الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إعلام سوريا.. من الكبت إلى الثورة

إعلام سوريا.. من الكبت إلى الثورة

11.04.2013
ماجد أبو دياك

السبيل
الخميس 11/4/2013
 
بعد أعوام طويلة من تكميم الأفواه واحتكار المعلومة والموقف في عهد النظام السوري، دخل السوريون إلى حرية الكلمة من أوسع أبوابها. وإن عزز ذلك ثقة الإعلاميين بنفسهم، فإن الحرية الإعلامية ما يزال يعتريها النقص في ظل تخييم سحابة الخوف من النظام وبطشه سواء على الإعلاميين أو عائلاتهم أو حتى على الجهات الإعلامية التي أنشئت بعد الثورة.
ونتيجة لذلك، فإن معظم إدارات الصحف والإذاعات تتواجد في تركيا، فضلا عن أن التلفزيون الوحيد (حلب الآن) يتواجد بتجهيزاته وطواقمه وإدارته في مدينة غازي عنتاب التركية القريبة ويصل بثه إلى حلب وريفها.
وهكذا فإن الإعلاميين القلائل المتواجدين في حلب وريفها، يعتبرون الأوضاع الأمنية والعسكرية معوقا حقيقي أمام الصحافة السورية، حيث تتواجد المراكز الإعلامية تحت حماية كتائب الثوار.
مراكز إعلامية
ورغم أن حلب هي الأهم إعلاميا في سوريا في الوقت الحالي، فإن أكبر شبكتين إعلاميتين فيها: شبكة حلب الإعلامية، وحلب نيوز توجدان تحت حماية الثوار وفي مراكز غير معروفة للناس، رغم أن أخبارهما تشكل المادة الأولى لبقية الوسائل في حلب وسوريا.
ويتألف مركز حلب الإعلامي من نحو 50- 70 ناشطا في حلب وريفها، ما بين صحفيين ومراسلين وإداريين. ويبث الأخبار ومقاطع فيديو للمعارك يتم تصويرها بالتفاهم مع الثوار، إلى محطات ووسائل إعلام عربية وعالمية بدون مقابل مالي.
وحسب ممتاز أبو محمد -عضو مؤسس بالمركز- فإن المركز يهتم أيضا بتقديم خدمات للصحفيين الأجانب من معلومات وترجمة ومرافقة وخدمات الإنترنت وإيواء وتوفير المواصلات مقابل رسم مالي.
ومعظم موظفي المركز ناشطون ليسوا صحفيين يحاولون تعلم المهنة، ويعملون كمتطوعين تحت إدارة مدير المركز الصحفي يوسف الصديق الذي يتولى تدريبهم، ويقول: «نحاول تأسيس إعلام جديد مهني ومؤسساتي وحر، حتى وإن كنا منحازين بطبيعة الحال للثورة، فلا يمنع ذلك من أن نكون موضوعين».
أما ريان مشعل المدير التنفيذي لشبكة حلب نيوز، فيشير إلى معوقات العمل الإعلامي في المدينة مثل انقطاع الكهرباء والكلفة العالية للأجهزة وعدم توفر الإنترنت إلا عبر الأقمار الصناعية عبر أجهزة خاصة وباشتراكات شهرية مكلفة.
كما توزع في حلب جريدة «سوريا الحرة» الأسبوعية وهي الأقدم وإدارتها موجودة في ريف حلب. وهناك صحيفة رؤية طبع منها عدد واحد حتى الآن. كما وصلنا عدد من جريدة العهد الأكثر أناقة وإخراجا ويصدرها الإخوان المسلمون في سوريا من الخارج.
وتبث قناة حلب اليوم الفضائية الأكثر مشاهدة من غازي عنتاب بتركيا، وتعتمد على أخبار شبكة حلب نيوز، ولكنها -لأسباب فنية- لا تعرض إلا صورا أو حزمة صور ولا تعرض فيديو إلا على مساحة ثلث الشاشة.
وعلى مستوى الإذاعات، فهناك نسائم سوريا وإذاعة حلب اليوم التابعة لشبكة قناة حلب اليوم و»الآن» (مؤسسة إذاعية لبنانية) والأخيرتين تبثان من غازي عنتاب.
ويقول الإعلامي المستقل رأفت الرفاعي إن إعلام النظام كان «أمنيا بامتياز»، ومن مزايا الثورة أنها «كسرت احتكار الأمن للمعلومات».
ويضيف أن «إعلام الثورة أوصل المعلومات إلى الخارج، وساهم بإثارة رأي عام عالمي تعاطف مع الثورة، ولكنه لم ينتقل لمرحلة صنع الرأي العام».
ويرى الرفاعي أن «وضع الإعلام في سوريا يتحمل مسؤوليته الإعلاميون الذين استنكفوا عن العمل في الداخل، وانتقلوا إلى تركيا لممارسة العمل دون أن يتحملوا مشقة أو مخاطرة العودة لبلادهم».
وأشار إلى أن غير السوريين باتوا الآن يمتلكون معلومات وقدرة على فهم الوضع أكثر من الصحفيين السوريين في الخارج.