الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خطاب مفتوح إلى وفد المعارضة السورية المفاوض!

خطاب مفتوح إلى وفد المعارضة السورية المفاوض!

17.03.2016
الطاهر إبراهيم


القدس العربي
الاربعاء 16/3/2016
دخل وفد المعارضة السورية المفاوض في مفاوضات لا يعرف أحد إلى ما ستفضي إليه. وهي متروكة إلى دي ميستورا وما يخبئه للسوريين من أمور ليس بينها،على الأغلب، خلاصهم من ظلم بشار الأسد ومن استعمار تفرضه إيران والميليشيات الشيعية ومن قصف مدمّر بدأته روسيا قبل 5 أشهر.
لا نقول لوفد المعارضة لا تذهبوا إلى جنيف دون أن نقدم لهم البديل، بل نقول اذهبوا. لكن قبل أن تبحثوا في أمور يعتبرها السوريون من أبسط الحقوق بأن تكون لهم حكومة تعبر عن حق الشعب في العيش بحرية وكرامة بعيدا عن بطش أجهزة بشار الأسد. قولوا لدي ميستورا نريد قبل التفاوض إطلاق سراح المعتقلين الذين أكل المرض أجسادهم، ولو نصفهم على الأقل، وإيقاف قصف الطائرات الروسية وطائرات بشار الأسد وفورا، وأن يرفع الحصار عن القرى والبلدات والمدن السورية. وإلا فاعلموا أن " دي ميستورا" لا يريد بالسوريين خيرا، لأن ما نص عليه قرار مجلس الأمن 2254 في مادتيه 12و 13 هو واجب التنفيذ قبل التفاوض.
فإذا كانت واشنطن وموسكو راعيا مؤتمر التفاوض الحالي في جنيف، حريصتين على إنجاح المؤتمر فلن تقفا حجر عثرة أمام تنفيذ المادتين 12و13، خصوصا أنهما تؤكدان قضايا نبهت عليها المؤسسات العالمية مثل أطباء بلا حدود ومؤسسات الإغاثة العالمية و حقوق الإنسان، وجعلت منها شغلها الشاغل خصوصا في المدة الأخيرة. أقول إذا كانت واشنطن وموسكو تريدان للمؤتمر النجاح فسترغم نظام بشار على إطلاق سراح المعتقلين وإيقاف القصف وفك الحصار عن البلدات والأحياء السورية المحاصرة.
لا تدخلوا في جدل عقيم مع دي ميستورا عما إذا كان يجب على بشار الأسد أن يرحل اليوم أوغدا، فهو تحصيل حاصل إذا كان غيم واشنطن سيمطر، لكن أصروا قبل ذلك على إطلاق المعتقلين من سجونهم،وأن يتم يرفع الحصار عن المدن والقرى السورية فورا وأن توقف طائرات بشار الأسد براميله وطائرات بوتين قصف الأحياء بعدما دمرت المستشفيات وما بقي من المدارس، كي لاتصبح الأحياء المتبقية في درعا ودوما وحلب وإدلب ودير الزور مثل أحياء حمص التي رأينا صور أبنيتها من الجو: قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا، هجرها أهلها وتركوها مأوى للبوم والكلاب الضالة.
فإذا أصر وفد المعارضة على هذه المطالب الأساسية واستجابت واشنطن وموسكو له سيشعر الوفد أنه وضع رجله على أول الطريق الصحيح وسيشعر أن الرياح تجري فيما تشتهيه سفنه. أما إذا وقفت موسكو(سنجق عرض) كما يقال بوجه هذا المطلب الحيوي للسوريين، ولم تتشجع لهذا الطلب واشنطن فليعلم الوفد أنه يمشي في أرض وعرة وأن مطبات كثيرة تقف في طريقه وأن الهدف الذي يسعى إليه وهو الانتهاء من بشار الأسد، دونه مصاعب وعقبات.
في هذه الحالة ما على الوفد المفاوض ومن ورائه الهيئة العليا إلا أن يترك جنيف فورا ويعود إلى سوريا ويصارح الشعب السوري بالحقيقة المرة وهي أن موسكو ترفض أي حل سلمي وأن واشنطن متواطئة، وأن يعلن الوفد أنه ليس هناك من طريق لتحرير سوريا إلا الاستمرار في قتال بشار الأسد ومليشيات طهران وجيوش بوتين، وكما قال "فيصل الأول بن الشريف حسين": الاستقلال يؤخذ ولا يعطى!
الطاهر إبراهيم – كاتب سوري