الرئيسة \  واحة اللقاء  \  في سوريا.. من ربح ومن خسر؟

في سوريا.. من ربح ومن خسر؟

05.10.2013
محمد الحربي


عكاظ
الخميس 3/10/2013
في كل ما يحدث في سوريا أو ما يحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الأيام، تقفز إلى الذهن عدة أسئلة:
ــ من هم الرابحون ومن هم الخاسرون؟
ــ وما هي الأرباح وما هي الخسائر؟
ــ هل هناك صفقات تدار من تحت الطاولة أو من وراء الكواليس؟
ــ هل يمكن أن تعود سوريا؟
ــ أم أنها ستفتت وتقسم؟
ــ هل الأسد باق في الحكم حتى 2014 وربما يفوز في الانتخابات المقبلة؟
ــ هل ستتوحد المعارضة، أم ستبدأ بينها وبين الجماعات التكفيرية والإرهابية حرب كسر عظم طاحنة، ستسفر في نهاية المطاف عن إمارة إسلامية أو بؤرة إرهاب تهدد السلم في المنطقة؟
ــ هل طلب العالم من الائتلاف السوري المعارض التخلص من هذه الجماعات قبل أن يتم دعمه للتخلص من نظام بشار، كشرط استباقي؟
ــ هل تعيد أمريكا رسم خارطة حلفائها في المنطقة؟
مما لا شك فيه، أن روسيا وجدت فرصتها التاريخية لإعادة فرض هيبتها على الساحة الدولية ومقاسمة أمريكا خبزها في المنطقة من خلال سوريا، وهي الرابح الأول والأبرز الذي استفاد مما يحدث في سوريا واستمات الروس لتحقيقه بكل ما استطاعوا، ونجحت روسيا في إعادة هيبتها وأوصلت رسالة واضحة لأمريكا: "نحن ما زلنا هنا"، وأمريكا بدورها استفادت أيضا، ودول أوروبا استفادت مما يحدث في سوريا؛ لقد نجحوا أخيرا في نصب صواريخ باتريوت في تركيا والأردن، بما يخدم حلف شمال الأطلسي في مشروعه الاستراتيجي لدعم بناء الدرع الصاروخي، والذي كانت تعارضه روسيا لعدم قناعتها بأنه لمحاربة الإرهاب، بل إنه كان لاستهدافها.
وإيران استفادت، فها هي أخيرا تدخل طرفا في حوار يشبه إلى حد ما "عتاب الأحبة" مع واشنطن، وما أدراك ما واشنطن بالنسبة للإيرانيين قبل أحداث سوريا، ونجحت في طرح نفسها كشريك أساسي لها كجزء من الحل لا المشكلة في أزمة المنطقة وليس سوريا وحسب.
ودولة العراق والشام "داعش" وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة استفادوا أيضا، أصبح لديهم نواة لمشروع دولة خلافة، بل إن دولة "داعش" لم تنتظر الإعلان عنها، وسمت نفسها سلفا، والبقية أصبح لديها موطئ قدم ربما لتأسيس كيانه القادم.
وحزب الله في السياق ذاته، لكنه له مشروعه الخاص الذي لا ينطلق من جنوب لبنان ولا من أي مكان في لبنان أصلا بما فيها قصر بعبدا حتى، ويتلقى توجيهاته من طهران مباشرة، وذلك لم يعد خافيا على أحد.
وبشار الأسد ونظامه غير معنيين بكل هذا الدمار الذي يحدث في سوريا؛ لأن غيرهم من سيدفع فاتورة إعادة الإعمار، وهي فرصة لعملها بالمجان، والدول المانحة لن تقصر كما جرت العادة، والنظام غير معني بكل الدم الذي يسيل على التراب السوري، فالنظام يتخلص الآن من بعض الدماء الزائدة لا أكثر، والنظام رابح أيضا، وربما في أسوأ الأحوال والسيناريوهات ينشئ دولة حدودها متاخمة لدولة "داعش".
لتقفز إلى الذهن حفنة أخرى من الأسئلة:
ــ هل هنـــاك جـــدوى من الذهـــاب إلـى "جنيف 2"؟
ــ من الذي سيذهب تحديدا؟
إذا كان النظام لا يريد مشاركة الائتلاف، والائتلاف لا يريد مشاركة النظام، والنظام يزعم أن هناك معارضة وطنية في الداخل يريدها هي أن تشارك، وجماعات التكفير والتطرف والإرهاب خارج حسابات الجميع، والوسطاء يريدون من الجميع أن يشارك عدا "داعش وأخواتها"، متاهة حقيقية دلف الجميع عبر بوابتها ولا أحد استدل على طريق الخروج حتى الآن، وسيناريو "جنيف1" يتكرر، ويعيد نفسه، خلافات حول المشاركة وتنتهي إلى تصاعد مواجهات على الأرض، ومسيل المزيد من الدماء.
في ما يحدث في سوريا، كل من ورد اسمهم بعاليه رابحون، حتى الذين سيذهبون إلى "حوار الطرشان" المتوقع على مستوى النتائج في "جنيف 2"، سيزورون جنيف، وسيسكنون في فنادق خمسة نجوم، وسيعودون محملين بعلب الشوكولا السويسرية الفاخرة وساعات الرولكس، وربما رقم حساب في البنك هناك، وحده الشعب السوري هو الخاسر الأكبر والوحيد حتى الآن، وضعوا تحت "حتى الآن" خطين.