الدولة الاسلامية في سوريا

الرأي الاردنية
السبت 13/4/2013
وكأن الشعب السوري النازفة جراحه بحاجة الى كارثة اخرى تتمثل باعلان الدولة الاسلامية ما بين الانبار وحمص , إذ يعلن السيد ابو بكر الحسيني القرشي البغدادي ان الدولة الاسلامية الجديدة باطلالتها على البحر الابيض المتوسط , ستحدد مصير لبنان وسوريا وتركيا والمنطقة بكاملها بعد ان « تمكن مقاتلوهم من السيطرة على المثلث الحدودى المحاذي للاردن واسرائيل والجولان».
وإذ يقول « ابو أنس « ان تنظيم القاعدة في العراق قد اندمج مع تنظيم جبهة النصرة لاهل الشام ليشكلا معا الدولة الاسلامية الجديدة بعد ان تقدمت الطلائع المجاهدة الى مستودعات الاسلحة الكيماوية في منطقة « الدُمِير « قرب دمشق والى منطقة « الصافرا « قرب حمص.
وشباب جبهة النصرة سوريون ساعدتهم مخابرات آصف شوكت وشاليش قبل سنوات على دخول العراق ومحاربة الجيش الامريكي هناك , وزودتهم بالاسلحة وكميات من « سى فور « للتفجيرات العنيفة. وكانت لاعمالهم نتائج ملموسة تصب في صالح الاستراتيجية السياسية للنظام في دمشق.
ولما اشتد ساعد الشباب السوري في عمليات الميدان العسكرية ومجابهة الموت في بعقوبة وسوق الشيوخ وجها لوجه , عادوا الى بلادهم ليكرروا قول الحكيم العربي « اعلمه الرماية كل يومٍ, فلما اشتد ساعده رماني « وهكذا انقلب السحر على الساحر.
وعندما يكون لتنظيم القاعدة العالمي نقطة ارتكاز استراتيجية ما بين الانبار وحمص , وعندما تتمكن من السيطرة على مُستودعيْن من الاسلحة الكيماوية , وعندما تنتصر كتيبة المثنى على اللواء السوري الخامس وتحتل قيادته في الجولان حيث اصبحت على بعد سبعة كيلومترات من وادي الرقاد فهذا يعني حصول تغيير كبير في المعطيات الاستراتيجية سيؤدى الى إجبار القوى الاقليمية على الحوار معهم كما سبق ان تحاورت واشنطن مع طالبان , واسرائيل مع حماس.
ولم يكن يتوقع احد عندما تم الأعلان عن قيام دولة العراق الاسلامية في 14/ 10/ 2006 ان تتوسع تلك الدولة بين القرى والمدن السنية المذهب حتى تقطع الصحراء وتصل الى سوريا ولتعلن من هنالك الاندماج مع جبهة نصرة اهل الشام التي اسسها اردنيون وسوريون وليبيون في 19/ 9/ ة2011 , وكما يقول احد قيادات القاعدة ان خمسمائة اردني يجاهد مع جبهة النصرة .
لقد حصلت جبهة النصرة مؤخرا على صفقة سلاح ضخمة من كرواتيا وصربيا وتضمنت المشتريات قاذفات صواريخ 220 ملم من الاسلحة الروسية الصنع من طراز سميرش المضاد للدروع ومن نوعية هيريكين ( 9 ك 57 ) الذي يصل مداه الى 70 كيلومتراً مع القدرة على تحقيق اصابة دقيقة ضد الدبابات .
وخلال هذا الاسبوع , ستشهد لندن انعقاد مؤتمر دولى كبير وستكون على اولويات جدول اعماله الازمة السورية . فماذا ستكون ردة فعل ممثلي الدول العشرين هناك بعد ان يستمعوا لتصريحات القرشي البغدادى عن الدولة الاسلامية الجديدة , وتوسُع تنظيم القاعدة ليصل الى شواطئ البحر الابيض المتوسط بعد ان وصل الى صحراء مالي الافريقية ؟؟؟؟
ما يجري حاليا دعوة مفتوحة للعواصم الكبرى ان تكّف عن دعم الشعب السوري , العزيز بكرامته , البطل بأنـَفـَتِه.