الرئيسة \  واحة اللقاء  \  في لعبة العار.. من لترشح وفوز بشار؟!

في لعبة العار.. من لترشح وفوز بشار؟!

06.05.2014
د. خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
الاثنين 5/5/2014
ذكرني تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنه يؤيد ترشح بشار الأسد للرئاسة لولاية ثالثة بتصريح وزير الخارجية الإيراني الأسبق علي أكبر صالحي قبل أكثر من سنة بأن الأسد رئيس شرعي وقانوني وسوف يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة وسيفوز هكذا قال، وكيف لا وصاحب ولاية الفقيه علي خامنئي يصرح بأن بشار ابنه البار وهل يمكن معارضة المرشد الأعلى تحت أي اعتبار، إن أهم ما يجب أن نعلمه في هذا المشهد المسرحي الهزلي هو أن إيران هي التي تقود المعركة في الشام بدعم الصهاينة وأمريكا وروسيا بلا جدال والواقع أكبر دليل، ولأن إسرائيل لا يمكن حمايتها بأي حال إلا عن طريق هؤلاء فلابد أن يعاد إنتاج هذا الجزار مجرم الحرب في هذا القرن من جديد والشيعة المتآمرون خير من يساعد في هذا الإخراج وكيف لا وهم الذين يمدون السفاح بالرجال والمال والسلاح لتدمير البشر والشجر والحجر في سورية ولا يملكون أي ذرة من رحمة وتعاطف مع الضحايا خصوصا الأطفال والنساء والشيوخ وكيف يملكون وهم يعتبرون أنهم يتقربون إلى الله بقتلهم كما هو مثبت في نصوصهم وأدبياتهم، إنه لا يهمنا أبداً كيف ستكون الملهاة المأساة وما الأساليب الخادعة في رأيهم للوصول إلى الهدف من التبجح أنها انتخابات تعددية وأن بشار الجزار هو الرقم السابع في سجل الأسماء المرشحة التي يتراوح منسوبوها بين العمل والتجارة وبين من هم في مجلس الشعب أصلاً وترتب المخابرات كل شيء لهم لفوز الأسد وحسب التعليمات كما هو الحال في الجزائر ومصر والعراق.
ومما لم يعد خافياً على أحد أنها أصبحت مادة سخرية لافتة على مواقع التواصل الاجتماعي لدهشة الناس بهذا التصرف الوقح الرخيص ليس فقط ممن زالت عنه أية شرعية بمجرد إراقة دم سوري واحد بغير حق فحسب بل بمئات الآلاف ومثلهم من المعتقلين وأضعافهم من الجرحى وستة ملايين مشرد في الداخل والخارج، بل كذلك مما يطلق عليه المجتمع الدولي وهو في الحقيقة ليس إلا المنظومة اليهودية العالمية المنحطة التي تعمل على تدمير ربيع الثورات لأنه من حيث المآل سيحرقها ويحطمها ولو بعد حين، أما هؤلاء العبيد الخدم لديها من الأدوات الطيعة في أيديها فهم ما يجب أن تحافظ عليهم حماية لأمنها تماماً وإن الواقع لكل مطلع يثبت ذلك خصوصا ما يجري في سورية ومصر والعراق دول المواجهة والتحدي بل يجري هذا بالتعاون مع المنظومة الخمينية الطائفية تماما والاتفاق الكامل مع أمريكا وروسيا ولنترك الشعارات جانباً، أما صرح توني بلير اليهودي البريطاني بقوله: إن الأسد قد يبقى في الحكم في إطار صفقة، والكلام مفهوم وغزل إيران مفهوم، إن ما يجري ما هو إلا تنفيذ لوصية الرئيس الأمريكي نيكسون في كتابه اللحظة الأخيرة بالاعتماد على الشيعة ضد السنة وقول بول بريمر بعده في العراق، إننا نبحث عن الشيعة لمهماتنا، ومن هنا نعلم أن تصريح علي صالحي ليس عبثياً ولكنه بتآمر وإعداد مسبق مع دول المصالح في بازارها المتقلب، والدليل أن أوباما كان يؤكد عدة مرات أن الأسد فقد شرعيته، ويؤكد كيري أن الأسد سيزول ويسقط حتماً فلما اقتضت اللعبة ترشيحه جرت الاتفاقات السرية فوق العادة ولابد له أن يأتمر وهو ما يوافق رغبة المراهق السياسي بالسلطة، سيما أنه يجب ألا ندهش من هذا فإذا لم تستح فاصنع ما شئت مع أنه إذا ذهب الحياء حل البلاء فوق البلاء وإذا كان الإنسان الحق يخجل من اقتراف أي قبيح فكيف بهذا الذي أجرم ومازال بحق الشعب بآلاف القبائح ومئات المجازر إنه يريد بالاتفاق مع المنظومتين الصهيونية والشيعية أن يبقى الأجير الأمين ويحافظ على الحصانة الدبلوماسية فراراً من ثأر شعبه ومحاكمته وهرباً من محكمة الجنايات الدولية كيلا يوسم بمجرم الحرب في هذا الزمان، بل إن الانتخابات التي ستزور ويفوّز فيها السفاح قهراً وغصباً ستصبح خيانته الناجحة لا تسمى خيانة وكم خائن اليوم لا يشنق بل يشنق الآخرين كما كان يقول غاستون اندربولي، إن مثل هذا الميت الضمير المخدر بالمال والسلطة والشهوة الدموية لا يهمه إلا أن يسير هو بفعله وأمثاله كذلك بالمشروع الصهيوني والمشروع الإيراني والباطني على ما يرام، فلا وطن ولا وطنية لديهم لأن الوطنية تعمل ولا تتكلم وشعار الجزار الدائم الأسد إلى الأبد إما أنا وإما الطوفان كما جرى ويجري في كارثة هذا القرن حيث يلتهم وشبيحته وأعوانه الباطنيون لحوم أهل الشام ويحرقونها ومواقعها بالبراميل الحاقدة، إنه يريد أن يصبح بطلاً ولو عقل لعلم أن المرء لا يكون كذلك بدمار البلاد والعباد. ولكنه يجهل أن الحرب مع كونها مأساة يستعمل المرء فيها أفضل ما لديه فإنه يلحق بنفسه أسوأ ما يصيبه كما قال غلاوستون ومع ذلك يزداد غطرسته بغرور الطغيان على الشعب المسكين ويقف أذل من الذليل لتسليم الكيماوي والاستنجاد بحزب اللات وشركائه لأنه مهزوم لم يستطع أن يصمد أمام الثوار ثلاث سنوات ويزيد ولا يمكن للشعب أن يحتقر بهذه المهزلة فوق ظلمه الكبير بحجة محاربة الإرهاب ولا إرهابي في العالم سواه وإن الفرح بترشحه من حزب الله وإيران لن ينفع أمام وعي وتصميم الشعب الذي أيقن أن المعركة طويلة وسيقوم العلماء والأحرار الوطنيون على إدارتها ولابد من رحيل الجزار الذي لا يجوز له أصلاً أن يترشح وعلى كل حال فلا يحيق المكر السيء إلا بأهله.