الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحرب طويلة!

الحرب طويلة!

11.04.2013
طارق مصاروة

الرأي الاردنية
الخميس 11/4/2013
يخطئ الذين يعتقدون أن عمر نظام الأسد سيكون في حدود الأسابيع أو الأشهر، ويخطئ أكثر أولئك الذين يراهنون على استعادة الجيش السوري لقواه في معارك حواري حلب ودمشق وحمص ودرعا!. فالحرب الداخلية لن تنتهي بالحسم في وقت قصير، وقد تستمر سنوات!!.
الاعتراف بالمعارضة في الجامعة أو في الأمم المتحدة لا يغير الكثير في معادلات القوة الإقليمية والدولية التي تغذي الداخل السوري بأكسير حياة غاية في التعاسة!. وكذلك البيانات العسكرية التي تنقلها الفضائيات لصور مجزوءة، ومراسلين هواة. ولبيانات رسمية لها لغة «حرب تشرين» لكن الجيش الباسل لا يحارب فيها المحتل الإسرائيلي، وإنما أهل المدن السورية الذين يتلقون قصف المدافع والدبابات وصواريخ سكود، والطيران. ويريدون لهم أن يصدقوا أن هذا الدمار موجه «للجماعات الإرهابية» وليس للبيوت، والمدارس، والأفران والجامعات.
حين نصغي إلى ما يقوله القادمون من سوريا عبر الحدود السورية – الأردنية, نحسب أنهم يتحدثون عن فيلم هندي طويل. فهم مثلنا لا يريدون تصديق ما تراه أعينهم.. وان دولتهم تفعل فيهم كل هذه الفعائل!!
حورانيات «مدقوقات» على «السيالة» ولهن عصبة, وتحمل الواحدة منهن أحفادها.. يا الله كم هي أردنية!! وتكتمل الصورة حين ينحني جندي أردني مدجج بسلاحه لحمل حقائب المسافرين السوريين الى خيام اللجوء.
هذه المشاهد لا علاقة لها بالعاطفة القومية, بقدر ما هي توزين لهذه المرحلة الدموية من تاريخ سوريا والمنطقة. فمنها نستطيع قياس زمن الحرب والموت, وقياس مجهود الذين يضعون المزيد من الحطب على النار!!
الحرب طويلة والشمال الأردني ليس منطقة منكوبة, ولكنه امتداد لنكبة الوطن السوري كله. فقد كان أذكياء الحكم في دمشق يسموننا جنوب سوريا, حين يتحدثون عن غرب سوريا في لبنان وكنا نرد، وأنتم شمالي الأردن، كما كان اللبناني يشعر أنه في وطن محتل. فسوريا الكبرى ليست وطناً وإنما هي امتدادات لحكم المخابرات والفساد واحتقار الشعب!!.
ستطول الحرب، كما طالت حرب العراق وإيران، وستنتهي باجتياح حلف الأطلسي كله للعراق. ومثلما يكابر أهل النظام في سوريا ما يزال الإيرانيون يكابرون. مع أن منطق الأمور يقول إن احتلال العراق.. كان أيضاً إحتلالاً مؤجلاً لإيران!!.