الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قبل الحديث عن تقييد الحريري… تحرّروا من إيران

قبل الحديث عن تقييد الحريري… تحرّروا من إيران

15.11.2017
ميسرة بكور


القدس العربي
الثلاثاء 14/11/2017
في غمار تحطيبة دون شمعة أو قنديل، يحاول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن يلقي التهم جزافًا على العربية السعودية بأنّها ترغب في فتح حرب في لبنان أو على لبنان وتحويله لساحة حرب جديدة لتغطية إخفاقها في اليمن، ولست أجد في هذا التسويف الذي يحاول الإيرانيون وأنصاف رجالهم في لبنان وبعض الموتورين أن يلبسه قميص"الحريري" بهتانًا من عند أنفسهم، فلا يستقيم قول قائل خارجية إيران عمّا يدعيه وأخلافه بحق السعودية.
الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، من جرّ ويجر لبنان إلى الخراب والدمار والعصبية الطائفية والقومية الفارسية هي إيران قولًا وثقافةً وممارسة، من قام ولم يزل بتزويد ميليشيا مارقة منفلتة من عقال القيم الاخلاق الإنسانية والعربية وحقائق التاريخ والجغرافية التي أشارت وتشير بما لا يدع مجالًا لشك مشكك أو متشكك بهوية لبنان العربية التي يراد بها أن تتحول إلى فارس وتكون حديقة خلفية لمشروع ثورة الخامنئي الفارسية "الزردشتية" لبعث الوهم الإمبراطوري الفارسي البالي المهزوم في ذي قار والقادسية ونهاوند والمدائن" وما بينهما وما بعدهما، من يجر لبنان واللبنانيين للخراب والتحزب هو من يدعم تلك العصبة المارقة التي تغولت بسلاح فرس إيران وغلبت عامة لبنانيين على أمرهم وليست أحداث 7 أيار / مايو عنا ببعيدة حين قرر مجلس الوزراء اللبناني مصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله، وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقي.
إذا كان هناك بعض اللبنانيين يريدون دفن رؤوسهم في الرمال وجعل ذاكرتهم قصيرة مثل الأسماك حفاظًا على مكتسباتهم الفئوية الضيقة مما جادت به عليهم إيران، فنحن لن نكون شهود زور ولن نلغي ذاكرتنا ولن ولم نتنازل عن لبنان لفارس إيران مهما تكاثرت علينا الخطوب، ومهما انتفخ الباطل بقوة السلاح وفرض أمر واقع على لبنان وسوريا، إن حقنا سيفل حديدهم ويزهق باطلهم ويهدم وهم حقيقتهم.
 
أي سيادة تدافعون عنها؟
 
يفتح الرئيس، مزادًا يقول فيه إنّه ولبنان لن يسمح بتجاوز السيادة اللبنانية من أي جانب ولن يسمح أن يكون ساحة معركة لتصفية حسابات المتخاصمين خارجه ولن يسمح بتحول لبنان لساحة معركة أو تخاض فيها حروب بالوكالة، ويطلب إلينا وللبنانيين أن نصدقه وندعم موقفه.
لا أخفي أبدًا أنني أبغضك ولم أكن مرتاحًا لوجودك في منصبك هذا أبدًا ولي وللسوريين مسوغات كثيرة وكبيرة جدًا لهذا الموقف.
ما الذي تعمله أنت تحديدًا،لا تجيب.. أنا أجيب عنك، تستيقظ في الصباح لتطالب بطرد اللاجئين السوريين وبعد الظهر يتولى صهرك جبران باسيل زعيم حزبك هذه المهمة وتحميل اللاجئين السوريين والثورة السورية كل مصائب لبنان حتى "مزابل بيروت" تحمل تكاثرها وانتشارها وتمددها وفشل حكومتكم مرات عدة في اتخاذ قرار بترحيلها تحملها للاجئ السوري المستضعف في لبنان، وفي الفاصل يتولى عنكم "نهاد المشنوق" كبر هذه المهم ويقوم بتنفيذ ما تريد قبل أن تنطق به ويسوغ لكم ولنصيركم حزب إيران كل ما يفعل ويستمر بفعله.
بكل تجرد اسأل هل لبنان حر وهل هو خارج التغطية الإيرانية، ننعش ذاكرتك المثقلة بتبديل المواقف والانتقال من التخفي إلى الهجوم، أليس حليفك حسن نصر الله "رئيس لبنان على الحقيقة" هو القائل أن حربه على الوهابية مفتوحة في سوريا والعراق واليمن.
ألم يصل إلى سرير مقامكم السامي قول حسن روحاني قال بالنص "لا يمكن في الوقت الحاضر اتخاذ إجراء حاسم في العراق وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج من دون إيران". و في وقت سابق قول نائب قائد "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قائاني، "إيران مستمرة في فتح بلدان المنطقة".
 
