الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المجزرة التركية… نقطة تحول في محاربة الارهاب؟

المجزرة التركية… نقطة تحول في محاربة الارهاب؟

22.07.2015
رأي القدس
رأي القدس



القدس العربي
الثلاثاء 21/7/2015
ثلاثون قتيلا على الاقل واكثر من مائة جريح، حصيلة المجزرة التي اسفرعنها الهجوم الارهابي الاول لتنظيم "الدولة" في تركيا امس. تلاميذ وناشطون اغلب ضحايا ذلك التفجير الانتحاري الذي استهدف مركزا ثقافيا في مدينة سوروج القريبة من الحدود السورية.
سوروج مدينة تركية كردية لا تبعد سوى ستة اميال عن مدينة عين العرب/ كوباني في الجانب السوري من الحدود حيث تكبد تنظيم "الدولة" هزيمة كبيرة على ايدي القوات الكردية، ثم فشل في التسلل اليها مؤخرا.
وكانت سوروج في الماضي مركزا مهما لصناعة الحرير لكنها تحولت الى مدينة لاجئين بعد ان استقبلت آلاف السوريين الفارين من المعارك في بلادهم، والذين لم يكونوا يعرفون ان الارهاب سيلاحقهم الى خارج الحدود. واشارت وسائل اعلام تركية عدة الى امكانية ان تكون امرأة "انتحارية" تناهز العشرين من العمر هي التي نفذت الهجوم.
وتزامن الهجوم في سوروج مع هجوم آخر لتنظيم "الدولة" على نقطة تفتيش كردية في عين العرب ما ادى الى سقوط قتيلين.
وحسب البوادر الاولية فان الرغبة المحمومة في الانتقام لدى تنظيم "الدولة" دفعته الى عبور الحدود متجاهلا ان سوروج مدينة تركية وليست سورية، وان الهجوم وان استهدف اكرادا انما يضرب سيادة تركيا واستقرارها وسمعتها في مقتل.
الا ان الهجوم لا يخلو من رسالة احتجاج قوية ضد تركيا التي شددت اجراءاتها الأمنية لتأمين الحدود مع سوريا ما ادى الى صعوبة في عبور المقاتلين للانضمام الى تنظيم "الدولة".
ومن الواضح ان الرسالة قد وصلت، فقد اعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا ستكثف التدابير الأمنية على حدودها مع سوريا.
وأضاف "اجتمعنا مع المسؤولين الأمنيين وخططنا للخطوات التي سنتخذها.. التدابير على الحدود مع سوريا ستستمر.. وستزيد." واكد ان انتشار تعزيزات عسكرية على الحدود بين بلاده وسوريا التي بدأت قبل اسابيع عدة "سيتواصل".
ومن البديهي ان يسأل المراقب لماذا تأخرت هذه الاجراءات التركية؟ وهل فات اوان ان تؤتي ثمارها في تحجيم التنظيم؟
المعروف ان انقرة لم تتحرك مؤخرا الا تحت ضغوط كبيرة من الغرب لاغلاق الحدود، لكنها لم تكن تتصور ان التنظيم يمكن ان يوجه اليها هذه الضربة بعد ان استفاد لسنوات من الحدود المفتوحة لجلب الآلاف من مقاتليه.
ان كل من يشاهد الصور البشعة للمجزرة، حيث تنتشر الاشلاء فوق العشب الاخضر في حديقة المركز الثقافي، سيطالب ان يكون هذا الهجوم نقطة تحول في محاربة الارهاب.
ولقد حان الوقت لتعيد تركيا النظر في موقفها من الحرب على الارهاب. وحتى اذا كان عندها تحفظات على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة" فان هذا لا يجب ان يمنعها من تكثيف حربها الخاصة ضده وتشديد الاجراءات الأمنية لتجفيف موارده من المقاتلين والاسلحة والاموال.
اما الاستمرار في السياسة القديمة، فمن الواضح انه اصبح ينذر بانتقال الحرب الى الجانب التركي من الحدود، ناهيك عن استعداء حزب العمال الكردي، واعادة اشعال الحرب التي راح ضحيتها اربعون الفا خلال الثلاثين عاما الماضية.