الرئيسة \  واحة اللقاء  \  رد على صديقي "الناصريّ" المؤيد لبشار الأسد

رد على صديقي "الناصريّ" المؤيد لبشار الأسد

08.03.2018
عبد المجيد حزين


القدس العربي
الاربعاء 7/3/2018
كنت أتحدث إلى صديق من بلادي مصر، وهو ناصري حتى النخاع، تربى وترعرع فى أحضان هذا الفكر، منذ أن كان أحد شباب التنظيم الطليعي الناصري في منتصف الستينيات. بعد قيام الثورة السورية تفاجأ العالم أجمع بردة فعل الطاغية بشار الأسد، تجاه الثورة التي كانت سلمية لمدة عام كامل. فلقد قصف السكان الآمنين بمختلف الأسلحة المحرمة وغير المحرمة، وهدم بيوت الآمنين فوق رؤوسهم بهمجية لم يعرف العرب والمسلمون لها مثيلاً، والغريب أن صديقي الناصري قال لي "أتمنى من الله أن ينصر بشار الأسد على الثورة"، فقلت له في نفسي قبحك وبعد نقاش مع هذا الرجل الذي سقط من عيني وبكل تأكيد من عين الله وكل حر فى هذا العالم المتوحش، تبين لي التالي:
1 – أن هذا الرجل لا يرى إلا حسن نصر الله الذي ينفذ أهداف إيران نصيراً للقومية العربية ومقاوما لإسرائيل والإمبريالية الأمريكية في حد زعمه.
2 – أن الثورة السورية قامت بها القوى الرجعية في سوريا، لضرب بطلي الصمود والتصدي – بشار الأسد وحسن نصر الله – لصالح إسرائيل والقوى الإمبريالية.
3 – أن الثورة السورية قامت من أجل ضرب الثورة الإسلامية الإيرانية نصيرة الفقراء والكادحين.
4 –أن الجيش العربي السوري يحارب معركة العروبة والإسلام، وأنه جيش مسلم من حقه أن يدافع عن بلاده وقائده بشار الأسد.
القناعات التى بنى عليها هذا الرجل تأييده لبشار ومعاداته للثورة السورية هي قناعات باطلة جملةً وتفصيلاً للأسباب التالية:
أولاً: إن ثالوث هذه الجبهة الشرير قام بإيذاء العرب أيما إيذاء، أما عن أيران فيكفيها إجراماً أنها احتلت أربع عواصم عربية، أما عن رجل إيران حسن نصر الله فرجاله يقتلون ويذبحون بدم بارد العرب في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
ثانياً: الثورة السورية قامت سلمية للمطالبة بحقوق مشروعة لشعب مظلوم حرمهم منها حافظ وابنه بشار، فهل المطالبة بحق الشعب السوري في الحياة الكريمة تعتبر عند اليسار العربي مؤامرة ضد الأسد وحسن نصر الله أيها الناصري المتشدق بالحرية؟.
ثالثاً : أما قوله أن النظام يقاتل معركة العروبة والإسلام فهذا أيضاً كلام باطل للأسباب التالية :
1- إن القول بأن بشار وجيشه يقاتلون معركة العروبة كلام باطل مغلوط تماماً، فإن بشاراً وجيشه وجيش أبيه هم من ولغوا فى دماء العرب فى سوريا ولبنان.
2 –الإسطوانة المشروخة أن جيش بشار يدافع عن الإسلام فهذه أكبر نكتة سمعتها في حياتي، فهل من المعقول أن جيشا يردد أنصار حزبه "آمنت بالبعث رباً لا شريك له، وبالعروبة ديناً ماله ثاني" جاء ليدافع عن الإسلام. وكيف يكون جيش بشار الذي يقتل السوريين بالبراميل المتفجرة ليل نهار بأنه جيش للدفاع عن الإسلام!؟ أقول إن الجيوش بهوياتها يقول الله عز وجل " الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً"، والسؤال الذي يفرض نفسه: هل يقاتل جيش بشار فى سبيل الله؟ أم يقتل السوريين الأبرياء ويهدم بيوتهم فوق رؤوسهم؟ إن جيش بشار هو عصابات عسكرية مجرمة تحتل سوريا وتقتل المواطنين الشرفاء بطريقة العصابات الإجرامية.
إن شعبا بعظمة ورجولة الشعب السورى، لا يمكن أن تهزمه عصابات الأسد وحماته الأجانب، والأمل في الله كبير خاصة وقد جاء فى الحديث الذى فيه مقال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ".
 
كاتب مصري يعيش في بريطانيا