الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  ​سوريا في الصحافة العالمية 28-2-2016

​سوريا في الصحافة العالمية 28-2-2016

29.02.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. نيويورك تايمز: العنف يخفُت في اليوم الأول من الهدنة في سوريا
  2. صحيفة أمريكية: تغيير أجندات المعارضة السورية سبب في إضعاف الحرب على "داعش"
  3. الصّحف الفرنسيّة: اهتمام خاصّ بالأزمة السّوريّة
  4. التايمز: على روسيا إنقاذ السوريين لا حماية الأسد
  5. "نيويورك تايمز": الهدنة في سوريا تعزز قبضة "الأسد" وتحول انقسام البلاد لواقع
  6. الملك يكتب مقالا في الإندبندنت حول مؤتمر المانحين
  7. نيويورك تايمز: سوريا والهدنة.. إما إلى سلام أو إلى دمار وبشار الأسد هو الرابح الوحيد
  8. الاستعمار والتدخل الأوروبيان سبب اللاجئين والهجرة
  9. نيكولاس بلانفورد - (كرسيتان سينس مونيتور) 23/2/2016 :هل يساعد رفع العقوبات عن إيران حزب الله في الخروج من ضائقته المالية؟
  10. بروجيكت سنديكيت :أوروبا: إما الديمقراطية أو الفشل
  11. واشنطن بوست :أكراد سوريا.. والاستقطاب في أميركا
 
نيويورك تايمز: العنف يخفُت في اليوم الأول من الهدنة في سوريا
هشام محمد_وطني الحبيب
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الأحد 28 فبراير إن العنف انخفض بشكل كبير في أجزاء واسعة من شمال وغربي سوريا أمس السبت وهو اليوم الأول من الهدنة التي تمت بوساطة الولايات المتحدة وروسيا وذلك وسط تقارير عن وقوع انتهاكات متناثرة من بينها أعمال قصف وهجوم جوي واحد على الأقل.
وذكرت الصحيفة أن روسيا أعلنت تعليق ضرباتها الجوية على الأقل في اليوم الأول من اتفاق وقف الاعتداءات بعد أن ظلت تنفذ غارات جوية لمدة خمسة أشهر دعما للنظام السوري في الوقت الذي شعر فيه السكان في العديد من المناطق بعدة ساعات قليلة من الهدوء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وروسيا استثمرتا قدرا كبيرا من جهودهما السياسية لإبرام الهدنة على الرغم من أن النظام السوري أو معارضيه لم يوقعا بعد رسميا على الاتفاق الذي يعد أول محاولة من نوعها منذ الهدنة التي تمت بوساطة الأمم المتحدة في أبريل عام 2012 وانهارت في غضون ساعات.
وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن اتفاق وقف الاعتداءات يواجه عدة عقبات على الأقل عدم وضوح الرؤية بشأن من الذي يوقف إطلاق النار ضد من وكيف سيتم مراقبة الهدنة، فقد أقامت روسيا والولايات المتحدة مراكز مراقبة موازية منفصلة في القاعدة الجوية الروسية الموجودة في سوريا وفي عمان بالأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدنة لا تشمل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة ولا تنظيما لدولة في الوقت الذي أعلنت فيه تركيا أن الهدنة لا تنطبق على المليشيات الكردية السورية التي تعتبرها تنظيمات إرهابية.
وتقول كل الأطراف إن لها الحق في الدفاع عن نفسها على حد قول الصحيفة، وقالت المعارضة السورية التي تدعمها الولايات المتحدة – حسب الصحيفة – إنها تتوقع أن يواصل النظام السوري وروسيا استهدافها بدعوى ضرب تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة.
وقد ثارت مخاوف عندما أصدرت روسيا خريطة للمناطق التي تخضع لوقف إطلاق النار وهي جيوب صغيرة وسط مناطق واسعة تعتبرها خاضعة للعناصر الإرهابية ، غير أنه يبدو كما قالت “نيويورك تايمز” أنه لم تقع هجمات السبت 27 فبراير ضد المعارضة على نطاق واسع.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية التي تم نشرها في سوريا وقامت في بعض الأحيان بمئات الطلعات الجوية يوميا لم تشن أي هجمات أمس السبت، وقال رئيس العمليات العسكرية الروسية سيرجي رودسكوي إن روسيا ملتزمة بوجباتها إزاء اتفاق وقف إطلاق النار، لكن هذا لا يعني أن جبهة النصرة وتنظيم الدولة يستطيعان تنفس الصعداء.
======================
صحيفة أمريكية: تغيير أجندات المعارضة السورية سبب في إضعاف الحرب على "داعش"
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن تحالفات المعارضة السورية شهدت العديد من التحولات على مدار الخمس سنوات الماضية حيث تغير فيها شكل الحرب السورية، معتبرة أن ذلك سببا محتملا لإضعاف الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأشارت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - إلي أن أحد مراسليها انتقل إلى منزل ريفي شمال محافظة الرقة السورية حيث يقبع قائد في المعارضة السورية ويدعى عبد الفتاح الشهاب في حالة انتظار بعد أن علق خططه القتالية عقب بدء أول وقف لاطلاق النار بشكل رسمي في سوريا اليوم، موضحة أن الشهاب في البداية كان يحارب قوات الأكراد قبل أن ينضم هو ومجموعته من المعارضين إلى مليشيات جبهة النصرة التي هي على علاقة بتنظيم القاعدة.
وأضافت الصحيفة أنه عندما تغير شكل الحرب السورية انضم الشهاب ومجموعته إلى تحالف المعارضة، الذي تدعمه الولايات المتحدة بجانب القوات الكردية التي قاتلها في يوم من الأيام، بعد أن رأى أنها الطريقة الوحيدة لتحقيق هدفه باستعادة السيطرة على مدينة الرقة التي تعتبر عاصمة "داعش" في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن الشهاب قوله "لم يكن لدينا خيار، من خلفنا كان يوجد الأكراد وأمامنا تنظيم "داعش"، لم يكن لدينا مخرج آخر"، في إشارة لانضمامه إلى المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن تجربة الشهاب ومجموعته "لواء ثوار الرقة" تؤكد أن التحالفات في سوريا تتعاون معا فقط للضرورة أو الحاجة، وليس لاتفاقها على قناعات سياسية مشتركة، وهو ما اعتبرته الصحيفة "أجندات مختلفة قد تتسبب في إضعاف حملة مكافحة تنظيم داعش في سوريا، والتي لا يتضمنها اتفاق وقف إطلاق النار.
وتابعت الصحيفة قائلة "التحدي الرئيس لحملة مكافحة تنظيم داعش يكمن في تكوين جبهة موحدة تجمع بين العرب والأكراد وقوات تركمان يكون لها القدرة على هزيمة التنظيم المتطرف في سوريا، لافتة إلي أن استرجاع مدينة الرقة في الوقت الحالي ليس ضمن أولويات التحالف الكردي "وحدات حماية الشعب" الذي دربته الولايات المتحدة ويعد أقوى حليف لها في الأراضي السورية".
ولفتت إلى أن المقاتلين الأكراد استولوا بدلا من ذلك على الأراضي المضطربة حاليا في شمال سوريا بهدف محاولة لتوسيع المناطق التي تحكم بها الأكراد في المنطقة.
======================
 الصّحف الفرنسيّة: اهتمام خاصّ بالأزمة السّوريّة
حظيت الأزمة السّورية وتداعياتها باهتمام كبير من الصّحف الفرنسية الصادرة اليوم، تزامناً مع بدء سريان وقف إطلاق النّار الّذي توصّلت إليه روسيا والولايات المتّحدة.
