الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فرصة المعارضة للنجاة

فرصة المعارضة للنجاة

13.08.2015
د. عوض السليمان



القدس العربي
الاربعاء 12/8/2015
 
ليس مفاجئاً أن يعبر وليد المعلم عن سعادته بتحرك "المجمتع الدولي" لعقد جولة جديدة من محادثات جنيف تطيل عمر نظامه. وليس مفاجئاً ألا يعتدّ المعلم بتصريحات دي مستورا التي تشكك بإمكانية عقد اللقاء.
منذ أن تم اختيار المهندس معاذ الخطيب رئيساً للائتلاف الوطني أدركنا أن هناك "جنيفات" كثيرة ستتبعها أخرى. وتأكد لنا الأمر عندما تم تعيين أحمد الجربا وهادي البحرة وخالد الخوجا، وهم ممن لا يحق لنا أن نشكك في وطنيتهم، بيد أننا نؤكد عدم معرفتهم، إن لم نقل جهلهم التام، بالسياسة.
كانت دلالات جنيف 3 واضحة. فقد فرضت القوى الغربية ما يسمى تيار "بناء الدولة " وأعضاء المخابرات العاملين فيه على الائتلاف فرضاً. واليوم، تفرض القوى الكبرى عملاء جدد للنظام على المعارضة، "هيئة التنسيق الوطني" التي ترفض تسليح الثوار وتتخذ من الإخوان المسلمين عدواً ومن طهران وموسكو أصدقاء. ويفكر "المجتمع الدولي" بتوجيه الدعوة إلى 170 صنفاً من المعارضة السورية، ربما أقل من ربع ربعهم فقط يحارب نظام الأسد.
ستكون الصورة خلابة من ناحية بشار، إذ سيكون إلى جانب شبيحته، وفود إيران وروسيا والصين والغرب كله، الذي يتعاون مع الأسد سرا، وسيقف إلى جانبه أيضاً بناء تيار الدولة وهيئة التنسيق وآخرون على شاكلتهم.
قامت واشنطن بإفشال عاصفة الجنوب التي كان يمكن لها أن تحرر دمشق وسوريا كلها من الأسد، ومنعت عن الثوار أي مساعدة يحتاجون لها، وبدأت تتكشف معلومات دقيقة عن أقذر الأدوار التي أداها الموك في خسارة المعركة.
وفي الزبداني لم يقم جيش الإسلام بواجبه على نحو كاف لصد اعتداءات حزب الله، وأصبح الرجل الذي كان يهدد العاصمة بآلاف الصواريخ لا يدافع حتى عن معاقله في ريف دمشق استجابة للضغوط الدولية. وما كل ذلك إلا لإجبار المعارضة السياسية على الذهاب إلى جنيف.
حتى عمليات تهجير العرب السنة بيد الشيعة والعلويين، وحديثاً بيد الكرد، ما كانت لتتم إلا ليخضع الجميع لجنيف 3 ويقبلوا بحضور إيران وموسكو وهيثم ولؤي وأمثالهم. ولا يخفى اليوم أن تحويل دفة الحرب باتجاه "الإرهاب" في سوريا وضرب الثوار ببعضهم، لا يهدف إلا لعرقلة سقوط الأسد وفرض حوار سيتجه إلى محاربة "الإرهاب" بدل إسقاط الأسد.
لن يغير السيد خوجا شيئاً، سيرفض جنيف أولاً، ويرفضها لحضور إيران ثانياً، ثم يقبلها بإيران وبالشياطين الزرق ثالثاً. وستختلف "المعارضة" بينها هناك، وتنصرف عن جدال الشبيحة إلى جدال بيني، وسيختلف أعضاؤها على كل تفصيل. فلؤي لا يقبل علم الثورة، وهيثم لا يريد حضور الإخوان، ولغيرهم رؤية تريد بقاء الأسد، ولعل بشار الجعفري يكون وسيطاً يصلح بين هؤلاء.
الفرصة الوحيدة التي ستنقذنا من عار جنيف، هي أن تشتعل جبهات القتال ضد بشار الأسد وفي أرجاء سوريا كلها، بشرط أن يكون أصحابها صفاً واحداً بقطع النظر عن تصنيفاتهم.
 
 – جنيف