الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران تدرّب ميليشيات ما بعد الأسد

إيران تدرّب ميليشيات ما بعد الأسد

07.04.2013
المستقبل

المستقبل
الاحد 7/4/2013
الميليشيات التي يدرّبها الايرانيون في سوريا أطلقوا عليها تسمية مهيبة: "جيش الشعب". وهي مؤلفة من خمسين ألف رجل، غالبيتهم من السوريين الشيعة، فضلا عن الإيرانيين والعلويين. وهدفهم المباشر التصدي للمتمردين السنّة، التائقين الى إسقاط النظام.
تم اختيار هؤلاء المقاتلين من بين أعضاء "لجان الدفاع الشعبي" أو الشبيحة، تلك الميليشيات المنخرطة في الحرب، والتي صارت تتولي مهام لم يَعُد الجيش النظامي قادراً على القيام بها، ولا القتال على كل الجبهات في آن واحد. أفضل العناصر من بين هؤلاء درّبهم "حزب الله" اللبناني و"فيلق القدس"، الفرع الخارجي للـ"حرس الثوري".
"جيش الشعب" هذا ظهر على شاشات الرادار الأميركي في آب الماضي. وقتها أشار ليون بانيتا، وزير الدفاع الأميركي الى تلك الظاهرة بقوله: "إن إيران تسعى لتطوير وتدريب ميليشيات داخل سوريا، تقاتل من أجلها". بعد هذا التصريح بشهر، أعلن محمد علي جعفري، قائد "الحرس الثوري" الإيراني، خلال مؤتمر صحافي، أن حليفه السوري لا يحتاج الى دعم خارجي لحفظ الأمن، بما أن هناك خمسين الف رجل من الجيش الشعبي يناضلون إلى جانبه".
في كانون الأول الماضي أصبحت الاتهامات دقيقة بما فيه الكفاية لتعلن وزارة الخزانة الأميركية بأن "الجيش الشعبي" أُدرج في لائحة المنظمات الخاضعة للعقوبات الاقتصادية. ومنذ ذلك الوقت وواشنطن تتهم فيلق القدس "بتدريب هذه الميليشيات الموالية لإيران وبتزويدها بمعدات وتمويل نشاطاتها بعدة ملايين من الدولارات". فهذه الميليشيات أنشئت على صورة "الحرس الثوري" الايراني، الذي تشكل من أبناء الطبقات الأكثر رثاثة، وهو مكلف بحماية النظام الإيراني؛ ما دفعه الى لعب دور حاسم في قمع التظاهرات الشعبية الإحتجاجية ضد تزوير الانتخابات الرئاسية، في حزيران من العام 2009.
في الأشهر الأخيرة، تدهور الجهاز الأمني السوري تدريجياً، فأخذ الايرانيون يدعمونه، الى حدّ التغلغل في جهاز الأمن المولج حماية بشار الأسد نفسه.
مدرّبو هذه المليشيات هم إما كادرات من "حزب الله" اللبناني، أو أعضاء في الحركات الشيعية العراقية المتحالفة مع إيران. هم الذين يدافعون عن القرى المحاصرة من قبل المتمردين السنّة، كما في الزاهرة ونبهول في شمال سوريا، في ريف حلب، حيث ظهر اللون الأصفر لـ"حزب الله". وعدا عن التخفيف عن كاهل الديكتاتور، أنشىء "جيش الشعب" أساساً كتجسيد للسيطرة الايرانية على سوريا، وليلعب دوراً بعد سقوط بشار الأسد. حتى لو انكرت طهران احتمالا كهذا، فان نظام الملالي، السينيكي والبرغماتي في آن، يبحث لنفسه عن موطىء قدم في سوريا ما بعد الأسد، والتي يتصورها تحت سيطرة سوريين سنّة مقرّبين من السعودية وقطر، أكثر دولتين عربيتين مكروهتين في طهران.
لقد وجدت إيران نفسها في وضع مماثل عام 2003 في عراق ما بعد صدام. في تلك الأيام، أقامت علاقات مع مجموعة من التنظيمات الغامضة، لم تكن كلها شيعية، وكانت مدعوة لمحاربة المحتل الأميركي. في سوريا، سوف يكون الأمر حسب تصورهم عبارة عن إنتفاضة ضد سلطة أصبحت معادية لهم ولـ"حزب الله"؛ وهذا الحزب يحتاج الى دمشق ليتزود بالسلاح. وليس بالطبع من أوجه الصدف المحضة ان تتسارع الآن بالذات كل هذه الأنشطة (...).
يراقب الإسرائيليون محاولات التدخل الايراني في سوريا. وهم لم يترددوا في تصفية حسن الشاطري في شباط الماضي، وهو صاحب الدور المحوري في تنظيم عملية تدخل إيران و"حزب الله" في سوريا. فهو كان مسؤولاً رفيعاً في "الحرس الثوري"، وعلى صلة قوية مع محمد رضا زاهدي، قائد قوات فيلق القدس، والتقاه قبل ساعات من اغتياله على يد القوات الاسرائيلية.