فقد أوضحت صحيفة ” لوفيغارو” أنّ هذه الهدنة الإنسانية تمّت الموافقة عليها من قبل سبعة وتسعين فصيلا من فصائل المعارضة المسلّحة بالإضافة إلى القوّات الكردية السّورية، مع العلم أنّ الاتّفاق الأمريكي الرّوسي استثنى تنظيمي “داعش” و”جبهة النّصرة”، وستستمرّ الهدنة أسبوعين.
كما أكّدت الصّحيفة أنّ وقف الأعمال العدائية هذا سيكون الأوّل في هذا الصّراع الّذي يعصف بسوريا منذ عام 2011، والّذي أدّى إلى مقتل حوالي 300 ألف شخصا، وهجرة أكثر من نصف السّكّان إلى خارج وداخل البلد.
من جهة أخرى تحدّثت “لوفيغارو” عن خشية تركيا من استمرار الرّوس والجيش السّوري باستهداف فصائل المعارضة تحت ذريعة مكافحة تنظيم “داعش” و”جبهة النّصرة”.
أمّا صحيفة “ليبراسيون” فقالت أنّ السّاعات القادمة ستوضّح ما إذا كان الاتّفاق الأمريكي الرّوسي لوقف الأعمال العدائية قابل للتّطبيق أم لا ؟. وقالت “ليبراسيون” إنّ إدارة الرّئيس الأمريكي باراك أوباما كانت تعوّل على حقيقة أنّ روسيا ستغرق في نهاية المطاف في المستنقع السّوري، إلاّ أنّ واقع الحال حاليّا يقول عكس ذلك.
وتابعت “ليبراسيون” القول إنّ أوباما الّذي انتخب في عام 2008 بعد حملة انتخابية وعد فيها بانسحاب القوّات الأمريكية من العراق وأفغانستان، اختار أن يُبقي الولايات المتّحدة على مسافة من النّزاع السّوري، مكتفيا بالضّربات الجوّية ضدّ تنظيم “داعش”.
غير أنّ “ليبراسيون” اعتبرت أنّه بالنّسبة لعدد كبير من المراقبين فإنّ معرفة السّبب الحقيقي لإحجام أوباما عن التّدخّل بشكل فعّال في سوريا، تستدعي العودة إلى الاتّفاق النّووي الّذي تمّ التّوصّل إليه مع إيران، والّذي يعتبره أوباما النّجاح الدّبلوماسي الأهمّ بالنسبة إليه.
ومضت “ليبراسيون” إلى التّوضيح أنّه على الرّغم من أنّ خطاب أوباما السّياسي حول رحيل بشّار الأسد ودعم المعارضة الّتي يصفها بالمعتدلة، إلاّ أنّ إدارته تركت سوريا تغرق في الفوضى لأنّ اتّخاذها لقرار حاسم ، سيكون له وقع على الاتّفاق النّووي مع إيران.
وقالت “ليبراسيون” أيضا، إنّ أوباما الّذي يصفه البعض بالواقعيّ والحذر، والبعض الآخر بالسّاخر، وجد أنّ تكلفة التّحرّك في سوريا ستكون باهظة بالنّسبة لبلاده، لذلك فضّل عدم التّحرّك.
الموت “السّريريّ” لأوروبا
قالت “لوموند” إنّ اجتماع وزراء داخلية دول الإتّحاد الأوروبي الّذي تمّ يوم الخميس الماضي في بروكسل، برهن من جديد على عدم قدرة الأوروبيين على التّغلّب على أزمة المهاجرين، في ظلّ الخلافات المتزايدة، حتّى بين الدّول الّتي تعدّ “صديقة”، على غرار فرنسا وبلجيكا الّتي أوقفت قبل أيّام العمل مؤقّتا بنظام ” الشنغن” بإعادتها فرض الرّقابة على حدودها لمنع تدفّق المهاجرين العالقين في مخيّم كاليه العشوائي في شمال فرنسا.
وأيضا هناك مشكل أخر بين ألمانيا والنّمسا بعد أن أعلنت السّلطات في فيّينا أنّها ستحدّد عدد المهاجرين الّذين يعبرون أراضيها، مخالفة بذلك اتّفاقيات جنيف بشأن اللّجوء.
من جهة أخرى ، فإنّ دول البلقان تتّهم اليونان بعدم القيام بدورها من أجل وقف تدفّق المهاجرين، في المقابل تتّهم أثينا فيّينا بتشجيع دول البلقان على فرض قيود بشكل منفرد على حدودها.
وتابعت ” لوموند ” القول إنّ دول الإتّحاد الأوروبي تعيش حاليا حالة من التّخبّط والشّلل بسبب تدفّق المهاجرين منذ شهر جانفي والّذين يقدّر عددهم بنحو مائة ألف شخصا غالبيّتهم عبر اليونان. ويرجّح أن يتضاعف العدد مع حلول فصل الرّبيع.
=========================
التايمز: على روسيا إنقاذ السوريين لا حماية الأسد
كتبه  وفد نيوز
وفد نيوز  -تناولت الصحف البريطانية الصادرة السبت عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية بدء تنفيد الهدنة في سوريا ومقتل ناشط فلسطيني في الجبهة الشعبية في بلغاريا.
البداية من صحيفة التايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "وقف إطلاق النار: على روسيا إنقاذ السوريين وضرب داعش لا حماية الأسد".
وتقول الصحيفة إن القوات الحكومية السورية حلقت على ارتفاع منخفض بالأمس فوق عدد من أكثر المناطق تضررا بالقتال لإسقاط منشورات تطالب مقاتلي المعارضة بالمغادرة على الفور حتى لا تتم إبادتهم على الفور.
وتقول الصحيفة إن هذه ليست لغة سلام، مضيفة إن وقف إطلاق النار الذي بدأ في منتصف الليل سبقه قصف مكثف من القوات الروسية، كما استمرت قوات الرئيس السوري بشار الأسد في إسقاط البراميل المتفجرة على الأسواق.
وترى الصحيفة أنه من الطبيعي في هذه الحالة التشكك في وقف إطلاق النار، لأن الهدنة بحاجة إلى ثقة. وعلى الرغم من تعهد الولايات المتحدة وروسيا بضمان استمرار الهدنة، فإنه لا يوجد احتمال كبير أن تؤدي إلى سلام مستدام.
وتقول الصحيفة إن من أكبر الثغرات في اتفاق الهدنة السماح للقوات الروسية باستمرار حملتها ضد المعارضة المسلحة المعتدلة بذريعة مهاجمة الإرهابيين.
وتستدرك الصحيفة قائلة إنه على الرغم من ذلك كله، فإن الهدنة تعطي بارقة أمل، فمجرد تحسن طفيف في الأحوال الإنسانية أفضل بكثير من الوضع الحالي.
وتقول الصحيفة إن روسيا يجب أن تقبل أن لديها هي والغرب مسؤولية إنسانية مشتركة. وتضيف أن على الكرملين أن يتدخل لمنع القوات السورية من استهداف المدنيين وطوابير الخبز، كما يجب أن تتوقف عن قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ثم استهدافها في جولة ثانية من القصف للهجوم على عمال الإغاثة.
وترى الصحيفة أن زعم روسيا أنها وسيط سلام يتوقف على إقناع الأسد بالجلوس إلى طاولة التفاوض وليس على قتل معارضيه. وتضيف الصحيفة أن ما يبدو حتى الآن هو أن وقف إطلاق النار فرصة لروسيا وقوات الأسد وإيران لشراء بعض الوقت لدعم النظام السوري.
