الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل تفتح المعارضة جبهات جنوبي سوريا نصرةً للغوطة الشرقية؟

هل تفتح المعارضة جبهات جنوبي سوريا نصرةً للغوطة الشرقية؟

28.02.2018
عبد الرزاق النبهان


القدس العربي
الثلاثاء 27/2/2018
حلب – "القدس العربي" : طرحت التطورات العسكرية التي تشهدها الغوطة الشرقية لدمشق، العديد من التساؤلات حول إمكانية فتح فصائل المعارض لجبهات القتال في جنوبي سوريا، خاصة محافظة درعا، وذلك لنصرة الغوطة الشرقية والتخفيف عنها من الهجمة الشرسة التي يشنها النظام؟
وكانت فصائل عسكرية عدة في محافظة درعا، أعلنت قبل أيام النفير العام ورفع الجاهزية لمقاتليها والاستعداد لضرب كافة الأهداف العسكرية لقوات النظام نصرة للغوطة الشـرقية.
وفي هذا الصدد أكد الناشط السياسي السوري ناصر الحريري، على أن ما يحصل في الغوطة الشرقية يمس فصائل الجبهة الجنوبية بشكل مباشر، خاصة أن تصريحات وزير خارجية روسيا لافروف تؤكد أنه بعد الانتهاء من الغوطة سيتم القضاء على المعارضة في المنطقة الجنوبـية.
وأردف لـ "القدس العربي"،: أنه حتى الآن لم نلحظ تحركاً جماعياً لفصائل الجنوب يتناسب مع حجم الكارثة و الجريمة الإنسانية التي تحصل في الغوطة، ومع المصير المماثل المرتقب للمنطقة الجنوبية عامة!، إلا أن هناك ردات فعل استباقية قامت بها بعض الفصائل مثل فرقة عامود حوران وشباب السنة وجيش العشائر وكتائب متفرقة قامت بقصف بعض مواقع قوات الأسد في منطقة ازرع والصنمين وخربة غزالة لمناصرة الغوطة.
واستبعدت القاعدة الروسية في حميميم في محافظة اللاذقية على الساحل السوري حدوث تحركات عسكرية من قبل فصائل المعارضة السورية المسلحة في جنوبي البلاد، مناصرة للغوطة الشرقية، وذلك بعيد الهجوم البري الذي تشنه قوات النظام السوري في المنطقة.
وقالت القاعدة العسكرية عبر صفحتها "غير الرسمية" في مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: إنها لا تتوقع حدوث تحركات عسكرية من قبل المجموعات المتمردة جنوبي البلاد رداً على الهجوم البري الذي تشنه القوات الحكومية السورية في منطقة الغوطة الشرقية للقضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابية على حد تعبيرها. واعتبر الحريري تصريحات قاعدة حميميم بأن المسلحين في المنطقة الجنوبية لن يفتحوا معارك مع القوات الحكومة، حرباً إعلامية ونفسية هدفها تحبيط المعنويات.
وشدد الحريري على أن المطلوب من فصائل الجنوب هو تشكيل غرفة عمليات موحدة وعاجلة ووضع خطط واستراتيجيات عسكرية منظمة وفتح الجبهات كافة والقيام بمعارك هجومية مباغتة لتحرير المناطق والمواقع التي تسيطر عليها قوات الأسد والميليشيات الإيرانية في حوران.
وأضاف قائلاً إن نظام الأسد وحلفاءه لن يتمكنوا من توفير القوات اللازمة لمواجهة الثوار في حال تحركت كافة الفصائل وفتحت جميع الجبهات في آن واحد، لأن نظام الأسد سحب معظم قواته من الجبهة الجنوبية من أجل تغطية معاركهم في الحبهة الشمالية و في الغوطة الشرقية، وهذه فرصة مواتية لفصائل الجيش الحر في الجبهة الجنوبية تسهل عمليتها العسكرية.
وأكد رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، أن ما يجري في الغوطة من جرائم لا بد أن تحرك مشاعر الثوار الجنوب، وتستجيب لنداء أهالي الغوطة.
وأشار لـ "القدس العربي"، إلى أن فصائل المعارضة قصفت قوات النظام نصرة للغوطة، وبذلك تكون كسرت اتفاق وقف التصعيد، لافتاً إلى أن استمرار النظام وروسيا بجرائمهم وحملتهم العسكرية ربما ليس فقط جبهة الجنوب ستفتح ربما يتطور الأمر لفتح جبهات أخرى. فالضغط الشعبي الثوري واتهام الفصائل النائمة بالخيانة والتخاذل ربما يجعلهم يستيقظون ويكسرون اتفاق استانة وغيره.
وقال بشير إن ما يحصل اليوم معركة حياة او موت، وإذا دخل النظام للغوطة الشرقية، فلن يترك بقية المناطق التي يسيطر عليها الثوار، وبالتالي فإن فتح الجبهات ضرورة ليس فقط تضامناً مع الغوطة وإنما دفاعاً عن انفسهم، لذلك ربما نرى تطورات في جبهة الجنوب لأنهم أول من استجاب لنداء الغوطة.