الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا انتهكت القانون الدولي في سوريا

روسيا انتهكت القانون الدولي في سوريا

07.01.2016
ميسرة بكور



القدس العربي
الاربعاء 1/6/2016
ما جاء في تقرير "منظمة العفو الدولية" الأخير يشير بوضوح تام إلى أن كل ما تقوم به الطائرات الروسية بحق المدنيين السوريين وما دأبت على ارتكابه ميليشيا نظام دمشق يشكل خرقاً واضحاً لصكوك ما يعرف اليوم بـ "القانون العرفي " الذي يحظر استخدام أسلحة معينة ويحمي فئات من الأشخاص، وتشمل هذه الصكوك:‏‏ اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع وبروتوكولها المسلح.
واتفاقية عام 1980 بشأن بعض الأسلحة التقليدية وبروتوكولاتها الأربعة، واتفاقية عام 1993 بشأن الأسلحة الكيميائية، ومعاهدة أوتاوا لعام 1997 بشأن الألغام المضادة للأفراد .
علماً أن العديد من قواعد القانون الدولي الإنساني مقبولة اليوم كقانون عرفي، أي كقواعد عامة تسري على الدول كافة.‏‏
قد لا يغير تقرير "منظمة العفو الدولية" شيئا في واقع سوريا الدموي، فالدلالات كلها تشير إلى أن بشار الأسد وحليفه الروسي "فلاديمير بوتين"، مستمران في حربهما ضد الشعب السوري وثورته ، تحت عنوان مكافحة الإرهاب والتصدي للتكفيرين ، ولم تزل الطائرات الروسية ومثيلاتها من طائرات الأسد تكيل للسوريين ويلات العذاب والدمار.
ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية يضاف إلى ما تم تسريبه سابقاً ، من أدلة مستمدة من مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية، جميعها تبين أن ميليشيا بشار الأسد وحليفه الروسي ، قامت من دون وجه حق ،عمدا مع سبق الاصرار والترصد و بيتت النية وعقدت العزم على قتل آلاف السوريين. هذه البيانات مجتمعة تشكل ملفات مكتملة الأركان بالوثائق قطعية الثبوت، يمكن تقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية مستقبلاً، أو أي محكمة خاصة يتم إنشاؤها للنظر في الجرائم التي ترتكب في سوريا، على غرار ما تم في يوغسلافيا ورواندا.
عبثاً يحاول ممثلو النظام الروسي ومن خلفهم شبيحة بشار الأسد الإعلاميون نفي هذه الأدلة قطعية الدلالة والثبوت .
من جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي فردت لها منظمات حقوقية دولية صفحات طوالا تعدد فيها بالأدلة القاطعة الجرائم المرتكبة في سوريا على يد بشار الأسد وحليفه الروسي ، كان آخرها تقرير منظمة العفو الدولية التي تحدثت في تقريرها . "إن الغارات الجوية الروسية في سوريا تسببت في مقتل مئات المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة في مناطق سكنية.
وذكرت المنظمة، أن هذه الغارات أصابت مسجداً وسوقاً وأحد المؤسسات الصحية، حيث رأت أن هذه الهجمات تضاهي جرائم الحرب.
لم يكن تقرير "منظمة العفو الدولية" هو التقرير الوحيد الذي تحدث عن انتهاكات الروس بحق المدنيين السوريين ، بل سبقتها إليه منظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي تندد باستخدام روسيا المتزايد للقنابل العنقودية في سوريا ، وأكدت المنظمة وفق تقرير أصدرته أنها وثقت "أكثر من 20 حالة استخدام للقنابل العنقودية منذ بدء الاحتلال الروسي عدوانه في 30 أيلول / سبتمبر الماضي، مشيرة إلى أنها "جمعت معلومات مفصلة عن هجمات في تسعة مواقع، بينها هجومان على مخيمات للنازحين، أسفرت عن مقتل 35 مدنياً على الأقل بينهم خمس نساء و17 طفلاً، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح".
كما أعلنت "منظمة أطباء بلا حدود"، "1 ديسمبر/ كانون أول ، أن مستشفى تدعمه في سوريا، وتحديداً في منطقة تحاصرها قوات النظام في مدينة حمص، تعرض، لقصف بالبراميل المتفجرة، ما أسفر عن سبعة قتلى و47 جريحاً.
بغض النظر عن هذه التقارير التي تم الإشارة اليها.
هذه أرض الميدان السوري موجودة ولم تزل آثار الهجمات الروسية البربرية على المناطق السكنية والأسواق الشعبية قائمة تنتظر أن تزورها لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية.
ومازالت مخلفات القذائف الفوسفورية والعنقودية بحوزة منظومة الدفاع المدني التابعة للثورة السورية . يستطيع أي خبير عسكري أن يحدد نوع هذه القذائف وأين صنعت ومتى اطلقت وما نوع السلاح الذي اطلقت منه.
أما أن يقول أحد المعاقين أخلاقياُ من المدافعين عن نظام التشبيح الدولي الروسي أنه من غير المعقول القول بأن روسيا تستهدف المدنيين وأن هذا الادعاء المزعوم غير منطقي وينافي الدور الروسي في تعزيز الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها دون تدخل خارجي .
هنا لابد لنا من نقطة نظام نقول فيها للروس وممثليهم . ماذا تفعلون في سوريا وهل دعم ميليشيا بشار الأسد التي قتلت وهجرت ملايين السوريين دعم لديمقراطية .
وهل طائراتكم التي تعربد فوق سماء سوريا تنثر الورود على الشعب السوري .؟
أما نفي قيام الروس بقتل المدنيين الأبرياء العزل في سوريا .فهذا ضرب من الخيال .
تاريخ روسيا الاتحادية وريثة إجرام روسيا القيصرية والشيوعية حافل بقتل المدنيين وتهجيرهم .
ولا يتسع المجال لذكر جرائمهم في حق الأفغانيين دعماً لنظام فاشل كما يفعلون الآن مع نظام الأسد .
واقتحام العاصمة البولندية وارسو سنة 1881م، حيث أدى إلى مقتل عدد من اليهود، والذي تعرف اليوم بمجزرة وارسو. دخول الجيش إلى بلدة كييف، والذي أدى إلى مقتل عدد من اليهود من طائفة الأرثوذكسية.
ولا يفوتنا التذكير بأن المتمردين الموالين لروسيا هم المسؤولون عن إسقاط الطائرة بوينغ 777. بحسب الدول الغربية، وأوكرانيا .
والشرح يطول حول جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري بحق "الشركس" .
قد يقول أحدهم إن روسيا ليست موقعة على اتفاقيات منع استخدام القنابل العنقودية وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً .
نقول لهم بكل بساطة أن روسيا جزء من اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية التي تقع في صلب القانون الدولي الإنساني ، الذي ينظم السلوك أثناء النزاعات المسلحة ويسعى إلى الحد من تأثيراتها.
نقول بكل وضوح أن تقارير عديدة أشارت إلى أن حكومة نظام دمشق دأبت على عدم احترام القانون الدولي .وبات التعذيب على نطاق واسع في سجونها ومعتقلاتها الأمنية .
بحيث يمكننا استنتاج أن سياسة حكومة دمشق وبرعاية روسية ،هي التشجيع على انتهاك القانون الدولي. وارتكبت ، جرائم ضد الإنسانية ، وجرائم حرب.