========================
"نيويورك تايمز": الهدنة في سوريا تعزز قبضة "الأسد" وتحول انقسام البلاد لواقع
ترجمة: سامر إسماعيل
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها: إن وقف إطلاق النار المؤقت في سوريا إذا تم الالتزام به على الرغم من تدني التوقعات لدى المسؤولين الأمريكيين والروس الذين تفاوضوا بشأنه، فإنه سيمثل حدثا تاريخيا.
وأشارت إلى أن نجاح الاتفاق سيعني أنه للمرة الأولى ستنجح الدبلوماسية في تراجع وتيرة القتل والبؤس في الحرب السورية التي راح ضحيتها أكثر من 250 ألف قتيل فضلا عن ملايين اللاجئين.
لكن الصحيفة نقلت توقعات مسؤولين استخباريين أوروبيين وإسرائيليين تحدثوا عن أن وقف القتال ربما يؤدي عن غير قصد لتعزيز قبضة بشار الأسد على السلطة لمدة سنوات قادمة.
وتحدثت عن أن نجاح وقف إطلاق النار من شأنه أن يبدأ في إبراز واقع التقسيم غير الرسمي الذي أصبحت عليه سوريا الآن، على الرغم من أن الهدف المعلن للغرب هو الحفاظ على سوريا كلها.
وأضافت أنه وعلى الرغم من أن معظم قوى المعارضة السورية الكبرى المعارضة لبشار الأسد وافقت على وقف إطلاق النار، إلا أن كثيرا منهم يتحدث عن أن قواته إذا قصفت من قبل الروس أو السوريين حتى ولو كان الهجوم يستهدف في الأساس "داعش" أو "جبهة النصرة" فسيتم الرد بشكل انتقامي.
وتحدثت عن أن وقف إطلاق النار لم يتطرق لوضع بشار الأسد، على الرغم من أن تراجع قواته صيف العام الماضي جعلت كثير من وكالات الاستخبارات تتوقع سقوطه نهاية 2015م، لكن التدخل الروسي والإيراني حال دون ذلك وتغير مصيره بشكل دراماتيكي.
ويؤكد مسؤولون أوروبيون وإسرائيليون على أن اتفاق وقف إطلاق النار المبدئي الحالي يتخلى في الأساس عما كان شرطا مسبقا من قبل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقوى المعارضة والمتمثل في ضرورة رحيل "الأسد" كجزء من أي اتفاق سياسي.
المصدر : شؤون خليجية-ترجمة
=======================
الملك يكتب مقالا في الإندبندنت حول مؤتمر المانحين
لندن- نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، اليوم الأربعاء، مقالا بقلم جلالة الملك عبدالله الثاني، قبل يوم واحد من انعقاد مؤتمر المانحين: "دعم سورية والمنطقة" في لندن، والذي يشارك فيه جلالته بحضور عدد من رؤساء الدول، وممثلي المنظمات الإنسانية والإغاثية، وقيادات عالمية.
وفيما يلي نص المقال:
"يوشك الصراع السوري على الدخول في سنة دامية سادسة، بعد مقتل 250 ألف سوري، وتشريد أكثر من نصف سكان هذا البلد. وحتى الآن، فإن الغالبية ممن هجروا وطنهم يسعون للأمن والأمان في دول مجاورة، خاصة الأردن، لكن أعدادا متزايدة من اللاجئين السوريين بدأوا يقصدون أوروبا. وقد ولّد هذا الوضع، المليء بالإحباط واليأس، ضغوطاً هائلة على نظامنا العالمي، فاصطدمت المخاوف المجتمعية (من موجات اللجوء) مع قيم اجتماعية أساسية، فبات مبدأ "الاتحاد في التنوع" على محك صعب. وفي نهاية المطاف، فإن هذا المبدأ ليس مجرد شعار للاتحاد الأوروبي، بل هو مبدأ جوهري ترتكز عليه قيم التعايش في العالم أجمع.
إن الدرس الذي تعلمناه من المنظر المؤلم لجثث الأطفال الأبرياء التي جرفتها الأمواج إلى شواطئ أوروبا، هو أن النهج الحالي الذي نطبقه في معالجة أزمات اللاجئين غير ناجع. وقد حان الوقت لاستجابة جديدة تقوم على فهم أفضل للحقائق التي نواجهها.
فهذه الظروف الاستثنائية تتطلب تدابير استثنائية. وغدا، سوف تجتمع دول العالم في لندن لمناقشة أزمة اللاجئين السوريين. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في منعطف حرج، إذ يمثل فرصة ليس فقط للتخفيف من معاناة اللاجئين التي تدمي القلوب، بل فرصةً لحماية مستقبل منطقتنا وأوروبا أيضا.
كما يمثل هذا المؤتمر فرصة لإظهار عزمنا ومسؤوليتنا تجاه دعم استقرار المنطقة وإحلال السلام في سورية. وهو يمثل امتحاناً لإرادتنا وقدرتنا على العمل متحدين لإنقاذ أرواح الناس، وحماية كرامتهم الإنسانية، وبذلك ننقذ مستقبلنا المشترك.
وهذا يتطلب منا بناء نموذج عمل جديد. ولأننا ندرك أن الأزمة معقدة وطويلة الأمد، يجب ألا تركز استراتيجيتنا بعد الآن على الاستجابة لحالات الطوارئ والإغاثة الإنسانية فحسب، بل أن تستند إلى خطة لتحقيق التنمية المستدامة.
إن نجاح هذا النموذج يتطلب تحقيق ثلاثة أركان: أولها أن تكون الاستجابة الدولية مستدامة وعلى مدى أطول، فهذه الأزمة أكبر وأوسع نطاقا من أن تنتهي قريبا، حتى لو تحقق تقدم في العملية السياسية الهادفة للتوصل إلى تسوية في سورية.
ثانيا، يجب أن تشتمل استجابتنا على النظر للأردن كأحد البلدان الرئيسة المستضيفة للاجئين في الإقليم، والتي تشكل الدعامة الأساسية في الاستجابة الدولية لهذا التحدي، فالاستثمار في دعم خطة الأردن للاستجابة لأزمة اللاجئين يمثل دعما لحليف يتحمل أعباء كانت لتنعكس على بلدان أخرى.
أما ثالثا، فيجب أن تكون مبادراتنا شاملة، بحيث تكون قادرة على مواجهة أزمة اللجوء المعقدة، وتمهد الطريق الذي يقودنا إلى المستقبل الإيجابي المنشود.
وحتى لو أحرز مؤتمر جنيف للسلام تقدماً، وحتى لو هزمنا عصابة داعش الإرهابية والعصابات المرتبطة بها، فإننا، على الأرجح، سنحتاج لسنوات لحل مشكلة اللاجئين. وهذا يعني سنوات إضافية أخرى من الضغط المستمر على اللاجئين والمجتمعات والبلدان التي تستضيفهم. ولذا يجب تلبية احتياجات كلا الطرفين على أساس مستقر ومستدام.
تستهلك كلفة استضافة اللاجئين حاليا 25 بالمئة من موازنة الدولة الأردنية. ويبلغ حجم اقتصاد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعين أكثر من 35 تريليون دولار، ومع ذلك فهما يواجهان بصعوبة تدفق قرابة مليون لاجئ إليهما.
وعلى سبيل المقارنة، فإن حجم الاقتصاد الأردني هو أقل من 0.001 بالمئة من حجم اقتصاد كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعين، ومع ذلك فإن اقتصادنا يواجه تحديا أكبر يتمثل في استضافة 3ر1 مليون لاجئ سوري، ناهيك عن اللاجئين الذين استقبلهم الأردن خلال صراعات أخرى في الماضي والحاضر القريب.
