الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل أحسن الأمريكيون صنعا عندما قتلوا بن لادن؟

هل أحسن الأمريكيون صنعا عندما قتلوا بن لادن؟

06.11.2014
الطاهر إبراهيم



القدس العربي
الاربعاء 5-11-2014
بحسب خبر نشرته "القدس العربي" في 3 اكتوبر الماضي، فقد أعاد البحث لمعرفة الجندي الذي قتل زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن إلى الأذهان، الجدل الذي لا يكاد يخبو أواره حتى يشتعل من جديد، حيث تشعر وزارة الدفاع الامريكية بالقلق ازاء فيلم وثائقي قد يكشف هوية الجندي الذي قتل أسامة بن لادن.
لا أريد أن أتوسع حول ما يتعلق بما دار ويدور عن أحداث 11 سبتمبر، وما أحاط بها من غموض، لكنني أعتقد أن العرب الـ19 أعجز من أن يقوموا بمثل هذا العمل الضخم، وأن المخابرات الأمريكية أرادت أن يلبس العرب والمسلمون ثوب هذه الجريمة التي أضرت كثيرا بنا كعرب ومسلمين، أكثر مما أضرت بالشعب الأمريكي. وهناك نقاط شك كثيرة تجعلنا لا نصدق نسبة هذا العمل إلى التسعة عشر عربيا.
حول مقتل بن لادن يعتقد باكستانيون أنه قتل في تورا بورا، وأن الصندوق الذي ألقي في البحر كان يحتوي بقايا جثمان بن لادن، بعد أن عثر عليه الأمريكيون في مكان ما. وربما لا يكون هذا الاعتقاد صحيحا كما يقول الباكستانيون، لكن ربما يكون بن لادن مات أو قتل ثم أخبر أحدهم الأمريكيين بما حدث له فاستغلوا ذلك لغاية في أنفسهم، ليسوقوه بما يجلب لهم نفعا في معركتهم مع "القاعدة".
لو ضربنا صفحا عن الاعتقاد السابق، يصبح التساؤل مقبولا من كثيرين، عما إذا كان مقتل بن لادن قد أضر بالحرب على الإرهاب؟ بما عرف عنه من رفضه لكثير مما كان يفعله الزرقاوي في العراق، حيث أزهقت أرواح كثيرة لا تستحق القتل، بحسب ما يتصرف به عناصر "القاعدة"، ومن باب أولى ما يفعله تنظيم "داعش" في العراق وسورية، رغم أن أيمن الظواهري وهو أكثر تطرفا من أسامة بن لادن استنكر على "داعش" كثيرا مما يقوم به، ما اضطر واشنطن لأن تشكل تحالفا ضخما لقتاله، خصوصا إذا عرفنا أن هذا التحالف زاد التنظيم قوة، بسبب من التحق به من الجهاديين من شتى بقاع العالم.
ليس هذا فحسب، فإن هناك كثيرين يعتقدون أن هزيمة تنظيم "داعش" قد يتخلف عنه دواعش كثيرة، وقد تصل إلى دول أوروبية، فضلا عن دول عربية، هذا إن لم نقل إن بعضا من هذه الدواعش قد يصل إلى أمريكا. ومن يدري؟ فقد يترتب على ذلك فرط عقد الولايات المتحدة إلى دول كثيرة، كما فرطت الحرب على أفغانستان دول الاتحاد السوفييتي. وحسب هذا التحليل فإن مقتل بن لادن يكون أضر بالحرب على الإرهاب أكثر من بقائه حيا، (كما أضر مقتل يحيى عياش الذي قتل بمتفجرة وضعت له بتلفون نقال، فأقام مقتله الدنيا على إسرائيل ولم يقعدها حتى ندم إسحق رابين على مقتله).
يبقى أن هناك محللين آخرين كثرا يعتقدون أن واشنطن قد لا تشعر بأن تضخم "داعش" يضرها، خصوصا أنه ليس لواشنطن جنود يقاتلون على الأرض، وأن تعاظم "داعش" يزيد من ابتزازها لدول المنطقة، وأن ما يحصل في سورية لا يأخذ من تفكيرها كثير وقت، حتى أن جبهة النصرة ابتلعت جبهة ثوار سورية وحركة حزم أو كادت، فلم تحرك واشنطن ساكنا، وأن القتال في سورية وصل إلى مرحلة لاغالب ولا مغلوب، وهذا ما تفضله واشنطن، لأنه يجعل الجميع بحاجة إليها. وحتى حربها على الإرهاب أصبح عنوانا كباقي عناوين كثيرة تعمل عليها واشنطن ليس له أفضلية عن غيره.