الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ‘اليرموك’ صرخة حرة في الظلام

‘اليرموك’ صرخة حرة في الظلام

15.01.2014
أمين الكلح


القدس العربي
الثلاثاء 14/1/2014
سراب على اليرموك ماء ورغيف خبز في الخيال وحصار خانق والفرج محال وخيط طحين خط سطرآ بعيدآ خلف التلال، لا تنهض العنقاء من سحب الركام كي تجثوا على ركبتيها امام اغنام ولا تقبل الخبز كي تشتمها ذكور البغال، وحيدة تجلس على كومة من ركام تهمس لجار يعض لحاء الاشجاروتذكر قبل ان تموت غيظآ جوعآ او عطشآ في الحصارفي زمن الغول والخل اللئيم وتذكر جيدآ ما كان للمخيم صفعات ريح على نافذة ورائحة خبز تنورليس بعيد.
لا تبتعد الق السلام لنوافذ تكاد تصافح بعضها فوق كتف يلفي زقاقا يطول او يقصر قليلا، هنا صبيتان تبادلتا اطباق طعام وبعضآ من كعك عيد تنح قليلا ذات الشمال او اليمين خطواتك رويدا ولا تبتعد ورأسك الى خلف ظهرك، ترقب ضحكات صبيتين تبادلتا طعامآ فوق راسك انت في المخيم ابتسم من قلبك لوح بيدك لنافذتين تبادلتا ضحكات وبعض همه مات فإقترب قليلآ تكاد لا تدركها من بعيد .
ويحكَ اقترب من بعيد تبسمت لك رائحة قهوة عربية في نافذة عجوز عتيق عبق يهز اركانك ويعيدك نشوانا الى موقد حطب تعلوه نار تشتهي ان تمد كفيك لها علك تلمس صدر امك الحنون وترتد الى حضنها طفل صغيروغناء الامهات احلامنا التي تحول من الانكسارعلى كل حواجز للعروبة تلطمنا على وجوهنا عند كل منحنى وطريق في طفولتك لم تصنع الا كرة من ملابس قديمة لتجد نفسك مطلوبآ لكل السجون العربية يقولون تلك مهارة في احتكار العائد من مسمار القضية.
لا تبتئس ولاتذهب بعيدا اعادونا ثانية لنصطف طابورا خلف حمار اغاثة تعذر وصولها لاسباب قومية ما كان لك ان تهمل سراجآ اضاء لك المخيم سنين طويلة ولا كان لك ان تنسى انك لاجيء بلا وطن لك في كل الارجاء مخيم تارة يعلو واخر يختفي من الوجود، مثخنآ جراح تل الزعتر اول الشهداء تلاه جسر الباشا واليرموك يوشك على الهلاك واخرون على قائمة الانتظار.
هذا اليرموك ما اخفى جراحه نام على الجوع في الرماد عشق السرا بالماء خلفه ارتد مذهولا في السحاب لا يا نحن كيف اناديكم يا انتم كيف نودعكم ونشكركم على حسن الضيافة امنحونا فرصة لنودع الشهداء ونصطف طابورا امام سلالم تصعد الى البحرالى النهر الى جهنم الى السماء الى درب التبان على نجم غير ذي عنوان.