الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سيندم الغرب والشرق لرفضهم التدخل لإنقاذ الشعب السوري

سيندم الغرب والشرق لرفضهم التدخل لإنقاذ الشعب السوري

04.09.2014
د. موفق مصطفى السباعي



القدس العربي
الاربعاء 3/9/2014
رفض العالم الغربي ، والشرقي ، والعربي ، والإسلامي ،التدخل في سوريا لإنقاذ أهلها من القتل ،متذرعا بذرائع واهية ، هي أوهن من بيت العنكبوت ، وبأعذار هي أقبح من الذنب نفسه ،إنها أدوار تمثيلية سخيفة غبية مكشوفة مفضوحة ، يتبادلونها بينهم ظانين أنها تنطلي على الشعب السوري العريق ، المشهود له أنه في قمة الذكاء والفطنة والوعي بين شعوب الأرض قاطبة ،وظانين أنهم يستطيعون أن يخدعوه ، ويلعبوا عليه لعبتهم القذرة ، العفنة ، التي فاحت رائحتها الكريهة ، المقززة في سماء الأرض كلها ،
ولكن لماذا يلعبون هذه اللعبة السمجة ، مع أرقى شعب ، وأفضل شعب ، وأقدم شعب ، وعلى أرض هي خير الأرضين ؟
وما علموا أن هذه التصرفات الحمقاء ، الرعناء، من ساسة الدول العالمية ، وخاصة قائدة العالم كما يقولون أمريكا ستجعلهم يدفعون ثمنا غاليا ، وسيندمون كثيرا ، أيما ندم ، بل سيعضون على أصابعهم حسرة ولوعة ، وسيقولون : يا ليتنا أسرعنا لإنقاذ الشعب السوري ولو ببعض الضربات الخفيفة ، وخلصناه من المجرم الفاتك ، السفاح بشار ، واحتويناه لمصلحتنا ، وأشعرناه بالمن والفضل منا عليه ، فحينئذ يستحي منا ، وينفذ ما نريده منه ، على مبدأ ( أطعم الفم تستحي العين ) ، ويحافظ على الهدنة مع حبيبتنا اسرائيل .
ولكن الله العلي العظيم ، يأبى أن يكون للكافرين المجرمين ، أي مِنَة ، وأي فضل ، على أهل الشام الصابرين الصامدين .
إنه جل جلاله ،يريد الخلاص من نظام بشار، على أيدي أهل الشام أنفسهم ، وبمساعدته هو فحسب ، وبدون أي تدخل خارجي بشري مهين ذليل ، ولهذا يندفع أهل الشام إلى تشكيل عشرات بل مئات الكتائب الجهادية بقوة ،وبإلهام من الله ، وتأييد ، ودعم منه سبحانه ، وهذا ما سيؤدي إلى تشكيل جيش عرمرم ، قد يزيد تعداده عن المليون ، لأن الجيش الأسدي يتناقص عدده مع الأيام ، بينما الجيش الحر ، والكتائب المقاتلة ، يزداد عددها ، وروح القتال تضعف عند الجيش الأسدي ، ومعنوياته تنهار يوماً بعد يوم لأنهم مرتزقة يقاتلون في سبيل المال والدنيا، بينما روح القتال تعلو وتقوى لدى المجاهدين ، لأنهم يقاتلون في سبيل هدف سامي ، وهو الحرية ، والكرامة ، والدفاع عن الشعب ، وماذا ستكون نتيجة هذا الخذلان العالمي للشعب السوري ؟
سيزداد عدد المجاهدين أكثر، وأكثر، وستتعمق روح القتال ، والجهاد ، والفداء ، وحب التضحية ، وستتجذر في نفوسهم رغبة الثأر، والإنتقام من الذين ظلموهم وقتلوا أهلهم وأقرباءهم ، ومن الذين خذلوهم ، وستصبح عندهم عادة ، بل ستصبح متعة ولذة ،ورياضة ، لن يتخلوا عنها حتى بعد تحرير الأرض من الأسد ، وحينئذ سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون، ومدى الخسارة التي ستلحق بهم ، حينئذ لن يكتف هذا جيش المجاهدين ، المشحون بالمآسي ، والعذابات ، والآلام ، والذكريات المريرة ،عند حدود تحرير سوريا فحسب ، بل سينطلق إلى تحرير أرض الشام كلها ، ومعها العراق .
وبعد تطهير أرض الشام والعراق من كل أثر للمجرمين أيا كانوا سينطلق هذا الجيش العظيم ، الفاتح ، الجرار ، العرمرم المكون من آلاف من الكتائب والألوية والفرق – إلى تحرير الأقصى وما حوله ، وسيحيط به من كل مكان من الشمال والجنوب والشرق ، والموت الزؤام يأتي بني اسرائيل من كل مكان ، ولا نجاة لهم ، ولو جاءهم العالم بأساطيله وجيوشه، بعض الناس ، قصيرو النظر سيقولون:
هذه أحلام اليقظة ، هذه أحلام وردية، خيالية، ولكنها ستكون حقيقة، واقعية ،بإذن الله ،وإني أراها رأي العين ، وقد قالوا قبل انطلاق الثورة نفس هذا الكلام ، الشعب السوري قد مات ، ولايمكن أن يتحرك ، أو ينتفض أو يثور ،إنه شعب هذيل ،خانع ، ذليل ،وقلت لهم قبل انطلاق الثورة بأكثر من شهر ، وبالتحديد في شهر شباط/فبراير 2011 حينما جرت أول محاولة دعوة للتظاهر ولم تنجح ، ولم يستجب لها أحد قلت لهم : ولكن المرة الثانية ستنجح بإذن الله ، والشعب السوري سيثبت أنه عريق ، وأصيل ، وشجاع ،ولكنهم لم يصدقوا ،حتى وقعت الواقعة ، وزلزلت الأرض تحت أقدام بشار ،
إن بوقوف الغرب ، متفرجا على الدماء الزكية تتدفق ، طوال ثلاث سنوات ويزيد ، أتاح الفرصة لهذا المارد، أن يتقدم ، ويتمدد ، ويتطاول.
مما دفع المغفلين من أعدائه ، أن يتهموه بأنه صنيعة الغرب. وما هو إلا صنيعة رب الغرب ، ليذيقهم مر العذاب ، والهوان .