إن حجم الصدمات الخارجية، التي تعرضنا لها عبر العقود الماضية، من كوارث وحروب لا حصر لها، لم يسبق له مثيل. ورغم أنه لم يكن لدينا أي دور فيها، لكننا أجبرنا على التعامل مع تبعاتها.
ولضمان قدرة الأردن على مواصلة تحمل عبء اللاجئين السوريين، فمن المهم جدا توفير الدعم الفوري للبنية التحتية في بلدنا. ومن الضروري أيضا التأكد من أن قيامنا بالعمل الصحيح لن يتأتى على حساب شباب الأردن وفرص أجيال المستقبل بحياة كريمة.
وأخيرا، فإن توفير فرص عمل جديدة من خلال قطاعات الصناعة والتجارة والاستثمار هو جزء أساسي من نهجنا الشامل، الآن وفي المستقبل.
يجب على العالم أن يبني الأمل لمن نستضيف من لاجئين، حتى يكونوا مواطنين فاعلين في جهود بناء سورية المستقبل، مسلحين بالعلم والمهارات والفرص. أما البديل عن ذلك فهو أن يجبر اللاجئون على التوجه نحو اليأس والجريمة والاتكالية. وهو بديل لا يمكننا التعايش معه، لا في منطقتنا، ولا في أوروبا، ولا في أي مكان في العالم.
إن الاستثمار في السلام، ومساعدة الأردن بطريقة ملموسة حقيقية هو دعم لبلدنا الذي تعرض لاختبارات على امتداد تاريخه، ونجح في كل مرة بالنهوض من كل اختبار أكثر قوة ومنعة، ليحقق ما فيه خير أبناء وبنات شعبه، وأصدقائنا والمنطقة والعالم أجمع.-(بترا)
=======================
نيويورك تايمز: سوريا والهدنة.. إما إلى سلام أو إلى دمار وبشار الأسد هو الرابح الوحيد
نيويورك تايمز: ترجمة هافينغتون بوست عربي-
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا السبت 27 فبراير/شباط 2016، حيز التنفيذ بعد مفاوضات روسية أميركية، ورغم أن الآمال غير كبيرة في تنفيذ الهدنة بشكل كامل، إلا أنه في حال عدم خرقها، ستكون تلك خطوة مهمة في الحرب السورية.
حيث ستكون المرة الأولى التي تنجح فيها الدبلوماسية الغربية في وقف عمليات القتل والمعاناة التي يعيشها السوريون، والتي أدت حتى الآن إلى مقتل 250 ألف شخص، كما تركت ملايين اللاجئين مشتتين في دول العالم بلا مأوى، وفقاً لما نشرته صحيفة نيويورك تايمزالأميركية.
مَنِ المستفيد؟
وكأي شيء آخر في تلك الحرب الدامية، لم يكن وقف إطلاق النار في سوريا بالمجان على الإطلاق، على الأقل بالنسبة للرئيس الأميركي باراك أوباما. إذ تعتقد تقارير مسئولي المخابرات في أوروبا وإسرائيل –وليس في أميركا- أن النتيجة المستقبلية لوقف إطلاق النار الحالي ستكون تعزيز سيطرة بشار الأسد على سوريا في السنوات القادمة.
الأهم من ذلك أنه في حال ثبوت صحة هذا الأمر، فسيؤدي ذلك أيضاً إلى تجميد عملية تقسيم البلاد التي تبدو مقسمة بالفعل حالياً، فالهدف الغربي المعلن من تلك الحرب هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية
قرار الهدنة الذي بدأ تطبيقه منتصف ليل أمس، الجمعة، حمل اسم “وقف الأعمال العدائية”، وهو أول نتيجة حقيقية للجهود الدبلوماسية التي بذلها جون كيري وزير الخارجية الأميركي منذ الصيف الماضي بعد الاتفاق النووي التاريخي مع إيران.
الاتفاق أو تدمير سوريا
ففي خطاب ألقاه في الكونغرس هذا الأسبوع، ذكر كيري أن كثرة اللاعبين في تلك الحرب (سلاح الجو الروسي، والقوات الإيرانية على الأرض وقوات المعارضة المسلحة بالإضافة إلى قوات الأسد) تجعل من الأمر صعباً للغاية، حيث قال “أنا أعلم ذلك، ربما إن لم ينجح ذلك الاتفاق، فسينتهي الأمر بتدمير سوريا بشكل كامل”.
كما أضاف “ينبغي علينا أن نبحث ونستخدم كل الطرق الدبلوماسية الممكنة”. وقال كيري في الوقت نفسه إن البيت الأبيض كان جاهزاً بخطة بديلة في حال فشل تلك المفاوضات، وهي عبارة عن خيارات عسكرية مختلفة يبدو أن أوباما يرفضها حتى الآن وفق تصريحات المسئولين الرسميين.
مكاسب اللحظات الأخيرة
على الجانب الآخر، احتدم القتال أمس الجمعة بين كل الأطراف، أملاً في الحصول على مكاسب أخيرة قبل وقف إطلاق النار، حيث تم إسقاط عشرات البراميل المتفجرة واستخدام الكثير من الذخائر في ضواحي العاصمة السورية دمشق، حتى في مدينة داريا التي لا ينتمي المقاتلون فيها إلى جبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية، وهما التنظيمان اللذان تم استثناؤهما من وقف إطلاق النار؛ نظراً لتصنيفهما من الأمم المتحدة كمنظمات إرهابية، حيث قالت الحكومة السورية إن داريا ليست جزءاً من الهدنة المعلنة، ما قد يعني استمرار الهجمات عليها حتى مع وقف إطلاق النار.
خرق الهدنة
في الوقت الذي وافقت فيه أغلب التنظيمات والمجموعات المعارضة لحكومة الأسد على اتفاق وقف إطلاق النار، لكن أغلبها أعلنت أنها حال تعرضت للهجوم من قبل الطيران الروسي وطائرات النظام –حتى وإن كانت الهجمات تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة بالأساس- فإنهم سيثأرون مباشرةً.
فيليب غوردون، أحد أهم مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما لشئون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي يقول: “لا نعقد الكثير من الآمال على هذا الاتفاق، لأن هناك من سيقومون بخرقه من الجانبين، فهناك مجموعات معارضة لن تلتزم بوقف إطلاق النار، وكذلك لا يمكننا الثقة في الروس وفي تقليص عملياتهم العسكرية ضد مجموعات بعينها”.
إلا أن غوردون يعتقد أيضاً أن هناك نقلة كبيرة وتغيراً في المشهد، حيث يقول “على مدار 5 سنوات، كانت مجموعات المعارضة وممثلوها يصرون على أنه لا يمكنهم الاتفاق على وقف إطلاق النار سوى برحيل الأسد أولاً”، وأضاف أن الوضع قد تغير حالياً.
الاتفاق يحيي مستقبل الأسد
يبقى الأمر المثير للجدل حالياً هو مدى تأثير هذا الاتفاق على مستقبل الأسد، وكيف سيؤثر وقف إطلاق النار على استمراره في الرئاسة، حيث كان الكثيرون قد توقعوا الإطاحة به في نهاية 2015 مع ترنح قواته بشدة، إلا أن الدعم الروسي والإيراني قلب الطاولة بشكل كامل، وما يحدث الآن هو أكبر دليل على ذلك، حتى أن إدارة أوباما تخلت عن شرطها السابق المطالب برحيل الأسد أولاً كجزء من أي حل سياسي.
