الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القازلباش!

القازلباش!

27.04.2013
صالح القلاب


الرأي الاردنية
السبت 27/4/2013
لإسناد الجبهة العسكرية الجديدة التي فتحها حزب الله في منطقة حمص بأمرٍ من مرشد الثورة علي خامنئي بادر مساعد الأركان العامة الإيرانية «القازلْباش» اللواء حسن فيروز أبادي وبأمرٍ من الولي الفقيه نفسه بفتح جبهة سياسية، ربما تتحول إلى جبهة عسكرية، بإتهام الأردن بوضع أجوائه تحت تصرف الطيران الإسرائيلي وبتشريع أبوابه لعناصر «القاعدة» لقتل أبناء الشعب السوري!!.
وبالطبع فإنَّ هذا «القازلْباش» الصفوي المحشو رأسه بكل تشوهات التاريخ وأحقاده قد إعتبر أنَّ هذه الإتهامات الكاذبة التي ألصقها بالأردن، إنسجاماً مع تهديدات بشار الأسد بنقل الحرائق التي تلتهم سوريا إلى الأراضي الأردنية واستكمالاً لها، تشكل :»إخلالاً بالعالم العربي وتهديداً لمصالح الأمة الإسلامية وخيانة لفلسطين»!!.
وبهذا فإنَّه يبدو اللواء حسن فيروز أبادي، الذي وبالتأكيد أنه أطلق تصريحاته إمَّا من جبهة «القصر» في حمص التي فتحها حسن نصر الله بأوامر من علي خامنئي وإمَّا من دمشق نفسها من أحد مخابئ بشار الأسد، قد نسي أن إيران في ذروة ثورتها وعندما كان الإمام الخميني لا يزال على قيد الحياة والذي لا يمكن أن يحدث في هذا البلد أي شيء إلا بإشارة من إصبعه قد خانت فلسطين والعالم العربي والأمة الإسلامية بالطول والعرض بتلقي مساعدات عسكرية من إسرائيل التي كانت تصفها طهران بالعدو الصهيوني.
ولعل الأخطر من هذا كله أنَّ إيران، بعد ما أصبح الحكم فيها للمذهب الشيعي الإثني عشري بداية بإنتصار الثورة الخمينية في عام 1979، قد بادرت لإستكمال إشعال نيران الحروب المذهبية التي كان الصفويون قد أقحموا هذه المنطقة والعالم الإسلامي فيها بالوقوف وراء هذ الحمى الطائفية في العراق وفي البحرين وفي معظم دول الخليج العربي بالإضافة إلى غزو المذهب الزيدي الذي يتَّسم بالوسطية والإعتدال من الداخل بتبني مجموعات «الحوثيين» وتحويلهم إلى ضرس ملتهب في الفك اليمني.
ثم وبالإضافة إلى تفجير هذه الحرب المذهبية القذرة في العراق التي يقودها بأمرٍ من الولي الفقيه علي خامنئي الجنرال قاسم سليماني فإنَّ ما لم يعد بحاجة لا إلى مبررات ولا إلى إثباتات هو أنَّ إيران قد بادرت، ومنذ اللحظة الأولى لإنفجار الأزمة السورية في عام 2011، إلى الوقوف مذهبياً إلى جانب نظام بشار الأسد وبالأسلحة والأموال والمقاتلين وبالسياسة أيضاً وأنه لولا تدخلها الطائفي هذا، الـذي نقل هذه الأزمة بعد فتح جبهة حمص بجيوش حزب الله إلى مرحلة بالغة الخطورة، لما إستمرت هذه الحرب المحتدمة في سوريا حتى الآن ولما سقطت كل هذه الأعداد من القتلى إنْ في صفوف المعارضة وإنْ في صفوف القوات الحكومية.
ويبقى هنا أنه لابد من إيضاح أن «القازلْباش» الذي يعني الرأس الأحمر أو الرؤوس الحمراء هو اللقب الذي أُطلق على جنود جيوش الصفويين وجنرالاتهم لأنهم كانوا يغطون رؤوسهم بأردية باللون الأحمر والمعروف أن هؤلاء الصفويين قد حكموا في بلاد الفرس منذ العام 1501 وحتى العام 1785 وأنهم كانوا قد أقحموا المنطقة خلال هذه الفترة بحروب طاحنة عنوانها مذهبي وطائفي وحقيقتها السَّعي لإستعادة ما يسمى أمجاد الإمبراطورية الفارسية وهذا ما يفعله الإيرانيون الآن!!.