الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قراءة في بيان مؤتمر المعارضة السورية في الرياض

قراءة في بيان مؤتمر المعارضة السورية في الرياض

22.12.2015
ميسرة بكور



القدس العربي
الاثنين 21/12/2015
استبق مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية في وزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان مؤتمر الرياض بتصريح أكد فيه أن إيران: "ترفض مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في الرياض ،وترفض تشكيل وفد للمعارضة من قبل السعودية، إذ أن ذلك يتعارض والاتفاق الذي تم في "فيينا".
واعتبر بشار الأسد، أن "أغلبية الشعب السوري تؤيده ولذلك من البديهي أن يظل في الحكم"، مؤكدًا أنه لم يفكر "أبدًا" في مغادرة سوريا.
وقال الأسد، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية: "إن الخطوة الأولى للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا تكمن في وقف تدفق الإرهابيين وخصوصا من تركيا إلى سوريا والعراق ومنع دخول الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم اللوجستي لتلك التنظيمات".
والسؤال هو إلى اين تسير الأمور في سوريا وهل نحن على الطريق الصحيح للولوج إلى مسارات سياسية تفضي نتيجتها إلى حل سياسي انتقالي ينتهي معه شلال الدماء المتدفق على خارطة سوريا الوطن والإنسان.
بعد اجتماع الرياض الذي ضم ممثلين عن المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري "الإسلاميين" وبيانه الختامي سارع بعض الأشخاص من كتاب ومثقفين وسياسيين وممثلين الدول للإشادة في ما تم إنجازه في هذا الاجتماع الموسع الذي شمل معظم أطياف المعارضة السورية.
مما لا شك فيه ولاريب الدور الريادي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم تطلعات الشعب السوري في الحرية والانعتاق من نير العبودية الذي أحاط به نظام الأسد أعناق السوريين به على مدى أربعين عاما من حكم عائلته.
و لا يجحد دور العربية السعودية في المنطقة عموماً وخاصة في الموقف من الثورة السورية ودعمها بكل السبل المتاحة.
من هنا جاءت دعوة الرياض لفصائل من المعارضة السورية للاجتماع فيها بهدف الخروج بهيئة سياسية جامعة توحيد كل السوريين تحت لوائها.
وبغض النظر عن كيف تمت الدعوة للاجتماع ومن هم المشاركون فيه ومدى تمثيلهم الفعلي لخارطة التجاذبات السياسية على الأراضي السورية.
كانت الدعوة الكريمة من قبل المملكة العربية السعودية نبيلة وهدفها واضح "توحيد" السوريين.
في تفاصيل مؤتمر الرياض نستطيع القول إلى حد بعيد أن من أهم أسباب نجاح المجتمعين في الرياض من فصائل المعارضة السورية ، كان انعقاد المؤتمر في مدينة "الرياض" لما تحمله تلك العاصمة من صدق النوايا تجاه قضية السوريين وثورتهم ، وما تلعبه الرياض من دور فعال في دعم الفصائل المسلحة السورية ، وما تشكله من ثقل سياسي على الساحتين العربية والدولية ، وخاصة في حقبة الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أعاد ترتيب البيت الداخلي السعودي وأعاد ترتيب التحالفات في الساحة العربية والإسلامية والدولية.
قد يكون من أبرز ما تمخض عنه مؤتمر الرياض للمعارضة السورية.
- توافق المشاركين على تشكيل هيئة عليا للمفاوضات ، مقرها مدينة الرياض، لتتولى مهام اختيار الوفد التفاوضي، وتكون مرجعية المفاوضين مع ممثلي نظام الأسد.
- قطع الطريق على موسكو في تصنيف بعض الفصائل المسلحة السورية "الإسلامية" تحت اسم منظمات إرهابية.