وما زال أوباما حتى الآن يشدد على ضرور رحيل الأسد، وخلال الاجتماع الأخير لمجلس الأمن القومي، شدد من جديد على أن بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من مستقبل سوريا، وأضاف “من الواضح أنه بعد كل تلك السنوات من الحرب ضد شعبه، بما فيها الكثير من التعذيب واستخدام البراميل المتفجرة والحصار والتجويع، لن يتوقف الكثير من السوريين عن محاربة الأسد حتى يسقط”. كما استكمل حديثه قائلاً “لا بديل عن حكم انتقالي بعيداً عن الأسد”.
الحديث في الأمم المتحدة يوم الجمعة تضمن أيضاً القول بأن وقف إطلاق النار –على الرغم من كونه إيجابياً- إلا أنه أعطى الفرصة لروسيا للحفاظ على المكاسب التي حققتها بالتعاون مع القوات الإيرانية وقوات الأسد، بما في ذلك التقدم الملحوظ في حلب.
شرارة تقسيم البلاد
في الوقت ذاته، أعلن غوردون مستشار أوباما تخوفه من أن يتحول وقف إطلاق النار إلى شرارة تقسيم البلاد، حيث تسيطر كل مجموعة عرقية على مناطق بعينها حالياً، وهو ما يقلق إسرائيل التي ترى في التحالف الروسي الإيراني مع النظام السوريا خطراً على حدودها، حيث يدعم هذا التحالف أيضاً حزب الله المعارض لإسرائيل.
المسئولون الأوروبيون والإسرائيليون يرون أن وقف إطلاق النار يعطي للأسد فرصة السيطرة التامة على المدن الرئيسية مثل دمشق وحمص وحلب، حيث استطاع السيطرة على نقاط مهمة في تلك المدن مؤخراً بدعم روسي إيراني، كما بدأ في الانتصار على بعض مجموعات المعارضة السنية المدعومة من أميركا ومن دول عربية أخرى، في الوقت الذي سمح فيه للكرد بالسيطرة على شمال البلاد.
أما جون كيربي، الناطق باسم الخارجية الأميركية، قال إنه لا يعتقد أن الاتفاق الحالي قد يسهم في تقسيم البلاد، وأضاف “يجب عليك أن تنظر في النصوص والاتفاقات، فجميع الوثائق تتضمن تعهداً كاملاً بوحدة الأراضي السورية، وتعلمون جميعاً أننا تعهدنا بقوة بالحفاظ على هذه الوحدة من قبل؛ لأن هذا ما وقَّعت عليه كل الأطراف المتصارعة”.
واشنطن تراه اتفاقاً مؤقتاً
على الجانب الآخر، قال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية، رفض الكشف عن اسمه، أن المداولات التي تحدث داخل البيت الأبيض ترى أن الاتفاق الحالي هو اتفاق مؤقت، وأنه ربما يكون خطوة لبدء المفاوضات حول حل سياسي، ثم قال متسائلاً “ما هو البديل عن ذلك؟”.
السؤال الذي يطرح نفسه أيضاً هو ما إذا كان وقف إطلاق النار هو غاية أم وسيلة قد تقود في النهاية إلى ما أراده كيري من خلال مفاوضات فيينا، وهو بدء مفاوضات حقيقية تتضمن الدول المجاورة لسوريا.
الجمعة الماضية، قال ستافان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، إنه يأمل أن يسمح وقف إطلاق النار للمناطق المحاصرة منذ عدة أشهر بالحصول على الطعام والدواء، كما أنه يأمل أن يمهد الطريق لمواصلة التفاوض السياسي في 7 مارس/آذار المقبل قائلاً “نحن أمام مفترق طرق حقيقي لإنهاء القتل والدمار وبدء حياة جديدة تحمل الأمل للسوريين”.
ربما تبدو تلك النظرة تفاؤلية للغاية، إلا أن النظرة الأكثر تشاؤماً كانت ما يراه السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، والذي وصف وقف إطلاق النار بـ”ستار من الدخان يعطي الفرصة لشخص ما لسحق المعارضة والمدنيين”.
=======================
الاستعمار والتدخل الأوروبيان سبب اللاجئين والهجرة
دعا مقال نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية دول أوروبا لتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين والابتعاد عن الإثارة السياسية، ودفع تعويضات نظير استعمارها لدول اللاجئين ولمشاركتها في إشعال الحروب الراهنة هناك.
وقالت كاتبة المقال ياسمين أحمد إن المزاعم الهستيرية عن "لاجئين لصوص ومفترسين يغزون بريطانيا" لا تصمد عندما نعلم أن 34% من اللاجئين الذين دخلوا أوروبا هم أطفال و20% نساء، وأن مجموع من دخلوا حتى اليوم تساوي نسبتهم 0.5% من سكان أوروبا، ودعت الغاضبين من أرقام اللاجئين إلى أوروبا أن يغضبوا أيضا من الأرقام التي تكشف حجم تدخل دولهم في شؤون البلدان التي يأتي منها اللاجئون.
وعرضت الكاتبة أرقاما تؤكد المساهمة الإيجابية للاجئين والمهاجرين في اقتصادات الدول الأوروبية في شتى القطاعات، كما استعرضت نصوصا من دراسات تشير إلى ذلك، وقالت أيضا إن بعض هذه الدراسات تحث على فتح المزيد من الأبواب للهجرة بسبب شيخوخة المجتمعات هناك واحاجتها لملايين المهاجرين خلال 50 عاما المقبلة لمواجهة الضغوط التي لا يمكن احتمالها من دون زيادات سكانية شابة.
وأوضحت أن قوى استعمارية سابقة مثل بريطانيا لم تدفع تعويضات لمستعمراتها، وأن بعض التقديرات تقول إن التعويضات اللازمة من الدول الاستعمارية لمستعمراتها من الممكن أن تبلغ تريليونات الدولارات.
واستمرت قائلة إن القضايا التي خلفها الاستعمار تسببت في الهجرة لأسباب اقتصادية إلى الدول الاستعمارية سابقا، وإن الحروب في الشرق الأوسط التي تسببت فيها الدول الأوروبية حاليا أو شاركت فيها أو دعمتها هي سبب أزمة اللجوء الراهنة.
 
=======================
نيكولاس بلانفورد - (كرسيتان سينس مونيتور) 23/2/2016 :هل يساعد رفع العقوبات عن إيران حزب الله في الخروج من ضائقته المالية؟
 
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
سوف تعالج أي إغاثة إيرانية لحزب الله احتياجات وكيلها بشكل جزئي فقط. فالدعم الذي تقدمه ميليشيات الحزب للرئيس السوري بشار الأسد مكلف جداً، في حين تحاول الولايات المتحدة الانقضاض على مصادر تمويله.
 * * *
بيروت، لبنان- ثمة مستفيد متوقع من رفع القيود المالية المفروضة على إيران، والذي ترافق مع التوصل إلى الصفقة النووية في العام الماضي، هو وكيل طهران منذ زمن طويل: حزب الله اللبناني.
وما يزال هذا التنظيم الشيعي المتشدد الذي تعد مصادر تمويله سراً مصوناً بصرامة، يشعر في الفترة الأخيرة بأنه يعاني من ضائقة مالية، وفقاً لمسؤول في حزب الله ومصادر مقربة من المجموعة.
أحد أسباب أزمة الحزب كان عبء إيران المالي الخاص الناجم عن العقوبات، وأسعار النفط المنخفضة ومليارات الدولارات التي أنفقتها لدعم وإسناد حليفها السوري المحاصر، الرئيس بشار الأسد.
