الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  في موضوع داعش ايران ليست جزءا من الحل بل هي جزء من المشكلة

في موضوع داعش ايران ليست جزءا من الحل بل هي جزء من المشكلة

09.10.2014
امير بصيري


مجلة فوربز الامريكية
بقلم: امير بصيري
هناك سوء فهم لمبدأ "عدو عدوي هو صديقي" قد أدى إلى يعتقد البعض بأن النظام الإيراني يمكن أن يكون فعلا قوة المساهمة في الجهود الدولية التي تهدف إلى القضاء على التهديد الناجم عن الدولة الإسلامية، وهي جماعة متطرفة اتخذت في الاشهر الماضية على رقعة من أراض تمتد عبر العراق وسوريا، ويهدف إلى إقامة ما يزعم أن يكون الخلافة الإسلامية.
ان الحجة التي تدعم مثل هذا الاقتراح هو أن الدولة الإسلامية كمجموعة سنية متطرفة، من شأنها أن تكون عدوا للنظام الشيعي المتشدد الحاكم في ايران، وبالتالي يمكن الاعتماد على إيران لمحاربة الدولة الإسلامية.
ما يفتقد هذا التفكير الساذج تماما هو أن رغم خلافاتهما الصورية، الكيانان يعتمدان في الواقع على بعضهما البعض من أجل البقاء ومواصلة أعمالهما الشنيعة.
 
إيران هي المستفيدة الرئيسية من هجمات الدولة الإسلامية
كدولة راعية للإرهاب والمتطرفة، وأحد الأنظمة مع أسوأ سجلات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، كانت إيران تستفيد كثيرا من الدمار الذي خلفته الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وقد استخدم النظام الايراني في العراق، نمو الدولة الإسلامية كذريعة لتسلل الآلاف من جنوده الى الحدود العراقية الايرانية المسامية وتحقيق أنشطة عنيفة من العديد من المجموعات الميليشياوية بالوكالة في هذا البلد. ولكن بدلا من محاربة الدولة الإسلامية فان جدول الأعمال الإيراني الحقيقي هو توسيع وتعزيز قبضتها على الاراضي والسياسة العراقية.
الشيء نفسه ينطبق على سوريا، حيث تحت راية محاربة الإرهاب غزت ايران البلاد تقريبا مع قوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله نيابة لها من أجل دعم الرئيس المحاصر بشار الأسد ضد قوات المعارضة الديمقراطية.
واضافة الى ذلك مستغلا من حالة الارتباك والفوضى في العراق استخدم النظام الايراني عملائه في الحكومة العراقية والجيش لضرب مخيم ليبرتي، حيث يعيش فيه الآلاف من أعضاء جماعة المعارضة الرئيسية الايرانية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والناجين من همجية وقمع النظام الايراني.
وفي مجال حقوق الإنسان، ساعدت الدولة الإسلامية على حرف الانظار الدولية عن النظام الايراني الذي يواجه انتقادات شديدة لانتهاك صارخ لحقوق الإنسان. بينما يتركز الرأي العام إلى حد كبير على الصور والحكايات المروعة لوحشية الدولة الإسلامية، لا يزال يواصل النظام الإيراني عمليات الإعدام والتعذيب بابعاد غير مسبوقة حيث يضطهد الأقليات القومية والنساء، ويسجن ويعتقل الصحفيين ومستخدمي الإنترنت لأسباب غير عقلانية.
وكان استخدام الإرهاب كأداة لابتزاز الغرب أقدم التكتيكات للنظام الإيراني كما يستخدم حاليا الدولة الإسلامية كورقة ضغط في المفاوضات الجارية حول برنامجه النووي الغير مشروع. ومع اقتراب الموعد النهائي للحصول على اتفاق نووي بين ايران والقوى العالمية الست في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، يضغط المسؤولون الإيرانيون على نظرائهم في المحادثات لاظهار مزيد من المرونة بشأن برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم والسماح لإيران بالاحتفاظ على قدرتها في انتاج ألاسلحة النووية مقابل مشاركتها في الحرب ضد الدولة الإسلامية.
ومع كل الفوائد التي تحصل إيران من وجود الدولة الإسلامية في المنطقة، فإنه من الصعب أن نتصور أن تصبح شريكة للمساهمة في الجهود الدولية للقضاء على التهديد الناجم عن هذه المجموعة.
 