بالرجوع إلى نتائج اجتماع الرياض وبيانه الختامي لا بد لنا أن نعرج على أبرز ما جاء فيه من نقاط.
فقد أبدى المجتمعون في الرياض من المعارضين السوريين استعدادهم للدخول في مفاوضات مع ممثلين لنظام الأسد، استناداً إلى بيان جنيف الصادر بتاريخ 30 يونيو/ حزيران 2012، والقرارات الدولية ذات العلاقة كمرجعية للتفاوض، وبرعاية الأمم المتحدة وضمانها، وبمساندة ودعم المجموعة الدولية لدعم سوريا، وخلال فترة زمنية محددة يتم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة.
كما عبر المشاركون عن رغبتهم في تنفيذ وقف لإطلاق النار، وطالبوا في بوادر حسن نية من نظام الأسد تكون في إطلاق سراح المعتقلين ووقف قصف السوريين بالبراميل المتفجرة ووقف تنفيذ أحكام الإعدام التي تنفذها سلطات الأسد بحق المعارضين والمعتقلين على خلفية دعمهم للثورة السورية.
رغم حلاوة وجمال العبارات التي صيغ فيها بيان الرياض الختامي للمعارضة السورية ، لا ينفي ذلك من أن نتوقف أمام بعض نقاطه.
عندما يقر المؤتمرون في الرياض بحتمية أن الحل في سوريا هو حل سياسي ، فهم بهذه الحالة قد الزموا أنفسهم بهذا المسار رغم وعورته واستحالة تحقيقه في ظل تعنت نظام دمشق في موقفه الصلب إزاء تقديم تنازلات في ما يخص تنحي رأس النظام "بشار الأسد " عن منصبه رئيسا للجمهورية العربية السورية. وهم في هذا السياق ألزموا أنفسهم أمام المجتمع الدولي في الانخراط بالحل السياسي ، وقدموا مبرراً للمجتمع الدولي في عدم تسليح المعارضة السورية ولم يعد لهم الحق في انتقاد المجتمع الدولي على عدم تدخله العسكري في سوريا ، استناداً لتعهدهم بالحل السياسي.
بينما كان وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" أكثر عملية وذكاء من المعارضين السوريين المؤتمرين في الرياض ، حين كرر وللمرة الثالثة على أن أمام بشار الأسد خيارين الرحيل بحل سياسي وهو الأفضل ، أو الرحيل بحل عسكري.
وفي نقطة أخرى لابد من المرور عليها بعناية ، وهي التي تحدثت عن اللامركزية الإدارية في سوريا ما بعد الأسد ، وجاءت نكرة غير معرفة فلم نفهم منهم ما هو المقصود بهذه العبارة ، هل هم يقصدون.
اللامركزية الإقليمية : تقدم لمصلحـة أشخـاص إداريين لهم امتداد إقليمي كالولايـة والبلدية، وهذا يعني الاعتراف بالشخصية الاعتبارية للتقسيم "الإقليمي" بعبارة أوضح هل أصبح أقليم غرب كردستان ،أمراً واقعاً.؟
أم أنهم كانوا يقصدون بذلك ، اللامركزية التقنية أو حسب قطاعات الخدمة ، وهو ما يعتمده نظام الأسد منذ زمن بعيد تحت عنوان الإدارات المحلية ومنح صلاحيات واسعة للمحافظين.؟
ثم عندما يتم الحديث عن أن المؤتمرين في الرياض أتفقوا على تشكيل هيئة عليا للمفاوضات. ثم يخرجون علينا بالقول على أن هذه الهيئة تم تشكيلها بالمحاصصة ، فعن أي توافق يتحدثون ، وهم يعلمون أن المحاصصة هي من دمر العراق وهي التي منعت ولا تزال لبنان من أن يكون دولة بشكل فعلي.
ولم تمض أيام قليلة على انقضاء مؤتمر المعارضة السورية الموسع الذي عقد في الرياض .وإذ بروسيا تبعث إلى الأردن، قائمة ضمت 22 فصيلاً لإدراجها في قائمة "الإرهاب" التي تعكف عمان على إعدادها بتكليف من الدول المشاركة في اجتماع فيينا بشأن سوريا.
شملت القائمة الروسية، فصائل شاركت في مؤتمر الرياض ، منها "أحرار الشام" و"جيش الإسلام"، وفق ما أفادت صحيفة "الحياة السعودية" وفصائل في "الجيش الحر" تتلقى دعماً أمريكياً
ومازال البعض غارقاً في أوهام الحل السياسي في سوريا.