لكن أي إغاثة تأتي الآن من إيران ستعالج جزئياً فقط أزمة حزب الله الذي يترتب عليه دفع فاتورة نشاطاته العسكرية الخاصة الضخمة والمتواصلة في سورية، بينما يواجه انقضاضاً متجدداً على مصادر تمويلاته من جانب الولايات المتحدة.
ووفق محللين، فإن من المرجح أن يذهب هذا التمويل القادم من إيران في اتجاه إدامة عمليات حزب الله المؤيدة للأسد، ثم في اتجاه الحفاظ على الدعم الحيوي لقاعدته الشيعية في لبنان.
وتقول رندا سليم، الخبيرة في شأن حزب الله لدى معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "في المدى القريب، ستكون أولويتهم العليا ضمان إدارة الحرب في سورية. وستكون الأولوية الثانية هي ضمان توفير الرعاية والاهتمام لمرافقهم الخاصة بالرفاه الاجتماعي والرواتب".
وتضيف سليم: "بينما يموت المزيد من مقاتلي حزب الله في سورية، فإن حزب الله يكون ملتزماً بدعم عائلاتهم، بمن في ذلك آباؤهم وزوجاتهم وتعليم أولادهم لفترة طويلة من الوقت. وذلك جزء من العقد الذي أبرمه حزب الله دائماً مع كوادره العسكرية. ولطالما يشعر حزب الله بأنه ملتزم أخلاقياً بالوفاء بجزئه الخاص من هذا العقد".
ومما تجدر الإشارة إليه أن كمية الدعم الذي تقدمه إيران لحزب الله تظل غير معروفة، على الرغم من أن تقديرات في العقد الماضي قالت إنه تراوح بين 60 مليونا و200 مليون دولار في العام.
الولايات المتحدة تستهدف البنوك
على الرغم من أن العقوبات ضد إيران قد خفت، فإن الولايات المتحدة رفعت من حجم الضغط على حزب الله عبر تبني تشريع جديد مصمم لتقويض قدرة الحزب على استخدام النظام المصرفي العالمي. ومما يجدر التنويه إليه أن مشروع قانون منع التمويل الدولي لحزب الله، والذي كان قد اعتمد كقانون في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، يستند إلى تشريع سابق معادٍ لحزب الله من خلال التهديد بفرض عقوبات على أي شخص أو كيان ينخرط في معاملات مالية مع الحزب اللبناني.
ومن المتوقع أن يكون أثر القانون محدوداً مع ذلك، نظراً لأنه يعتقد على نطاق واسع بأن حزب الله يحول الأموال عبر سعاة ووسطاء. وكان أحد هؤلاء السعاة المزعومين، وهو شخص لبناني يسافر بجواز سفر غاني، قد اعتقل في الأسبوع الماضي في بنما بينما كان بحوزته مبلغ 500.000 دولار نقداً.
يقول ماثيو ليفيت، الخبير في شؤون محاربة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومؤلف كتاب "حزب الله: موطئ القدم العالمي لحزب الله اللبناني"، إنه "مع التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني، فإن حزب الله سيشهد زياردة في التمويل من إيران. ومن المرجح أن يتم تسليم تلك الأموال من خلال شركات أمامية أو جهات مؤهلة أو أن تسلم نقداً". ويضيف السيد ليفيت "أن القانون قد يضع بعض التعقيدات أمام تلك التحويلات، لكنه لن يوقفها".
بشكل عام، يضع القانون ويمارس ضغوطاً على البنوك اللبنانية لتقصي أي نشاط مالي لحزب الله في حال أمكن تعقبه، حتى على الرغم من أن الحزب يعد لاعباً شرعياً في لبنان حيث يتمتع بتمثيل في الحكومة وفي البرلمان.
لا خيار عسكرياً
بعد أيام من تحول مشروع القرار المعادي لحزب الله إلى قانون، نفى الأمين العام للحزب، الشيخ حسن نصر الله، أن يكون تنظيمه قد احتفظ بحسابات بنكية أو استخدم بنوكاً لتحويل الأموال. وقال إنه لذلك "ليست هناك حاجة لأن ينتاب الخوف المصرف المركزي اللبناني أو أي بنوك لبنانية من التعرض لملاحقة الأميركيين".
مع ذلك، فإن للقانون الأميركي تطبيقات واسعة، وباستطاعته استهداف بنوك يشمل عملاؤها كيانات تجارية تكون لها معاملات تجارية مع حزب الله، حتى لو كانت تعاملات حميدة مثل توفير الإمدادات الطبية لمستشفيات حزب الله، أو تزويد الكتب للمدارس التي يديرها حزب الله.
يُظهر تركيز واشنطن المتزايد في الأعوام الأخيرة على خنق مصادر حزب الله وتجريده من العوائد إقراراً ضمنياً بأنه ليس هناك حل عسكري واقعي لتحييد المجموعة المصنفة كتنظيم إرهابي من جانب وزارة الخارجية الأميركية.
سوف يشهد هذا الصيف حلول الذكرى السنوية العاشرة لآخر حرب خاضها حزب الله مع إسرائيل، والتي كانت صراعاً امتدى على مدار شهر، والذي حاربت فيه الميليشيات اللبنانية الجيش الإسرائيلي حتى التوقف التام. ومنذ ذلك الوقت، ظلت الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل والتي كانت متأججة ذات مرة، تنعم بالهدوء -حتى بينما يعد الجانبان العدة لجولة أخرى من الصراع.
ويعتقد بأن حجم ترسانة حزب الله وتنوع الأسلحة التي يعتقد بأنها تتوفر لديه اليوم، بما في ذلك صواريخ موجهة تحمل رؤوساً حربية بزنة 1100 رطل، تساعد في الحفاظ على ميزان قوى ضد إسرائيل التي تمتلك أقوى جيش في الشرق الأوسط.
مصادر أخرى للعوائد
مع ذلك، يمكن أن يكون حزب الله ضعيفاً أمام حملة تُشن على مصادر تمويله التي تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الأموال المخصصة من جانب إيران. ويعول الحزب بالإضافة إلى ذلك أيضاً على الهبات الخيرية، وعلى شبكة عالمية ضخمة من الشركات التجارية التي يديرها داعمون، بعضها قانوني وبعضها غير قانوني، بما في ذلك تهريب المخدرات، وفق وزارة الخزينة الأميركية.
وفي العام الماضي، أدرجت وزارة الخزينة الأميركية العديد من الشركات والأفراد اللبنانيين على قائمتها السوداء للعقوبات بسبب روابطهم التجارية المزعومة مع حزب الله.
من جهتها، ما تزال العربية السعودية التي تعد الند العنيد لإيران في المنطقة تستخدم سلاح المال كوسيلة ضد حزب الله. وفي الأسابيع الأخيرة، علقت العربية السعودية حزمة مساعدات عسكرية للجيش اللبناني بقيمة تصل إلى أكثر من 3 مليارات دولار لشراء أسلحة وذخائر ومعدات، وحملت السعودية حزب الله المسؤولية ضمنياً بسبب عدائه للرياض.
وجاء القرار السعودي، الذي تسبب في عاصفة سياسية في بيروت، بعد يومين أعقبا قرار البنك التجاري الوطني في السعودية إقفال فرعيه في لبنان.
