الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ‘جنيف 2′ يبرمج لصراع طائفي في سورية

‘جنيف 2′ يبرمج لصراع طائفي في سورية

19.06.2013
محمد علي مرزوق الزيود

القدس العربي
الاربعاء 19/6/2013
مؤتمر ‘جنيف 2 تأجل والى إشعار آخر، وهذا ما أشار إليه جينفر بساكي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، حيث هناك الكثير من التعقيدات التي ساهمت في هذا التأجيل، حيث التدخل الإيراني المباشر في الأزمة السورية من جهة وبشكل كبير في الآونة الأخيرة إلى جانب التدخل من قبل حزب الله والعراق والذي ساهم في اختلال ميزان القوى على ارض المعركة ودليل التدخل العراقي هو زيارة وليد المعلم إلى العراق قبل الهجوم على القصير بأيام معدودة وما من هدف لهذه الزيارة غير ذلك، إضافة إلى رمي روسيا بكل وزنها السياسي إلى جانب النظام، ناهيك عن الدعم العسكري النوعي.
لا يمكن أن يقام هذا المؤتمر في ظل سياسات تقترن بإستراتيجية حجم الانتصارات على ارض المعركة وسياسة من يفرض شروط التفاوض هو من يملك الأرض ودليل ذلك الاندفاع العسكري الكبير الذي يقوم به الجيش السوري وكأنه في سباق مع الأرض والزمن ولا يريد أن يفقد جنوده نشوة استعادة السيطرة على القصير وها هو يعد العدة ليتوجه إلى حلب ليرمي في الساحة الدولية أبعاداً سياسية أخرى تتمثل في رسائله المعنونة ‘نحن هنا’ وقادرون على الفعل ولن نكتفي بالمرافعات الدبلوماسية وأصدقاؤنا لديهم الكثير ليفعلوه من اجلنا، وهذا كان له الأثر الكبير في الساحات الثلاث المحلية
السورية والإقليمية والدولية.
وفي ضوء المتغيرات السابقة وجدنا الكثير من المسؤولين الأمريكان يتحدث عن توازن القوى على الأرض السورية بين المتحاربين ويؤكدون أن الأمر بحاجة إلى قدر من التوازن وإعادة ترتيب الأوراق وهذا ما تحدث به اباما قائلاً: إن أمريكا تفكر وبشكل جدي في تسليح المعارضة وهذا ما أردف به وزير خارجية بريطانيا وليم هيغ. ولكن ماهو الهدف من إعادة التوازن إلى الجبهات السورية المتقاتلة ؟
هل هو دمار لسورية وإطالة أمد الحرب؟ أم تعزيز لموقف تفاوضي يتعلق بالمعارضة في قادم الأيام؟ أم هو محاولة لتركيز على شخص بشار الأسد واستبعاده من أي تسوية سياسية قادمة ؟ من المرجح أنها خطة كونية لإعادة برمجة الصراع وتحويله إلى صراع سني شيعي ونجد أن إيران وحزب الله قد انخرطا وبشكل كبير في هذه البرمجة ولبنان والعراق على حافة الانزلاق.
الأيام القادمة ستشهد تطورات سريعة ومريبة فالبعد الطائفي حاضر وبقوة وبشكل علني خصوصا بعد معركة القصير وهاهي نذور الانزلاق اللبناني والعراقي تلوح في الأفق وخير دليل على شرعنة العراق لذلك نشر ثلاث ألوية على الحدود الغربية لمنع دخول الإرهابيين من دول الجوار وهذا الهدف المعلن ونحن نعتقد أن هذه الألوية ما هي إلا مفارز لإدخال من يرغبون بإدخاله للقتال في سورية ومنع الآخر.
الأمر في سورية وصل حد كسر العظم ونقطة اللا عودة بالنسبة للمتحاربين على الأرض السورية ووصل مرحلة كسر الإرادة الدولية لبعض الإطراف واخص بالذكر كلا من روسيا وأمريكا وكل هذا يؤكد انه لا خيار في هذه المرحلة إلا القتال والسيطرة علة الأرض.