الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الطريق الى دمشق وطهران يبدأ من مسقط وموسكو

الطريق الى دمشق وطهران يبدأ من مسقط وموسكو

09.08.2015
وائل عصام



القدس العربي
السبت 8/8/2015
وزير الخارجية السوري وليد المعلم في عمان، الدولة الخليجية التي تنتمي لمجلس تعاون خليجي أعلن مرارا أن الأسد فقد شرعيته.
وزيرا دفاع وخارجية السعودية في موسكو، التي تعلن دعمها لنظام الأسد وتذود عنه في المحافل الدولية، ليس هذا فقط.. فالولايات المتحدة باتت تبلغ النظام السوري عبر حليفه العراقي بأي تحركات عسكرية شمالا وتطمئنه بأن قواته التي قتلت مئة ألف مدني ودمرت عشرات القرى ليس مستهدفة، وإنما قوات الإرهابيين الإسلاميين الذين قتلوا من المدنيين في أربعة أعوام مقدار ما قتله الأسد وحلفاؤه في يوم كيماوي واحد في دمشق وأسبوع براميل في حلب. كما أن الطائرات الأمريكية بدأت القصف بغزارة في شمال سوريا وإعداد منطقة آمنة بالتعاون مع تركيا، لكن ليس من طائرات الأسد وإنما من مقاتلي تنظيم الدولة من أبناء تلك القرى الريفية التي شبعت قصفا وتقتيلا..
تركيا هي الاخرى قالت كثيرا عن أن العدو والإرهاب هم الأسد والانفصاليون الأكراد وداعش، وإن تنظيم داعش هو نتيجة نظام الاسد، ولكنها لم تطلق حتى الان نيرانها إلا صوب النتيجة فقط، حتى الانفصاليون الأكراد الذين يقتلون جنودها كل يوم لم تستطع تركيا ان تهاجمهم في شمال سوريا لانهم في حماية عراب الصفقة الايرانية الكبير.. الولايات المتحدة.. كل النيران العربية الرسمية تتوجه إلى أعداء النظام السوري وايران.. وكل الزيارات الدبلوماسية تتوجه الى العواصم المقربة من النظام السوري وايران.. ومن تعجز عن ضربه نيران ايران والاسد تتولى المهمة عنهما الولايات المتحدة.
لا يخطرني هنا سوى ما سرب من حديث للسيستاني المرجع الشيعي الأعلى، حين اثنى على التعاون الامريكي مع قوات الحكومة العراقية بقيادتها الشيعية خلال حربها المقاومة العراقية في المناطقق السنية قبل عشر سنوات، قال حينها اجعلوا الامريكيين كثور حراثة يقاتلون عنكم النواصب التكفيريين.. . ما يحدث هو النتيجة الفعلية للاتفاق النووي الايراني، الذي تنازل عن قنبلة نووية غير موجودة اصلا مقابل الاستحواذ على الشرق بسلاحه الأهم.. القنبلة الشيعية.
الأسد في أفضل حالاته بلا شك.. اقليميا ودوليا..حتى الحكومات العربية التي كانت تتحدث عن فقدانه الشرعية ستخضع للرغبة الامريكية الهادفة لتسوية العلاقات مع الأسد وتوجيه الحملة الدولية ضد الجهاديين السنة في العراق وسوريا، الذين يشكلون القوة العسكرية الاكبر والاكثر فعالية في مواجهة الحلف الايراني في العراق وسوريا، ويبدو أن التسوية مع نظام الأسد لاتتجاوز الحلول الشكلية، ولن تصل حتى لإبعاد الاسد كشخص وإبقاء نظامه، فهذا الخيار لم يرضح له الحلف الإيراني وهو في مراحل سابقة أكثر صعوبة من اليوم، قد يصار فقط الى حل ترقيعي كمنح رئيس حكومة سني من المعارضة صلاحيات في الاطار المدني لا تمس مؤسسات النظام الرئيسية الامنية، لتخرج الانظمة العربية أمام شعوبها وتقول انظروا لقد اوجدنا حلا سياسيا، ومنحنا السنة في سوريا جوازات سفر جديدة.
٭ كاتب فلسطيني من أسرة القدس العربي