الرئيسة \  واحة اللقاء  \  في "عرسال" وغيرها.. مشكلة لبنان هي حزب الله

في "عرسال" وغيرها.. مشكلة لبنان هي حزب الله

05.08.2014
الوطن السعودية



الاثنين 4/8/2014
ما حدث على الساحة اللبنانية من اشتباكات أنتجت عشرات الضحايا في بلدة عرسال خلال اليومين الماضيين؛ يقرع الجرس من جديد للتنبيه إلى أهمية إنهاء الأزمة السورية، قبل أن تتوسع مساحات الاقتتال بين الأطراف، والنظام السوري الذي استعان بميليشيات طائفية لبنانية وعراقية وإيرانية لتحارب إلى جانبه، كان يدرك أن الأزمة سوف تنتشر إلى دول الجوار، وصرح مسؤولوه بذلك أكثر من مرة.
وبعد العراق الذي بات في وضع لا يحسد عليه، جاء دور لبنان الذي لم يبتعد، برغم كل محاولات قيادييه، عن الأزمة السورية، فقد ورطه حزب الله بإرسال مقاتليه إلى الداخل السوري، ولأن لكل فعل رد فعل، ليس غريبا أن يدخل مسلحون من المعارضة السورية أو التيارات الأخرى إلى لبنان كما جرى في عرسال أول من أمس، مما يجعل لبنان في خطر، خاصة أن عشرات الألوف من اللاجئين السوريين يقيمون في تلك البلدة، الأمر الذي قد يعرضهم لأعمال انتقامية من قبل البعض.
الحياد اللبناني في الأزمة السورية يجب أن يكون كليا وليس جزئيا، أي أن على جميع الأطراف في لبنان أن تكون محايدة فيتم الضغط؛ كي يخرج حزب الله عناصره من سورية، وعلى الرغم من صعوبة ما فعلوه بالسوريين لغاية اليوم، يظل خروجهم خيارا أفضل من الاستمرار في إغراق لبنان أكثر وأكثر في أزمة لا مصلحة له فيها من قريب أو بعيد، وأفضل أيضا من الإمعان في قتل الشعب السوري.
ورطة لبنان في حقيقتها ليس فقط في تدخل حزب الله بالأزمة السورية، بل في وجود هذا الحزب من أساسه، فمن كان يدعي المقاومة دون غيرها، تركها وصار يعيث فسادا في السياسة، محاولا أن يسيطر على القرار اللبناني، وتعطيل تشكيل الوزارات، والاتفاق على رئيس للدولة، وانكشف خداعه من خلال اصطفافه مع نظام بشار الأسد، وإرسال عناصره للبطش بالشعب السوري، فبات مكروها من قبل السوريين والعرب، وفقد من خدعهم بشعارات المقاومة.
غير أن الأشد خطورة هو انجراف لبنان كدولة إلى الأزمة السورية، وكي لا يحدث ذلك يجب العمل على إخماد مشكلة عرسال أولا، ومن ثم إنهاء مشكلة حزب الله من جذورها قبل أن تظهر عرسال أخرى؛ لأنه السبب الرئيس في كل أزمات لبنان.