الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مستقبل النظام السياسي الإيراني

مستقبل النظام السياسي الإيراني

05.03.2015
سعدي الابراهيم



القدس العربي
الاربعاء 4-3-2015
لا يعلم الكثير ممن يحكون في طهران من أن بلادهم تقف على طابور التغيير بعد أن يكون العرب قد أخذوا حصتهم كاملة منه ، فالمشروع الامريكي في الشرق الاوسط لن يستثني أحدا ، سواء أكان العرب أم غير العرب .
ولكنه مع ذلك له أولوياته التي اقتضت بأن التغيير في البيئة العربية هو أسهل من غيرها على اعتبار ان العرب من السهل التلاعب بهم وتحريكهم ليضرب بعضهم بعضا ، ساعة بين دولة عربية وأخرى عربية ايضا كما حدث بين العراق والكويت عام 1990 ، وساعة ما بين الشعوب العربية وحكامها كما هو حادث منذ عام 2011 .
أما إيران فليس من السهل اثارتها ، ولا حتى زعزعة استقرارها الداخلي، ولكنها مع ذلك سوف لن تكون عصية على التغيير، بل ان لكل مشكلة حلا بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية .
وإذا كانت الورقة الاسلامية قد أتت أكلها في العالم العربي ، ونجحت في القضاء على الأنظمة العروبية والقومية ، من خلال اتهامها بالعلمانية والليبرالية والتبعية للغرب، ومعاداة الحركات الاسلامية.
فإن الوجه الآخر لهذه الورقة سيكون هو الأكثر نجاحا للتعامل مع الوضع في إيران، فهذه الدولة تحتوي على أكثر من قومية غاضبة وغير راضية عن حكم آيات الله، وهذه القوميات تتطلع لأن يكون لها شأن غير الذي هي عليه، ولكنها تخشى من تسلط النظام وجبروته، فالعرب والأكراد في إيران هم ايضا ورقة رابحة بالنسبة للغرب، ولكنها مؤجلة إلى حينها.
ربما تحريك العرب في إيران فيه شيء من الصعوبة فالتجارب التاريخية أثبتت بأن الرابطة الدينية لهؤلاء مع إيران لا زالت قوية وهم يخشون السلطة كثيرا .
فقد حاول جمال عبد الناصر ان يستنفر فيهم الروح العربية دون جدوى ، وحاول صدام حسين ايضا دون أن يفلح في ذلك .
أما الاكراد الإيرانيون فمن المرجح أن يكونوا هم الأداة الأكثر فعالية ، سيما وأن لهم تاريخا طويلا في الصراع مع النظام الإيراني ، فعلى أيديهم تكونت أول دولة كردية معاصرة في منتصف القرن العشرين وهي جمهورية (مها باد) .
وما يؤكد حقيقة أن الغرب يمهد للعب على الورقة الكردية من أجل تفجير ربيع إيراني، هو الأدوار الاستراتيجية التي اعطيت للأكراد العراقيين في الآونة الاخيرة ، فالتضحيات الكبيرة التي بذلتها قوات البيشمركة في العراق وفي كوباني السورية ، والدعم الغربي الكبير للساسة الأكراد ، كلها إشارات تنبئ بأن هناك اتفاقا سريا قد حصل بين الزعماء الأكراد والدول الغربية، لأن الأكراد لا يمكن أن يزجوا بأنفسهم إلى الموت ما لم تكن هناك مكافآت كبيرة ومجزية ، وهم لم يعودوا يرضون بأي مكافأة غير تشكيل الدولة الكردية مترامية الاطراف .
وعلى هذا الأساس ربما أن الأكراد في العراق قد تلقوا وعودا بأنهم سيكونون عاصمة الدولة الكردية التي ستلتحق بها بقية الأجزاء لاحقا ومنها الجزء الإيراني الذي سيتم تحريكه في المستقبل، على شكل انتفاضات وربيع يعبد الطريق للتدخل الدولي في إيران من اجل الإطاحة بالنظام واخراج القوميات غير الفارسية من هناك ، كما فعلوا في العراق بعد 2003 ، عندما أخرجوا القومية الكردية من قبضة العرب ، وأعطوها وضعا شبه مستقل لا ينقصه الا الإعلان الذي سيأتي عاجلا أم آجلا .
كاتب من العراق