الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الوصفة السحرية لإنهاء ملف داعش!

الوصفة السحرية لإنهاء ملف داعش!

18.10.2014
د. صبري صيدم



القدس العربي
الخميس 16-10-2014
غريب حال العالم الذي يحشد قواته في أرجاء العراق وسوريا ويحرك الأساطيل والغواصات والطائرات مدعومة بصنوف السلاح والرادارات وغرف العمليات المشتركة. غريب حال أهله ممن يرسمون خرائط القصف وخطط الهجوم وقواعد القتال ومحاور الاشتباك.
غريب حالهم وهم يقاتلون في عين العرب المسماة كوباني وعلى تخوم بغداد بينما يحقق الداعشيون زحفاً متواصلاً حتى انهم لم يبقوا عيوناً ولا عرباً ولا حتى فرصة لتأخير الزحف على بغداد.
غريب أمر اللاعبين في الحرب العالمية على داعش وهم يناقشون متى وكيف سينتهي هذا الكابوس ولمن سيسلمون الأراضي التي ينتصرون عليها في سوريا وكيف سيتعاملون مع الداعشين الأجانب ومع النازحين المشردين المنكوبين بفعل الفاعلين الكثر الذين اكتشفوا سيوف الوهم وشحنوا الأمة وغلّبوا شعاراتهم وأججوا مشاعر الناس فما نال البشر منهم إلا تلك الشعارات والوعود الواهية.
غريب أمر الجميع وهم لا يرون سبيلاً للتعامل مع التطرف في حياتنا فيختصرون المسافة بالدم والقصف والقتل. لم يقف أحد ليسأل لماذا يخسر الشباب حبهم للحياة ويلهثون وراء الموت ولماذا قُسمت دول المنطقة ووزعت آبار بترولها وجاءها من يحكمها بقوة السلطة. العلاج بالقتل وكان التاريخ أثبت بان القتل يعزز دائرة المحبين الراضين والمسترضين!
غريب حال الناس الذين لا يسألون عن الفقر والجهل والتخلف والقمع والجوع والعطش وسلب الموارد وضياع الثروات وظلم الانسان وتكديس السلاح وخلق وتوظيف أعلام الحرب لا أعلام السلام ودخول إسرائيل على الخط لصناعة التطرف واستلام جرحاه عبر الحدود لعلاجهم!
لكل هؤلاء اللاهثين وراء علاج التطرف الديني بالموت والقصف والدمار والقتل إليهم وصفة سحرية لمعالجة ذلك الحال وحل ملف داعش والتطرف المستشري وهي التالي:
حلكم ليس في عين العرب ولا بغداد ولا القائم ولا الحسكة ولا القامشلي ولا الرقة ولا الموصل ولا دير الزور ولا حتى أربيل. حلكم الوحيد موجود في تل أبيب عاصمة الاحتلال وصناعة النكبات والنكسات والقبب الحديدية والحروب الموسمية وأمراض التطرف والتعصب والمغالاة.
عالجوا تل أبيب بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وستزول الأسباب الموجبة لوجود التركيبات الصعبة للدول المحيطة وتكديس السلاح وتفشي الفقر والتخلي عن الحياة وتبني الموت. الاحتلال الإسرائيلي هو من وفر مناخات التطرف واليأس بعد ان استجلب شعارات رنانة وخطب لا تنتهي ووّلد التأجيج الأكبر لمشاعر الناس فلعب دور الضحية الدائمة بعد قصفه بالسكود من العراق والكاتيوشا من لبنان والغراد من غزة. الاحتلال الإسرائيلي هو من وظف الدسائس والمكائد والفرقة والتمزق والانقسام فخلق متلازمات عدة لدى الشعب العربي: كمتلازمة الفقر ومتلازمة الجوع ومتلازمة الانكسار ومتلازمة لا تلبث إلا وان تصل حد الذروة بين عام وآخر ألا وهي متلازمة خيبة الأمل.
نعم حل مشاكل التطرف والتعصب والانتصار للموت ومآسي المنطقة ونكباتها ونكساتها وربيعها وخريفها وشتائها هو في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتطبيق قرارات الشرعية الدولية لتتغير معالم الحياة من حولنا فلا تستنزف الميزانيات لشراء أسلحة الموت وانما شراء سبل التسلح بالحياة من تعليم وتشغيل وريادة وإبداعٍ وأمل.
تعليق سمعته من أهل الاحتلال ومن قلب الماكنة العسكرية الإسرائيلية عبر وسائل الإعلام يقول صاحبه بأن التطرف يعني التمزق والشرذمة والتشتت وهذا من مصلحة ‘احتلالنا’ وبقائه وازدهاره حسب زعمه.
لذا نعود للمقولة الشهيرة: فرّق تسد، شتت تسد، مزق تسد!
في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لن يحتاج العالم إلى صاروخ بل إلى طاولة ومايكروفون ليقرأ بعض المتقاعسين قرارهم بالاعتراف بدولة فلسطين، حرة عربية عاصمتها القدس وعودة لاجئيها. الانتصار للاحتلال اليوم وكل يوم هو الانتصار للتطرف والتعصب وهو المنصة الدائمة للانتصار للموت لا الحياة!
٭ كاتب فلسطيني