الرئيسة \  واحة اللقاء  \  " المـعـلـم " وعـبـثـيـة بـقـاء الجامعـة العربـية

" المـعـلـم " وعـبـثـيـة بـقـاء الجامعـة العربـية

05.10.2013
صالح إبراهيم الطريقي


عكاظ
الخميس 3/10/2013
بعيدا عن الانحطاط الأخلاقي لخطاب وزيـر الخارجية السوري وليد المعلم للجمعيـة العامـة للأمـم المتحدة في الدورة الـ 68، والمغالطات التي ساقها، إذ قال : " لا حرب أهلية لدينا، لدينا حرب ضد الإرهاب الذي لا يعرف قيما ولا عدلا ولا مساواة ولا حقوقا ولا تشريعات "، وإن بعض الدول إلى الآن لا تريد أن تسمع أو ترى تنظيم "القاعدة" الدولي أخطـر التنظيـمات الإرهابـية في العالم بأذرعته المتعددة "جبهة النصرة ــ الدولة الإسلامية في العراق والشام ــ لواء الإسلام" ، ونسي أن هذا التنظيم كان يعيش بداخل سوريـا، والنظام هو من كان يموله، ويرمي به للعـراق ليسرع قبض إيـران على العـراق.
قلت : بعيدا عن الانحطاط الأخلاقي لخطاب " المعلـم "، إلا أن هذا المشهد الفنتازي لظهوره على منصة
"الجمعية العامة للأمم المتحدة " يطرح سؤالا حادا حول الجامعة العربـية، وما قيمة قـراراتـها على المستوى العربي والعالمي ؟.
فهي ومنذ البداية أصدرت قـرارا بطـرد " نظام البعـث " كممثل لسوريا وعدم الاعتراف به، ونصبت حكومة جديدة وحدها من يحق لها تـمثـل الشعب السوري، حتى إحدى الدول العربية طردت سفير النظام لتعين سفيرا للحكومة الجديدة، ثـم وفي 30 سبتمبر 2013م قالت لهم " الجمعية العامة للأمم المتحدة " : الممثـل لسوريـا في الجمعية هو وزيـر خارجية بشار " المعلـم " ، فبدا وكأن الجمعية وليس " المعلم " فقط، تسخـر من مثل هذه القـرارات، وأن لا قيمة لقـراراتـها على مستوى العالم.
المثـيـر للغضـب حد الضحك الهستـيري في كل هذه الفنتازيا العربية، ليس بداية خطاب " المعلم " الذي بدا وكأنه يقدم نظام بشار فاتحا ومنتصرا على أعدائـه الذين هم الشعب السوري المقتول والمهجـر، بل النهاية التي تؤكد لأمريكا وإسرائيل " أن البربقندا " في بدايـة الخطاب رسالة للعالـم العربي فـقـط، إذ قال لأمريكا وإسرائيل بعد أن تحول البطل قزمـا : " سوريـة معروفـة بالوفاء بتعهـداتـها والتزامـها، وانطلاقا من ذلك فإنني أؤكد التزام سوريـة بنتفيـذ أحكام الاتفاقية كاملة وبالتعاون مع منظمـة حظـر الأسلحة الكيميائية كدولة طرف في الاتفاقية" ..
بمعنى أن النظام سيدمـر سلاحـه الكيماوي المهـدد لإسرائيـل مقابـل أن يبقى النظام، وهذا ما يهـم أمريكا وإسرائيـل، وبالتأكيد لا تستطيـع الجامعة العربـية رفضه، أو حتى دفـع العالم لاحترام قـراراتـها والاعتراف بالحكومة الجديدة.