب السوري مثل بقية الشعوب العربية، فيهم الإسلامي وفيهم العروبي وفيهم اليساري. لكنهم حين ينخرطون في قتال جيش بشار أسد كلهم يصبحون إسلاميين. فقد رأوا كيف أن بشار أسد قد استقطب الشيعة من حزب الله "حالش"، ومَن تطوع من إيران ومن عجم العراق، عدا عمن جمعتهم له طهران من أفغانستان. هؤلاء الجنود كانوا لا يصلون قبل انشقاقهم عن جيش بشار، فلما انتظموا في كتائب الثوار تركوا ما كانوا يفعلون في جيش بشار وانتظموا فيه مع من سبقهم: فرسان في النهار ورهبان في الليل.
الغالبية العظمى من المقاتلين من جبهة النصرة هم من السوريين. انضموا إليها عندما التزمت بقتال جيش بشار،وليس لأن الجولاني أعطى البيعة لأيمن الظواهري. هكذا أحرار الشام ولواء التوحيد وصقور الشام وجند الأقصى هؤلاء شكلوا غرفة جيش الفتح في الشمال وفي القلمون، حتى الجبهة الجنوبية حول درعا، يقاتلون مجتمعين ويقاتلون بشار أسد كما يفعل جيش الإسلام في الغوطة، لا ينتظرون من أوباما شيئا. لو كان يريد مساعدتهم لأعطاهم مضادات الطائرات يدفعون بها طائرات بشار التي أهلكت الحرث والنسل.
إذا كان أوباما حاول أن يعشم السوريين في مؤتمره الصحفي، فقد خانه المنطق لأن السوريين ما عادوا يقبلون هذا المنطق. فعندما لوحت تركيا منذ عدة أيام بإنشاء منطقة حظر طيران بادر أوباما فأعلن أنه لا يؤيد إنشاء مثل هذه المنطقة،ما يعني أنه يؤيد براميل بشار التي تقتل البشر وتدمر الحجر. السوريون رأوا سيء أوباما بسكوته عن برميل بشار. ورأوا ما هو أسوأ منه عندما كان يرسل طائراته تقصف مواقع أحرار الشام ومواقع جبهة النصرة، وآخرها غارتان على قرية رأس الحصن قرب سرمدا في ريف إدلب. السوريون وضعوا في حسابهم أن أوباما سوف يرسل قوات، قد تكون من المارينز الأمريكي أو يسلط إسرائيل إذا شعر أن بشار أسد قد انتهى من سورية. وعنها سيعرف من أرسلهم أي منقلب سبنقلبون!
كاتب سوري