الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ثوار سوريا يعرفون أرقام الطائرات وأسماء الطيارين وخبرتهم في التصويب

ثوار سوريا يعرفون أرقام الطائرات وأسماء الطيارين وخبرتهم في التصويب

28.03.2015
محمد إقبال بلو



القدس العربي
الخميس 26-3-2015
ريف إدلب  "القدس العربي" تكونت خبرات متعددة لدى الثوار على مدى أربع سنوات من عمر الثورة السورية، إذ أنهم خبروا أنواع الهجوم الجوي الذي يشنه النظام، وباتوا يدركون نوعيته ومدى خطورته، بل أصبحوا يعرفون تماماً ما قد ينتج عنه؛ وذلك وفقاً لمعطيات تشكلت لديهم عبر الزمن، ومن خلال مئات الغارات الجوية التي تعرضوا لها بشكل شبه يومي خلال ثلاث سنوات تقريباً.
أنشأ الثوار في مختلف المناطق المحررة ما يسمي ب "المراصد"، وكان دورها في البداية التنبيه لوصول الطائرة أو اقترابها، والتعميم عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي ليتخذ الجميع من مدنيين وعسكريين الاحتياطات الضرورية عند التعرض لقصف جوي غالباً ما يكون بالقنابل الفراغية والصواريخ الموجهة من الطيران الحربي، أو البراميل المتفجرة التي تلقيها المروحيات.
في ريف إدلب تشكلت العديد من المراصد المزودة بأجهزة اتصال لاسلكية استفاد منها الثوار بعد اكتسابهم لهذه الخبرات في اختراق اتصالات النظام بطياريه وتقديمه التوجيهات لهم، وأحياناً إعطاء الإحداثيات، وعمد الثوار إلى اختراق تلك الاتصالات والتشويش عليها، كما عملوا أحياناً على الدخول على خط التواصل مع الطيار لإرباكه، وأحياناً لإعطائه معلومات خاطئة يعتقد أنها تصله من قادته في القاعدة التي انطلق منها.
يعمل "أبو عمار" في أحد مراصد ريف ادلب قال: مهمتي هنا فقط التعميم عن تحرك طائرة، أو اقترابها من مناطقنا، إلا أنني أخترق أحياناً الاتصال، وأحصل على معلومات عديدة، كمعرفة الموقع المراد قصفه ومعرفة اسم الطيار، وغالباً ما يكون الاسم رمزياً وليس حقيقياً. ويضيف: "في مرات عديدة طلبت من الطيار أن يغيِر وجهته، ويقصف مناطق معينة، كنت أعلم أنها خالية من الأهالي، إلا أن عناصر النظام عرفوا باللعبة، واتفقوا بعدها على رموز جديدة تمنعنا من ذلك مؤقتاً، إلا أننا سرعان ما نتعلم تلك الرموز ونعود للتشويش على الطيارين من جديد".
وبحسب بعض عناصر الحر العاملين في مجال المراصد فإن البعض أصبحت لديهم خبرة كبيرة في هذا المجال، حتى أنهم يعرفون أرقام الطائرات ورموزها، وبمجرد اقتراب الطائرة والتقاط صوت الطيار عبر الاتصال اللاسلكي يعرفون ما ستقوم به الطائرة، وخاصة المروحيات منها، فالثوار يعرفون نوعية كل مروحية ورقمها، وكم عدد البراميل المتفجرة التي تحملها، وبذلك يستطيعون تقدير خطورة الموقف.
"أحمد الإدلبي" أحد إعلاميي ريف إدلب الشمال أكد أن هنالك العديد من الثوار العاملين في المراصد يعرفون أيضاً خبرة الطيارين في التصويب، فمثلاً يدركون أن الطيار الذي يقود الطائرة المروحية التي تحمل الاسم الرمزي "برافو 217" هو "العقيد 117" ويتميز بأنه دقيق الإصابة عظيم الخبرة، كما يعرف بأنه الطيار الذي يرمي البراميل التي تحتوي على غاز الكلور، والذي يقلع بمروحيته من مطار اللاذقية ويقصف مناطق ريف إدلب الجنوبي، وريف حماة الشمالي، كل ما سبق معلومات حصل عليها الثوار من خلال المراقبة والخبرة، ومن خلال اختراق الاتصالات اللاسلكية بين الطيار وبين المطار الذي انطلق منه.
الجدير بالذكر أن الطائرة آنفة الذكر والتي يقودها "العقيد 117" هي الطائرة التي سقطت في ريف معرة النعمان مؤخراً لأسباب تقنية اضطرارية، وأن الطيار الذي أُسر هو نفسه صاحب عمليات القصف السابقة ببراميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور، ويتميز بكونه دقيق الإصابة وذا خبرة عالية، وقد أسره ثوار ريف إدلب ليظهر فيما بعد بشريط مرئي وهو يتلقى العلاج من قبل فريق طبي، بينما تم قتل مساعده برتيبة ملازم من قبل أحد عناصر جبهة النصرة فور اعتقاله، لأنه بدأ بشتم الذات الإلهية عندما ألقى الثوار القبض عليه بعد تحطم الطائرة.