=======================
بروجيكت سنديكيت :أوروبا: إما الديمقراطية أو الفشل
يانيس فاروفاكيس*
برلين- "يجب دمقرطة أوروبا أو أنها ستتفكك". لعل هذا القول المأثور هو أكبر من مجرد شعار في البيان الرسمي لمجموعة حركة الديمقراطية في أوروبا –داي م 25- وهي المجموعة التي كنتُ قد ساعدت في إطلاقها مؤخراً في برلين. وهذه حقيقة بسيطة وإن كانت غير معترف بها على نطاق واسع.
إن التفكك الحالي لأوروبا هو أمر حقيقي جداً، حيث تظهر القرارات الجديدة في كل مكان ينظر إليه المرء: على طول الحدود؛ وضمن مجتمعاتنا واقتصاداتنا؛ وفي عقول مواطني أوروبا.
وفي الخضم، تبدو خسارة أوروبا للنزاهة واضحة بشكل مؤلم في التطور الأخير في أزمة اللاجئين. فقد دعا القادة الأوروبيون الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى فتح حدود بلاده للاجئين من مدينة حلب السورية التي مزقتها الحرب؛ لكنهم في الوقت نفسه انتقدوا اليونان لسماحها لنفس هولاء اللاجئين بدخول الأراضي الأوروبية -حتى أنهم هددوا بإقامة سياج على طول حدود اليونان مع بقية أوروبا.
وبالإمكان رؤية تفكك مماثل في القطاع المالي. فلو ربحت مواطنة أميركية جائزة اليانصيب، فإنها لن تهتم لو تم إيداع دولارات الجائزة التي ربحتها في بنك في نيفادا أو نيويورك. لكن هذا يختلف في منطقة اليورو، حيث تكون لنفس المبلغ باليورو قيمة "متوقعة" مختلفة تماماً في الحساب البنكي البرتغالي أو الإيطالي أو اليوناني أو الهولندي أو الألماني، نظراً لأن البنوك في الدول الأعضاء الأضعف تعتمد على حزم الإنقاذ من حكومات تعاني من مصاعب مالية، وهذه إشارة واضحة إلى تفكك العملة الموحدة.
في الوقت نفسه، تتضاعف الخلافات السياسية في قلب الاتحاد الأوروبي وتؤدي إلى تقسيمه. فالمملكة المتحدة منقسمة فيما يتعلق بالخروج من الاتحاد الأوروبي أو البقاء فيه – ويعكس ذلك عدم الرغبة المزمنة لمؤسساتها السياسية في الدفاع عن الاتحاد الأوروبي ومواجهة استبداده في الوقت نفسه. والنتيجة هي جمهور من الناخبين الذين يميلون إلى إلقاء اللوم على الاتحاد الأوروبي عن كل شيء خاطئ، وإنما بلا اهتمام بالعمل المنظم من أجل المزيد من الديمقراطية الأوروبية أو الخروج من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي.
ومما يبعث على المزيد من التشاؤم هو أن المحور الفرنسي–الألماني الذي حرك الاندماج الأوروبي قد انكسر. وقام إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد الفرنسي، بتصوير ذلك بطريقة تقشعر لها الأبدان عندما قال إن البلدين يتجهان نحو نسخة حديثة لحرب الثلاثين عاماً بين الكاثوليك والبروتستانت.
في الوقت نفسه، ترزح الدول الجنوبية في ظل حالة دائمة من الركود، والتي تلقي اللوم فيها على شمال أوروبا. وإذا كان كل هذا لا يكفي، فإن خط مواجهة خطيرا قد ظهر على طول الستار الحديدي السابق، حيث تقوم حكومات البلدان الشيوعية السابقة بشكل علني بتحدي روح التضامن التي كانت تميز المشروع الأوروبي -نظرياً على الأقل.
وإذن، لماذا تتفكك أوروبا؟ وماذا يمكن أن نفعله حيال ذلك؟
يكمن الجواب في أصل الاتحاد الأوروبي نفسه. وقد بدأ الاتحاد الأوروبي حياته ككارتيل لصناعات ثقلية مصممة لتقوم على التلاعب بالأسعار وإعادة توزيع أرباح الاحتكار من خلال البيروقراطية الموجودة في بروكسل. ومن أجل تحديد الأسعار عبر الحدود الأوروبية، كانت هناك حاجة إلى تحديد أسعار الصرف كذلك. وخلال حقبة بريتون وودز، قامت الولايات المتحدة بتوفير تلك الخدمة. ولكن، عندما تخلصت الولايات المتحدة الأميركية من بريتون وودز في صيف العام 1971، بدأ إداريو كارتيل بروكسل بتصميم نظام سعر صرف أوروبي ثابت. وبعد سلسلة من حالات الفشل المذهلة في معظمها، ولد اليورو من أجل إعادة لصق أسعار الصرف وجمعها معاً بطريقة محكمة.
وكما هو الحال مع جميع مدراء الكارتيلات، تعامل التكنوقراط من الاتحاد الأوروبي مع الديمقراطية الأوروبية الحقيقية على أنها تهديد. ولذلك تمت صياغة عملية دقيقة ومنهجية من أجل نزع الصبغة السياسية عن عملية اتخاذ القرار، وكوفئ السياسيون بسخاء نظير إذعانهم، بينما وُصف أي معارض للنهج التكنوقراطي للكارتيل بأنه "غير أوربي"، وتم التعامل معه كغريب.
وهكذا، وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية بقيت ديمقراطية، فإن مؤسسات الاتحاد الأوروبي التي تم نقل السيادة إليها فيما يتعلق بالقرارات الحاسمة كانت خالية تماماً من الديمقراطية. وكما أوضحت مارغريت ثاتشر خلال ظهورها البرلماني الأخير كرئيسة لوزراء بريطانيا، فإن من يتحكم بالأموال وأسعار الفائدة هو الذي يتحكم بالسياسة الأوروبية.
لم يؤذن تسليم أموال أوروبا وسياستها لإدارة كارتيل بنهاية الديمقراطية الأوروبية فحسب، بل إنه صنع كذلك حلقة مفرغة من السلطوية والنتائج الاقتصادية السيئة. وكلما خنقت المؤسسة الأوروبية الديمقراطية،  قلت شرعية سلطتها السياسية. وهذا يقود القادة الأوروبيين إلى زيادة السلطوية من أجل التمسك بسياستهم الفاشلة عندما تتعزز عوامل الركود الاقتصادي. ويفسر ذلك السبب في أن أوروبا هي الاقتصاد الوحيد في العالم الذي فشل في التعافي منذ العام 2008.
إن أزمة أوروبا، ومن خلال الدوران في هذه الحلقة المفرغة، تجعل الأوروبيين يتجهون إلى الانعزال وإلى أن يعادي كل منهم الآخر، بالإضافة إلى تعزيز اتجاهات الشوفينية الكامنة وكراهية الأجانب. وهذا ما جعل أوروبا غير قادرة على استيعاب الصدمات الخارجية مثل تدفق اللاجئين في الصيف الماضي.
ما يجب أن نفعله اليوم هو ما كان يتوجب على الديمقراطيين فعله في العام 1930 من أجل منع حدوث الكارثة التي أصبح يمكن تصورها مجدداً الآن. ويتوجب علينا تأسيس ائتلاف أوروبي من الديمقراطيين الراديكاليين والاشتراكيين والخضر والليبراليين، من أجل إعادة المنطقة إلى الديمقراطية، ومواجهة مؤسسة الاتحاد الأوروبي التي ترى قوة الناس كتهديد لسلطتها، وهذا هو هدف حركة "داي م 25" ولماذا تعتبر ضرورية.
