الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القصف جواً خطوة ضرورية

القصف جواً خطوة ضرورية

11.10.2014
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية


المصدر: صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية
البيان
الخميس 9-10-2014
ينطوي إطلاق عمل عسكري ضد تنظيم "داعش" على مخاطر كبرى وجلية، لكن الإحجام لم يكن خيارا مطروحا. سادت أجواء من العقلانية والتقييم المتزن للمخاطر، جلسة مناقشة مجلس العموم البريطاني للضربات الجوية على العراق.
وتمت دعوة مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين للتعبير عن رأيهم في شن عمل عسكري على العراق، خلافاً للمرة السابقة التي سجلت انطلاق المغامرة غير الشرعية المشؤومة عام 2003. وتم بذل كل جهد ممكن لتقييم جميع تبعات التدخل العسكري، بما في ذلك التبعات على المدنيين، وشكلت الدروس عبرة في الواقع.
والتحالف المشكّل اليوم لمواجهة "داعش" يتخطى بريطانيا، خلافاً لعام 2003، وخطاب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شكل جزءاً من استراتيجية بناء التحالف الدولي. ويعلم الجميع أن الحملة المناهضة لـ"داعش" مصيرها الفشل، إذا اقتصرت على كونها ممارسة أنغلو - أميركية أخرى، سواء واقعياً أو نظرياً. وينبغي لأي تدخل في المنطقة، على غرار حرب الخليج الناجحة عام 1991، أن يرتكز على قاعدة عريضة في العالم العربي، ودعم الدول الأخرى.
ويتسم الرأي العام بالحذر، وتفرض طبيعة الصراع الحالي تصاعد وتيرة الممارسات المعتمدة، بناءً على الفوائد التي تعود بها كل مرة، ومؤازرة الرأي العام والقانون الدولي لها في كل مرحلة.
يختلف تنظيم "داعش" عن نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ويتسم بأنه عدو غير تقليدي وأكثر ضراوة، بحيث لا ينفع معه حشد الجيوش والمدفعية. وقد يستدعي مسار الأحداث "التورط في الوحول العراقية"، لكن لا يشكل ذلك جوهر الموضوع، كما أنه مستحيل من الناحية السياسية، على الأقل بسبب فشل التحرك عام 2003.
سيؤدي تصويت مجلس العموم إلى موت الأبرياء، إلا أن وجود "داعش" يضمن مقتل المدنيين الأبرياء الذي يقارب المجزرة.
ليست هناك إجابات تخلو من الألم في الردّ على تهديد "داعش"، ولا ضمانات تؤكد نجاح القضاء عليه. قد تزيد الضربات الجوية الأمور سوءاً، على حد قول الناقدين، لكن ميزان الترجيحات يشير إلى إمكانية جعلها أفضل ربما.. هكذا تنطلق عملية التجاذب الطويلة