الرئيسة \  مشاركات  \  في المقاومة.. غاز فلسطين لا "إسرائيل"

في المقاومة.. غاز فلسطين لا "إسرائيل"

12.03.2016
د.عصام عدوان


الأردن ثم مصر وأخيرا تركيا، يتطلعون، وربما يتسابقون، لشراء الغاز الطبيعي من (إسرائيل). توجُّه الحكومة الأردنية كان لتأمين الغاز من (إسرائيل) لمدة 15 سنة بقيمة 15 مليار دولار. ومصر ستشتري بقيمة 1.2 مليار دولار ولمدة ثلاث سنوات. تركيا ستؤسس بنية تحتية لتصدير الغاز (الإسرائيلي) إلى تركيا وأوروبا بقيمة تصل إلى ثلاثة مليار دولار، حيث ستضخ كميات ضخمة من الغاز.
وبينما احتج الشعب الأردني ومعظم نوابه على محاولات حكومتهم شراء الغاز من (إسرائيل)، لم نجد أي احتجاج على ذلك في مصر أو تركيا ولا فلسطين.
من المعلوم أن (إسرائيل) قد احتلت فلسطين منذ عام 1948م وطردت ثلثي سكانها، واستأثرت بثرواتها منذ ذلك التاريخ. وقد فرضت الدول العربية منذ ذلك الوقت مقاطعة اقتصادية على (إسرائيل)، ظلت تترنح وتتآكل حتى انفتحت كل أو معظم الدول العربية عليها، بل وتسابق بعضها في ربط اقتصاده بها وتكوين شراكات إقليمية ودولية على حساب الحقوق الفلسطينية.
الثروات التي تتمتع بها (إسرائيل) اليوم من غاز طبيعي وبترول وأملاح البحر الميت وصخور الضفة الغربية ورمل السليكون اللازم لصناعة الزجاج، والأخشاب ومياه نهر الأردن وطبريا والمياه الجوفية، وشواطئ سياحية تزيد على 224 كم على البحر المتوسط، وشواطئ علاجية وسياحية على البحر الميت، وينابيع السُّخنة، وغير ذلك كثير، إنما هي ثروات فلسطين المنهوبة.
إن كل مَن يشتري من (إسرائيل) إنما يشجعها على المضي في احتلالها والاستمرار في نهب ثروات فلسطين؛ ثروات الشعب الفلسطيني المنكوب. وإن سكوت القيادة الفلسطينية، بل وموافقتها، لا يمنح الشرعية لهذه الصفقات الخسيسة. من حق الشعب الفلسطيني ملاحقة كل مَن اشترى شيئاً من ثروات فلسطين خلال سنوات الاحتلال الممتدة، باعتباره ساهم في الاعتداء على حقوق الشعب ونهب ثرواته.
إن العلاقات الدولية، وإن كانت تقوم على تبادل المصالح، إلا إن الحقوق والمبادئ مقدَّمة على المصالح، وأكثر أهمية لأصحابها، حيث تقدِّم الشعوب الحرة دماءها رخيصة في سبيل حقوقها ومبادئها، فلا أقل من أن تقطع علاقتها بكل مَن يتجرأ على حقوقها، أو يعاوِن المحتل في احتلاله.
مَن أراد أن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصَر، لا يساهم في نهب ثرواته، وتعزيز قدرات عدوه، وإقامة صداقات وأحلاف بغيضة معه، بينما يتجرع شعبنا العلقم من سياساته.
الأردن، مصر، تركيا، جميعهم مدعوون لنبذ سياسة التعاون وبناء المصالح مع (إسرائيل) على حساب شعبنا الحر الذي سينتصر يوماً بإذن الله ويلاحق كل يد امتدت إلى حقوقه إبان فترة الاستعمار اليهودي لفلسطين. #ونحن_نحاسب #BDS