حلفاؤك سبب الخراب والدمار
 
أيها السادة.. من جرّ لبنان ليكون ساحة تصفية حسابات الآخرين حليفكم حزب الله، وإن كنتم تناصرونه فعليكم تحمل وزر شركاء في الجريمة المحرقة السورية، أيها السادة لم تذهب السعودية إليكم بالويل والثبور وعظائم الثغور بل هي من أوقف حروبكم القبلية الطائفية ولم يتسن لكم ولغيركم أن تنسوا اتفاق الطائف بالأمس القريب.. نعم أفهمك أنت متحفظ على اتفاق الطائف وتعتبر أنه نزع من طائفتك كما قلت أنت بعظم لسانك غير مرة ومازلت تحلم بتعديل تلك الفقرة التي تنزع من الرئيس معظم صلاحياته القيادية المباشرة لعل هذا ما يغيظك من السعودية وبيان"الطائف" وتنكر ما لا يمكن نكرانه وتسويفه أن السعودية وقيادتها هي من أنقذت لبنان وتكلفت إعادة إعماره وإظهاره كما هو المشهد اليوم.
أمّا حليفك العدو القديم الذي كان سببًا لطردكم من لبنان ولجوؤكم إلى السفارة الفرنسية نجاة بحياتكم كان "حافظ الأسد" حليف حلفاؤك اليوم "نصر الله – إيران – بشار الأسد"، وأنت نفسك من دعوت لوضع قانون لمحاسبة سوريا من قبل واشنطن، ألست أنت وأنصارك من تدعون قيادتكم لما تسمونها ثورة "الأرز" هل تحققت مطالبكم التي خرجتم من أجلها ولأجلها؟، ألم تكن المحاسبة ونزع السلاح وتحقيق العدالة للجميع مطالبكم".
أما وإن وصلتم لمنصب رئيس، يجب ما قبله إن كنت ناسيًّا فعلينا يقع واجب تذكيركم. توحيد جميع اللبنانيين في نضالهم من أجل الحرية والاستقلال.
إسقاط الموالين للنظام السوري داخل لبنان.
تنفيذ الانسحاب الكامل للقوات السورية وأجهزتها الأمنية من لبنان.
 
كشف قتلة رئيس الوزراء
السابق رفيق الحريري
 
هل يستطيع الرئيس، أن يخبر جمهوره والعالم ما الذي تحقق من هذه المطالب، بالمناسبة كانت العربية السعودية التي توجه لها أنت اليوم سهام الخصومة والعداء وتحالفت مع أعدائها "حزب الله" أهم الداعمين لهذه المطالب.. هل تم إسقاط الموالين لتنظيم الأسد في للبنان؟، أي متابع سيقول لك موالي تنظيم الأسد ومحازبيهم ومشايعيهم في لبنان ازدادوا ضعفين بفضل سياستكم الحكيمة الارتماء بأحضان إيران.
كشف قتلة الرئيس رفيق الحريري.. ما الذي تحقق أليس من تحابي عنهم اليوم وتدفع عنهم تطاولهم على السعودية هم من لا يقبلون تسليم المتهمين للمحكمة الخاصة بالحريري.
يحاول البعض تجريف ذاكرتنا الجمعية وتشويه حقيقة الوقائع وتسويفها من أجل مصلحته الشخصية فقط ولا علاقة لمصلحته الشخصية من قريب أو بعيد بالمصلحة الوطنية الجامعة؟، وكيف يسوغون أحتلال إيران للبنان قولًا وفعلًا حتى أن مستشار خامنئي من يومين قال إنّه لا قرار يتخذ دون موافقة إيران، عن أي سيادة تتحدثون وما بقي لكم من مظاهر السيادة غير الوقوف أمام الكاميرا تجلسون على كراسي أنتم فيها بموافقة حصرية من إيران وتنظيم بشار الأسد، وتلوثون سمعنا بتلاوة بيانات كتبت لكم أو أرسلت من طهران.. هل أنتم أحرار في خياراتكم، حتى تطالبوا بحرية الحريري الذي تدعون أنه مقيد؟، وهل سمح أنصاركم للحريري الأب أن يتكلم حتى تسمحوا اليوم للحريري سعد أن يتحدث ما كان مصير الحريري الأب حين تكلم وقال رأيه لما كان يظن أنه في صالح لبنان.. اسكت للأبد من قبل من يا فخامة الرئيس، من قبل من تحابي عنهم أنت اليوم وتناصرهم ضد المنطق والحقيقة والتاريخ والإنسان؟.
٭ كاتب وباحث سوري