الرئيسة \  واحة اللقاء  \  في غوطة عاشت طفلة

في غوطة عاشت طفلة

09.01.2014
عدنان حاطوم


القدس العربي
الاربعاء 8/1/2014
في غوطة حسن الخراط عاشت طفلة..’
سوداء ظفائرها في شعرها فله ..
في باحة مدرسة الحي كانت تلعب
‘لم تقرأ بعد او تكتب كانت طفلة’
لم تعرف كرهاً أو غدرا، حقداً أو زيفاً أو مكرا.. كانت طفلة ..
كانت تؤمن أن الغوطه لا تحمل إلا الأنسام ..
اشجارٌ وارفة الظل، عطرٌ بحفيف الريحان ..
لم تعرف ان الأنسام موت تمطر او كيماوي…
فنسيم الغوطة مغتصبٌ، قد صار غريب الأنسام ..
لم تعرف أن الأنسام في الغوطه تفوح بكيماوي ..’
عرفت مرة أن الغوطة خرجت من فوهة بركان …
‘قذفت حمماً قذفت شهبا… فرسانٌ تزهو بفرسان..
في حضن الأم كم سمعت قصص التاريخ وعجائب ..
عرفت مرة أن حسن، هناك قد سحق الغاصب …
انسام الغوطة حولها لهباً دحرتهم كأرانب ..
باريس لك فيها ذكرى، من حضر قد أعلم غائب’
في الغوطة حسن الخراط كان أسدا..
زأر مجدا فهفا بردى … شاب الجن شب الولد ..
في غوطة حسن الخراط عاشت طفلة ..’
لم تعرف أن الغدر هنا، قد قبع في ذات الدار..
لم تعرف أن الدار غدت ساطورٌ بيد جزار ..
الغدر هنا الغدر هنا قد سكن في ذات الدار..
وبذات الدار قد رقد، قد رقد ذاك الغدار..’
ابن الفرس باع الدار .. باع الارض قتل الجار
ذليل الفرس لك يومٌ … وبذات النار لنا ثار’
في غوطة حسن الخراط عاشت طفلة.. ماتت طفلة.. ماتت فلة.