الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا توقفت غرفة الـ "موك" عن تزويد الجيش السوري الحر بالسلاح؟

لماذا توقفت غرفة الـ "موك" عن تزويد الجيش السوري الحر بالسلاح؟

09.01.2016
الطاهر إبراهيم



القدس العربي
الخميس 7/1/2016
إذا كنا لا نعلق كبير أمل على مفاوضات مزمع إجراؤها بين وفد المعارضة السورية المنبثق عن مؤتمر الرياض ووفد النظام السوري، لكن يبقى التساؤل واردا كيف يضم الوفد مثل لؤي حسين الذي رفض وضع علم الثورة السورية أمامه واعترض أن يتقدم رياض حجاب بالعزاء باستشهاد القائد زهران علوش؟ بل كيف يقفز إلى المراكز الأولى في وفد المؤتمر عدد كبير ممن خدم النظام سنوات طوالا وفي مراكز متقدمة في النظام؟ وإن كنا لا نمانع بانفصالهم عن النظام والتحاقهم بركب المعارضة. ويبقى هذا ليس موضوعنا.
في الشمال السوري كانت تنشط الفصائل الجهادية التي توصف بالإرهاب، مثل جبهة النصرة وأحرار الشام.أما فصائل الجيش الحر فكانت قليلة ما جعل جيش الفتح (جبهة النصرة وأحرار الشام وفصائل أخرى) يحقق انتصارات. وما تزال الجبهة الشمالية متماسكة رغم الاختراقات التي تحاول إيران افتعالها ضد جيش الفتح. وقد نقل جيش الفتح من إدلب وحدات لدعم صمود ريف حلب الجنوبي. وكلما حققت ميليشيات إيران اختراقا جنوب حلب رد جيش الفتح بهجوم معاكس فيسترد ما خسره ويحقق إصابات كبيرة في ميليشيات حلف طهران.
أما في الجنوب السوري فقد كان يأتيه السلاح من خلال غرفة "الموك" التي أسستها واشنطن وبعض الدول الإقليمية منذ العام 2014 لدعم الجيش الجنوبي. وكان أن تم تحرير اللواء 52 بالاشتراك بين جبهة النصرة والفصائل المنضوية في غرفة الـ "موك" في الصيف الماضي وهو ثاني أكبر لواء في الجيش السوري، وبعدها تجمد القتال في الجبهة الجنوبية.
حاولت طهران أن تحرك هذه الجبهة، فتقدمت قواتها نحو بلدة الشيخ "مسكين" التي كانت بيد المعارضة ودارت رحى حروب كر وفر حول اللواء 82 وبلدة الشيخ مسكين. خاض الجيش الحر والكتائب الإسلامية (النصرة وأحرار الشام) المعارك. وقدم أبناء المنطقة السلاح والذخيرة للمعركة دون انتظار قرارات "الموك" التي أوقفت الدعم.
لم يستطع أحد أن يفصح عن تقاعس بعض قادة الجيش الحر. وذكر الناشط الميداني "أبو براء الدرعاوي" فيما نقلته عنه "القدس العربي": إن ما يميز الحملة الحالية لقوات النظام السوري هو التغيب الكبير لقادة "الجبهة الجنوبية" عن المعارك، والتزامهم البقاء في المملكة الأردنية منذ أشهر حيث شارف غياب البعض منهم سنة كاملة.ويزيد عدد ضباط الجيش الحر الجالسين في الأردن على 20 ضابطا تتراوح رتبهم ما بين عقيد وعميد تركوا وحداتهم وجلسوا في عمان. حول هذا الجو يتساءل أهالي المنطقة عن مواقف دول إقليمية كانت تدعم الثورة؟
يتساءل الكاتب "محمد أبو رمان"في مقال نشرته "الغد" الأردنية قائلا:(ماذا تعني هذه التطورات للأردن؟ في حال نجح المشروع العسكري الجديد، فإنّ درعا وريفها، التي كان أغلبها في يد المعارضة المسلحة بخاصة جيش"الجبهة الجنوبية" المتصالحة مع عمان والرياض، ستكون محاصرة وربما الاستهداف من قبل الجيش السوري والحرس الثوري الإيراني).
ويتابع "أبو رمان" قائلا: (التقارير والتحليلات والتسريبات تؤكّد أنّ الأردن وصل إلى اتفاق "جنتلمان" مع الروس لتهدئة الأوضاع في المناطق الجنوبية التي تمسّ مباشرة الأمن الوطني الأردني، لما قد ينجم عن تهديد أو هجوم محتمل للجيش السوري من نزوح مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى الأردن، وهو الأمر الذي أعلن الأردن بوضوح أنّه لا يملك احتماله أو القبول به، فلا خيار أمامه سوى مواجهة أي هجوم عسكري للجيش السوري بدعم المعارضة المسلّحة المعتدلة، أو الجيش الحرّ، بصورة غير مباشرة، وهو ما حدث سابقاً، وردع الهجوم الذي كان يقوده قاسم سليماني في بداية العام 2015).
ويخلص أبو رمان:(هل تغيّرت المعادلة الأردنية بخصوص درعا؟ هل ما يحدث في المناطق الجنوبية والعودة إلى محاولة استعادتها من قبل الحرس الثوري الإيراني مقبول أردنياً؟ ما هو مصير "الجبهة الجنوبية" التي تمثّل حليفاً أميناً مرتبطاً بالمجتمع المحلي في درعا، للأردن؟ وهل ثمّة ضمانات روسية أو إيرانية للأردن بخصوص الأمن على الحدود الشمالية ووضع منطقة درعا واللاجئين؟).
ونحن نجيب هنا عن هذه التساؤلات أنه لا يمكن الوثوق بأي وعود روسية أو ضمانات إيرانية، خصوصا عندما يكون هناك سكوت أمريكي عما تفعله روسيا وإيران، وقد رأى العالم كله ما يحدث مضايا وبقين بل وكل سوريا حيث فتك الجوع بالأطفال والشيوخ دون أن تطرف لواشنطن عين!
بمناسبة محاولة حزب الله والميليشيات الإيرانية الاستيلاء على اللواء 82 وبلدة الشيخ مسكين، يعلق مقاتل معارض في "لواء فلوجة حوران": إن جماعات مقاتلة من بينها جبهة النصرة تخوض معارك شرسة للحيلولة دون سقوط المدينة. والتف حولها أهالي المنطقة لمنع احتلال اللواء 82 مرة ثانية.
وكل هذا يحصل في غياب دول إقليمية، لا بد أن يحيط بها الخطر من تغير موازين المعركة.