الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إعلان جبهة النصرة وقفة مراجعة في الثورة السورية

إعلان جبهة النصرة وقفة مراجعة في الثورة السورية

15.04.2013
نصوح المجالي

الرأي الاردنية
الاثنين 15/4/2013
في الصراعات الدائرة في الساحة العربية تطغى الاعتبارات العقائدية على اعتبارات السياسة وحتى اعتبارات مصلحة الثورة والصراع وكأن القوى المتطرفة تستعجل الامر لفرض برنامجها العقائدي ومصلحة جماعاتها على كافة القوى الاخرى.
ونسأل ما الذي يجعل جبهة النصرة المشاركة في الثورة السورية, تستعجل الامر وتعلن ولاءها المطلق للقاعدة وانها جزء مما يسمى مشروع الدولة الاسلامية في بلاد الرافدين والشام, في الوقت الذي تثار الشكوك حول هوية التنظيم, وتتردد الدول عن تقديم العون والتسليح للجيش الحر وللثورة السورية لمخاوف تتعلق بالقاعدة والارهاب.
الخطوة التي جاءت لاسباب عقائدية دون أي اعتبار للسياسة او مصلحة الاطراف الاخرين في الثورة السورية, جاءت في مصلحة الخطاب السياسي للنظام السوري, وعززت مخاوف الغرب من الثورة السورية وزرعت بذرة الانشقاق مبكراً في صفوف الثورة السورية, واعطت ذريعة للعراق في مناهضة الثورة السورية لانه يواجه خطر القاعدة ايضاً.
وهذا يؤكد أن الجماعات الاسلامية المتطرفة سواء التكفيرية كالقاعدة او غيرها يتركز اهتمامها على مفهوم مصلحة الجماعة الاسلامية فكرها, عقيدتها القتالية وأهدافها بغض النظر عن القوى الاخرى في الساحة, او رأي الشعب الذي تدور الحرب من أجله أو فكرة الخيارات الشعبية الحرة.
تنظيم القاعدة بعد أن عدّل من اسلوبه الارهابي الفج الذي استخدم في العراق وابتعد عن ايذاء السوريين في ممتلكاتهم وارواحهم اكتفى بمصادرة صوامع الحبوب في الشمال والسيطرة على حقول النفط والمؤسسات الاقتصادية في الشمال مما وفر لها مصدرا مهما للتمويل، يغنيه عن خطف الاجانب والسائحين والمواطنين ووجد التنظيم في كفاءته وخبرته في مقارعة النظام مبررا لفرض نفسه كفريق قائد في الثورة السورية في خطوة فرز فيها نفسه عن الجيش الحر والقوى الدينية والمدنية الاخرى.
تأتي هذه الخطوة قبل اسابيع قليلة من لقاءات ثلاثة من القادة العرب في واشنطن لبحث كيفية ايصال الدعم للقوى غير المتطرفة في الثورة السورية وكأنها اشهار استهدف اعاقة الدعم العسكري من الوصول الى الفصائل المعتدلة لانه قد يكون مشروطا باخراج القاعدة من الساحة السورية.
لم تثر خطوة القاعدة تلك مخاوف دول الغرب وحسب لكنها عززت مخاوف الدول العربية من ان اضعاف القوى المعتدلة في الثورة السورية تشكل خدمة للتطرف وللقاعدة في الثورة السورية وان مقاومة التطرف تبدأ بدعم الاعتدال والقوى المطالبة بالدولة الديمقراطية التعددية المدنية.

يقول بيان القاعدة او النصرة للثوار الاخرين لا تبيعوا دماء الشهداء من اجل ديمقراطية موهومة في اشارة لرفض ما تطالب به اغلبية القوى الساسية الاخرى في الساحة السورية.
صعود القاعدة في سوريا يثير مخاوف دول الجوار لان نجاح القاعدة في سوريا سيشكل تهديدا لكافة دول الجوار بدون استثناء خاصة وان سوريا تستقطب الجهاديين المتطرفين من جميع انحاء العالم العربي والاسلامي.
مباشرة، بعد اعلان جبهة النصرة، صّعد النظام الحديث عن خطر القاعدة والارهاب في سوريا ليعزز موقفه السياسي، وصعد الجيش الحر من جانبه ، الحديث عن استخدام النظام السوري الاسلحة الكيماوية، في خربة غزالة في حوران، والشيخ مقصود في الشمال لاضعاف موقف النظام وحفز الغرب على اتخاذ موقف حاسم من انتهاكات النظام للقوانين الدولية، الامر الذي يندرج في الحرب الاعلامية، لتخفيف وقع بيان النصرة الذي اضر بالجيش الحر والثورة، وخدم النظام السوري.
هناك مخاوف جدية، ان تتسرب اسلحة كيماوية لاطراف متطرفة كالقاعدة، او للجيش الحر، وان تستخدم لخلط الاوراق السياسية في سوريا والمنطقة.
الثورة السورية دخلت مرحلة، تحتمل الانشقاق وتحتمل اعادة النظر في الموقف الدولي في اكثر من اتجاه ذلك هو التحدي المطروح على القادة العرب الذين سيزورون واشنطن قريبا لتدارس تداعيات الصراع الدائرة في سوريا على الشعب السوري وعلى دول المنطقة.