هل نحن طوباويون؟ ربما، ولكن هذا يظل أكثر واقعية من محاولة مؤسسة الاتحاد الأوروبي التمسك باتحادنا المتفكك والمعادي للديمقراطية، والذي يشبه الكارتيلات التجارية. وحتى لو أن مشروعنا يعد طوباوياً، فإنه يظل البديل الوحيد عن الواقع المرير الحالي أيضاً.
ليس الخطر هو أن يكون طموحنا كبيراً وأن نخطئ. ولكن الخطر الحقيقي هو أن يضع الأوروبيون أعينهم على الهاوية، وأن ينتهي بهم المطاف هناك.
*وزير سابق للمالية في اليونان، وأستاذ الاقتصاد في جامعة أثينا.
*خاص بـ"الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت"
======================
واشنطن بوست :أكراد سوريا.. والاستقطاب في أميركا
الاتحاد
تاريخ النشر: الأحد 28 فبراير 2016
جوش روجين*
يهاجم أكراد سوريا حالياً المعارضين المدعومين من الولايات المتحدة لكن المسؤولين الأميركيين غير متفقين بشأن ما إذا كان الأكراد قد غيروا ولاءهم وما إذا كان على الولايات المتحدة مواصلة تعزيز دعمها العسكري لهم بدلًا من تركيز الدعم على المعارضين العرب السنة. وقد انتهز المقاتلون الأكراد فرصة هجمات النظام السوري المدعوم من طرف روسيا في شمال البلاد واستولوا على أراضٍ من المعارضين الذين تدعمهم الولايات المتحدة. ولكن الأجنحة المتعددة داخل إدارة أوباما تختلف بشأن ما إذا كان الأكراد انتهازيين ببساطة، أم أنهم قد نسقوا هجماتهم مع روسيا وإيران والنظام السوري. وفي هذا السياق صرح بعض مسؤولي الإدارة الأميركية أن الاستخبارات الأميركية رصدت مقابلات بين الجماعة الكردية المسلحة ومسؤولين في قوات الحرس الثوري الإيراني التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد ضد المعارضة منذ العام 2011. ويعتقد هذا الجناح أن الجماعة الكردية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب تعمل مع حزب العمال الكردستاني الذي يخوض حرباً ضد تركيا.
وذكر أحد المسؤولين الكبار في الإدارة أن وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية «سي. آي. إيه» وجدت أن الأكراد نسقوا مباشرة مع القوات الروسية في الآونة الأخيرة أثناء هجوم على مقار المعارضة السورية المدعومة من قبل الوكالة في بلدة مارع. وأكد هذا المسؤول أن المعلومات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى أن القوات الكردية وضعت ذخيرة تتبعية في المبنى قبل أن تحطمه مدمرات روسية. وطعن مسؤول أميركي آخر في هذه القصة. وقد عبر مسؤولون آخرون عن شكوكهم في أن يكون الأكراد ينسقون صراحة مع الأسد وروسيا وإيران. وصرح موتلو جعفر أوغلو المحلل المعني بشؤون الأكراد الذي يتمتع باتصالات وسط وحدات حماية الشعب أن الجماعة «تنفي أي تنسيق مع الروس ولكنها تقر باستفادتها من الضربات الجوية الروسية». كما ذكر مسؤولون روس وسوريون أنهم يساعدون مباشرة وحدات حماية الشعب، وأن هذه الوحدات متحالفة مع النظام في دمشق، ولكن جعفر أوغلو يرى أن هذه مجرد دعاية.
وبدوره أقر مسؤول أميركي يعمل في الحملة ضد «داعش» بأن وحدات حماية الشعب لا تثق ببعض جماعات المعارضة. وعلى الرغم من أن وحدات حماية الشعب وهؤلاء المعارضين يقاتلون معاً ضد «داعش» إلا أن وحدات حماية الشعب تجنبت خوض معارك واسعة النطاق ضد نظام الأسد. وجماعات المعارضين السنة الذين ركزوا على القتال ضد الأسد حافظت على علاقات وثيقة مع تركيا التي قصفت مواقع وحدات حماية الشعب. وذكر «أندرو تابلر» الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أنه «مع الأخذ في الاعتبار القتال في الآونة الأخيرة، فإن الولايات المتحدة تدعم كلا جانبي حرب كردية- تركية بالوكالة في سوريا... وواشنطن لا تريد التورط عسكرياً ولذا تفكر في أفضل ما يمكنها القيام به».وقد صرح عدد من مسؤولي الإدارة الأميركية أن «بريت مكجورك» المبعوث الخاص إلى الائتلاف المعني بقتال «داعش» يؤكد هذه النقطة. ويرى هؤلاء المسؤولون أن «مكجورك» الذي رفض التعليق ، يحظى بدعم من القيادة المشتركة للعمليات الخاصة التي تملك 50 مستشاراً على الأقل داخل سوريا وتعمل مباشرة مع وحدات حماية الشعب في القتال ضد «داعش». ولم ترد القيادة المشتركة للعمليات الخاصة على طلب للتعليق. وقد أشار أنصار وحات حماية الشعب داخل الإدارة الأميركية إلى الهجوم الكردي في بلدة الشدادي الذي بدأ بعد أن زار «مكجورك» سوريا.
وتجادل مجموعة داخل إدارة أوباما بأن دعم وحدات حماية الشعب يقوض الجهود الأميركية الرامية لبناء قوة برية من العرب السنة. وهذه المجموعة ترى أن من قصر النظر السماح لوحدات حماية الشعب بأن تضعف المعارضة السنية للأسد، لأن الأكراد لا يعتزمون مهاجمة معاقل «داعش» والاستيلاء عليها مثل مدينة الرقة. والمعارضون السنة هم الأقدر على طرد «داعش» من الأراضي السنية. ويطالب هؤلاء بمزيد من الدعم للجماعات السنية العربية التي تقاتل في حلب وحولها، وتقليص الدعم لوحدات حماية الشعب.
وهذه المجموعة تخسر معركة السياسة في الإدارة الأميركية في الوقت الذي يواصل فيه المعارضون العرب السنة خسارة معارك أمام النظام السوري والروس والإيرانيين و«داعش» ثم الآن وحدات حماية الشعب. وشحنات الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب تواصل الازدياد بينما لا يحدث هذا مع الجماعات العربية السنية. وقد ذكر عدد من مسؤولي الإدارة الأميركية أن «سامانتا باور» السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة من بين مَن يطالبون بمزيد من الدعم للمعارضين العرب السنة. ودعت «باور» علناً إلى إنشاء قوة برية من العرب السنة لتستولي على الأراضي التي تحتلها «داعش» حالياً. وكذلك دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري أيضاً إلى دعم قوي للمعارضة السنية على رغم أن تركيزه في الآونة الأخيرة انصب على إبرام صفقة مع روسيا للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
وبينما يهاجم الأكراد بعض الجماعات المعارضة، تجد الولايات المتحدة نفسها تدعم كلا الجانبين. وقد أنفقت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي. آي. إيه» ما يقرب من مليار دولار في تدريب وتسليح المعارضين العرب السنة في سوريا. ولم يسمح البيت الأبيض للوكالة بأن تقدم لهم أسلحة مضادة للطائرات مما ترك المعارضين السنة في وضع سيئ للغاية أمام القوة الجوية الروسية. وإذا لم تحصل الجماعات العربية السنية السورية على ما يكفي من الدعم للصمود فإن احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي تتلاشى تماماً. وهذا قد لا تكون له صلة بحلفاء الولايات المتحدة الأكراد ولكنه مهم أيضاً بالنسبة للولايات المتحدة نفسها.
* محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
======================