تدخل إيران في العراق وسوريا يساعد في نمو الدولة الإسلامية
وقد أثبتت إيران منذ فترة طويلة أنه لا يوجد لديه أي مشكلة في الاتحاد مع الجماعات السنية المتطرفة لتعزيز أهدافها. لسنوات قد ساعدت إيران المتطرفين السنة للتسلل الى دول مثل العراق وسوريا ولبنان ثم سرعان ما تعرف نفسها الرادع الوحيد أمام هذه القوات التي أنشئتها ذاتها.
والدولة الإسلامية ليست استثناءا من هذه القاعدة. في الواقع، كان قادة تنظيم القاعدة في العراق ومجموعة سباقة إلى الدولة الإسلامية، تلقت الدعم والمأوى من النظام الإيراني للسنوات.
منذ بداية الصراع السوري، يسمح نظاما ايران والأسد للدولة الإسلامية بأن تنمو وتزدهر عمدا من أجل إضعاف الجماعات الأكثر اعتدالا التي تسعى الى إقامة حكومة ديمقراطية في سوريا. وهكذا حاولا تقديم الدولة الإسلامية كمجموعة أبرز محاربة للنظام السوري والايحاح بان المسألة السورية هي خيار بين الأسد والتطرف الاسلامي.
وعلاوة على ذلك، فإن نظام الأسد نفسه مصدرا للدخل بالنسبة للدولة الإسلامية كما اشتري النفط سرا من هذه المجموعة المتطرفة التي تسيطر الآن على آبار النفط في سوريا والعراق.
وفي العراق، انتهج رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي السياسات الطائفية بإيعاز من النظام الإيراني واقصى الطائفة السنية حيث مهد الطريق لانتفاضة عارمة. واستغلت الدولة الإسلامية من الفوضى الذي خلفها المالكي لإقامة معقلها في المناطق التي سقطت على أيدي معارضي المالكي.
ونظرا إلى ان الدولة الاسلامية مدينة للنظام الإيراني انها تمتنع ان تشكل أي تهديد مباشر إلى طهران. هذا هو السبب في أنكم لا تسمعون الكثير عن الدولة الإسلامية التي تهدد الاراضي الايرانية، على الرغم من وجودها ضمن نطاق عملها.
 
إيران هي المشكلة وليست حلاً
حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بأنه كقاسم مشترك للأزمات في الشرق الأوسط، إن النظام الإيراني هو المشكلة وليس حلاً.
ان الحد الأدنى ما يمكن القيام بهذا الصدد للولايات المتحدة وحلفاؤها هو التجنب في اسهام ايران بالحملة الحالية ضد الدولة الإسلامية. وقد أثبت التاريخ أن أي اسهام للنظام الإيراني في الحرب ضد الإرهاب لن يثمر سوى نتائج كارثية لأنها سوف تساعد فقط للمزيد من انتشار التطرف الاسلامي والعنف الطائفي.
لكن إحلال السلام والاستقرار الدائم في العراق وسوريا ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع يتحقق عندما يتبدل نظام طهران - مصدر المشكلة - بحكومة علمانية وديمقراطية وبالتالي يمكن خنق تهديد التطرف الاسلامي وظهور جماعات مثل الدولة الإسلامية من جذورها.
http://www.forbes.com/sites/realspin/2014/10/01/when-it-comes-to-isis-iran-isnt-the-solution-its-part-of-the-problem